صدمة الانتخابات الأوروبية تدفع بالعمال البريطاني نحو الاستفتاء الثاني

صدمة الانتخابات الأوروبية تدفع بحزب العمال البرطاني نحو الاستفتاء الثاني

28 مايو 2019
كوربن يضطر لمراجعة مواقفه (انثوني دفلين/ Getty)
+ الخط -

دفعت النتائج المخيبة لحزب العمال البريطاني في الانتخابات الأوروبية بقيادة الحزب إلى إعادة التفكير في مقاربتها لاتفاق الانسحاب من الاتحاد الأوروبي "بريكست" ودعم إجراء الاستفتاء الثاني.


وقالت وزيرة الداخلية في حكومة الظل العمالية، ديان آبوت، لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، صباح اليوم، إنها لا ترى تناقضاً بين إجراء استفتاء ثانٍ على الخروج من الاتحاد الأوروبي واحترام نتائج الاستفتاء الذي جرى عام 2016.
وأوضحت آبوت أن حزبها تحول لدعم الاستفتاء الثاني وبقوة لأنه الأمر الواجب فعله والخطوة الديمقراطية اللازمة. وأضافت "الآن ومع اقتراب الموعد النهائي لهذه المفاوضات، دخل المحافظون في منافسة على زعامة حزبهم ولن نصل إلى رؤية واضحة منهم لعدة أشهر. نعتقد أنه من الضروري أن يعود الأمر لاستفتاء شعبي".
ومن جانبها، قالت النائبة عن العمال، ليزا ناندي، لـ"بي بي سي"، إن الاستفتاء الثاني قد يقود إلى بريكست من دون اتفاق ويدمر الثقة بحزب العمال. وتابعت "أعتقد أنه في حال كان هناك استفتاء ثانٍ، قد يصوت الناس هنا بأعداد كبيرة وربما لصالح الخروج من الاتحاد من دون اتفاق. هناك إحباط كبير بين ناخبي العمال الذين صوتوا لصالح بريكست في مدن كالتي أمثلها عندما يرون قيادات عمالية تطالب باستفتاء ثانٍ قبل وجود أي محاولة جدية لتطبيق نتائج الاستفتاء الأول".
كذلك حث رئيس الوزراء البريطاني سابقاً، توني بلير، زعيم العمال، جيريمي كوربن، في مقابلة على "سكاي نيوز"، إلى التوقف عن المماطلة ودعم الاستفتاء الثاني، قائلا "إن الخطورة التي يواجهها العمال تكمن في أنه إن لم يتقدم بسياسات تمتلك تأييداً في الوسط السياسي إضافة إلى اليسار فإنه لن يتمكن من الحصول على الأغلبية". ودعا كوربن إلى أن يأخذ موقفاً واضحاً حول أوروبا. وأضاف قائلا: "لقد وقع قادة الحزبين (العمال والمحافظين) في الخطأ ذاته حيث ظنوا بإمكانية اتخاذ موقف وسط وإرضاء الطرفين. الانتخابات الأوروبية كشفت عكس ذلك".
وكان كوربن قد بعث برسالة إلى نواب حزبه بعد صدور نتائج الانتخابات الأوروبية يتعهد بدعم الاستفتاء الثاني على أي صفقة "بريكست"، وذلك بعد أن كشفت النتائج تخلي أعداد كبيرة من معارضي "بريكست" من قواعد العمال عن حزبهم، ودعمهم لأحزاب ذات موقف واضح معارض لبريكست.
وقال كوربن إن رغبة العمال الأولى في التوجه إلى انتخابات عامة، ولكن أية صفقة على "بريكست" يجب أن تكون محل استفتاء شعبي. ونقلت صحيفة "ذي غارديان" عن عدد من المصادر داخل العمال أن هذا الموقف يعتبر تحولاً في موقف كوربن الذي رأى سابقاً في الاستفتاء الثاني مجرد خيار مطروح لوقف "بريكست" المحافظين.
وقال كوربن "من الجلي أن انسداد الأفق في البرلمان لا يمكن تجاوزه إلا عبر التوجه إلى الشعب من خلال انتخابات عامة أو استفتاء ثان. جاهزون الآن لدعم استفتاء شعبي على أي اتفاق". 
وتأتي تصريحات كوربن بعد يوم حافل من التصريحات من قبل قيادات الحزب المعارض والتي أعربت عن قلقها من نتائج الانتخابات الأوروبية وإدانتها الموقف الغامض الذي تبناه الحزب تجاه أوروبا.
فقد قال وزير المالية في حكومة الظل العمالية، جون ماكدونيل، أمس الاثنين، إن الاستفتاء الثاني أمر محتم لأن المحافظين لن يتجهوا إلى انتخابات عامة. وأكد أن الوقت قد حان لدعم الاستفتاء الثاني مهما كانت الظروف "إن خيارنا الوحيد الآن هو العودة إلى الشعب باستفتاء، وهذا هو موقفنا الآن". 
كذلك انضم إلى قائمة المطالبين بالاستفتاء الثاني عدد آخر من وزراء حكومة الظل العمالية المعارضة مثل إيميلي ثورنبيري وشامي شاكرابارتي وكير ستارمر. وقال ستارمر، وهو وزير "بريكست" في الحكومة العمالية إن الاستفتاء الثاني "هو الطريق الوحيد لكسر الجمود حول بريكست" والذي يجب أن يشمل "خياراً عملياً للخروج من الاتحاد وخيار البقاء فيه". 
كما أن نائب زعيم الحزب، طوم واطسون، والذي يتصدر المطالبين بالاستفتاء الثاني في حزب العمال، يعد اللاعب الأهم في تغيير مسار "بريكست" بين العمال من خلال دعمه لمؤتمر خاص يصوت فيه المنتسبون للحزب على التحول الرسمي في سياسته حول "بريكست" لصالح الاستفتاء الثاني، حيث يعتقد واطسون أن الأمر بالعجلة التي لا تستطيع الانتظار حتى المؤتمر العام للعمال في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.


وكشفت الانتخابات الأوروبية عن تراجع شعبية العمال للمركز الثالث بعد كل من حزب "بريكست" وحزب الليبراليين الديمقراطيين. وحصد العمال 14.6 في المائة من الأصوات فقط ليخسر نصف عدد نوابه في البرلمان الأوروبي ويقف عند 10 ممثلين. أما في اسكتلندا ففشل العمال في كسب أي مقعد، بينما جاء في المركز الثاني في ويلز.