الشرطة الفرنسية تطلق قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق تظاهرات "السترات الصفراء"
محمد المزديوي ــ باريس
أطلقت ​الشرطة الفرنسية، اليوم السبت،​ قنابل ​الغاز​ المسيل للدموع لتفريق مظاهرات حركة "السترات الصفراء" في ​باريس​.

كما أُغلقت المعالم الكبرى في باريس كبرج إيفل والمتاحف ومسرح الأوبرا، وألغت عدداً من مباريات كرة القدم خشية الحشود البشرية.

وأعلن رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب عن اعتقال 481 شخصاً خلال احتجاجات اليوم.

وكلفت السلطات الفرنسية 89 ألف شرطي بحفظ الأمن في عموم البلاد، بينهم 8 آلاف في باريس، مزودين بـ 12 عربة مدرعة.

وبحسب شهود عيان، قالوا في حديث لـ"العربي الجديد، إن "نحو 1500 متظاهر، استطاع الوصول إلى جادة الشانزليزيه، وهم محاصرون من كل الشوارع المؤدية إلى ساحة التظاهر، بأعداد هائلة من قوات الأمن، التي تقوم من حين لآخر، بحملات تفتيش واعتقال استباقية".


وسمحت الشرطة بدخول المتظاهرين، بحسب وكالة "الأناضول"، إلى الشارع الذي يعد من رموز باريس، عقب تفتيشهم، فيما أغلقت المحالّ التجارية أبوابها خشية تكرار أحداث الشغب.

ومساء الجمعة، التقى رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب، وفداً يمثل حركة "السترات الصفراء"، قبيل الاحتجاجات الواسعة المنتظرة اليوم في عموم البلاد.

وقالت جاكلين مورو، من أعضاء الوفد، للصحافيين عقب اللقاء إن ممثلي الحركة طرحوا آراءهم على رئيس الوزراء.

وأكدت أنه يجب على ماكرون اتخاذ خطوات من شأنها خفض التوتر القائم.

ويبحث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن مخرج من "الأزمة" الناجمة عن احتجاجات "السترات الصفراء"، التي بدأت في 17 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وتعد الأكثر عنفاً خلال السنوات الأخيرة.

ماكرون، اضطر على خلفية الاحتجاجات، لإلغاء زيارة رسمية له الأسبوع الجاري لصربيا، وأعلن عبر قصر الإليزيه إلغاء ضرائب على الوقود، كان مقرراً فرضها في 2019.

لكن إعلان إلغاء الضرائب لم يكن كافياً لتهدئة غضب أصحاب "السترات الصفراء".

وأظهر استطلاع أجرته شركة "إيلاب" للأبحاث، أن 78 في المئة من الفرنسيين يعتقدون أن التدابير التي أعلنها ماكرون، لم تكن كافية لتلبية مطالب المحتجّين.

واحتجاجات "السترات الصفراء" ضد الضرائب وارتفاع تكاليف المعيشة، التي عمّت مدناً مختلفة منذ 17 نوفمبر الماضي؛ شهدت مقتل 4 أشخاص وإصابة المئات، وسط اتهامات للشرطة باستخدام العنف.

واعتبر ماكرون، أن المشاركين في احتجاجات باريس السبت الماضي، "مجموعة من الغوغاء لا علاقة لهم بالتعبير السلمي عن مطلب مشروع"، ما أثار انتقادات على نطاق واسع.