صحف الجزائر تتحرر من الرقابة: "ماتزيدش دقيقة يا بوتفليقة"

صحف الجزائر تتحرر من الرقابة: "ماتزيدش دقيقة يا بوتفليقة"

الجزائر
60244E7B-773C-460F-B426-426EBC60D89E
عثمان لحياني
صحافي جزائري. مراسل العربي الجديد في الجزائر.
16 مارس 2019
+ الخط -
تحررت عناوين الصحف الجزائرية الصادرة اليوم السبت من الرقابة والضغوط، وتجرأت على مواجهة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، مركّزة على التظاهرات التي خرج فيها الملايين في العاصمة والولايات الجزائرية ضد القرارات التي أعلنها بوتفليقة، يوم الإثنين الماضي.

وأشادت غالبية الصحف اليومية الصادرة بالعربية والفرنسية بالمسيرات والشعارات التي رفعها المحتجون، معتبرة أن "الشعب الجزائري يريد رحيل مختلف رموز الفشل" ويرفض تعديلات بوتفليقة.

صحيفة "الخبر"، كبرى الصحف الصادرة باللغة العربية في الجزائر، نشرت في صدر صفحتها الأولى عنواناً جريئاً استعار إحدى شعارات المحتجين؛ "ماتزيدش دقيقة يا بوتفليقة". وكتبت الصحيفة أن الشعب الجزائري يرفض تمديد الولاية الرابعة، مسلطة الضوء على الخروقات الدستورية والقانونية التي وقعت فيها السلطة الجزائرية.

كذلك تصدّرت المسيرات العنوان الرئيس لصحيفة "البلاد" التي كتبت في صفحتها الأولى "الشعب يرفض التمديد"، ولفتت إلى أن المتظاهرين يرفضون حلول الأمر الواقع، مركزة على أن الحلول المقدمة من طرف الرئاسة تعتبر "ذر رماد في العيون"، بينما المواطن الجزائري يريد حلولاً ترضي "مطالبه برحيل العصابة".

أما صحيفة" ليبيرتي" الصادرة باللغة الفرنسية فعنونت صفحتها الأولى بـ "الشعب قال كلمته، والملايين يخرجون ضد قرارات بوتفليقة". وأفردت ملفاً كاملاً تناولت فيه مختلف النقاط التي يرفضها الجزائريون بعد قرارات إلغاء الانتخابات وعدم ترشح بوتفليقة للعهدة الخامسة، مبدية إعجابها بطريقة المظاهرات والشعارات التي تفنن الجزائريون في بعث رسائلهم للنظام الجزائري من خلالها، محافظين على سلميتهم.



وعلى خلاف عنوان مفاجئ نشرته في عددها الصادر في 1 فبراير/ شباط الماضي، اعتبرت فيه الرئيس بوتفليقة "رجل الإجماع" بفعل ضغوط مورست عليها، عادت صحيفة "الشروق اليومي" إلى خطها الافتتاحي المعتاد. وعنوان عدد اليوم السبت كان "ارحلوا".

صحيفة "الوطن" الصادرة بالفرنسية عنونت: "مسيرات في كل ربوع الوطن... الإجابة القاسية للشعب الجزائري"، مركزة على رفض الشعب لقرارات بوتفليقة الأخيرة، مبدية اهتمامها بطريقة احتجاج الجزائريين الذين تعلّموا من دروس الماضي ويحاولون "عيش الحياة".

صحيفة "الرائد" وصفت المظاهرات بأكبر مظاهرة عاشها الجزائريون منذ الاستقلال ومنذ بدء الاحتجاجات في 22 فبراير/ شباط الماضي. وعنونت صفحتها الأولى: "لا تمديد... لا تأجيل... لا نقاش"، كما ركزت على أهمية السلمية التي تحلى بها الجزائريون خلال المسيرات وتعاملهم مع أفراد الأمن وعقب التظاهرات.

صحيفة "الشعب" العمومية اعتبرت أن الشعب الجزائري أبدى تحضراً كبيراً في مسيرات "احتفالية"، متحاشية إبداء أي موقف حيال مطالب الجزائريين التي وصفتها بإرادة التغيير نحو الأفضل في خطاب يتماشى مع الخطاب الرسمي.


تجدر الإشارة إلى أن 18 مليون شخص شاركوا في تظاهرات ومسيرات "جمعة الرحيل"، أمس الجمعة، وفقاً لناشطين، في الجمعة الرابعة من الحراك الشعبي التي وُصفت بأنها الأضخم في تاريخ الجزائر المستقلة، خاصة في العاصمة الجزائرية التي شهدت مسيرات حاشدة وغير مسبوقة.

ذات صلة

الصورة
طلاب الجزائر (العربي الجديد)

مجتمع

قرّرت سلطات التعليم في الجزائر، اليوم الأربعاء، توقيف مدرس وإحالته على العدالة ومحاسبة مسؤولين آخرين، على خلفية نصَ امتحان تضمَن عبارات مُسيئة لقبائل عربية، اعتبرت إثارة للنعرات العرقية وتأجيجاً لخطاب الكراهية في البلاد.
الصورة
شعار منصة باز

منوعات

اختارت مؤسسة "البلاد" الصحافية الجزائرية الانضمام إلى منصة التواصل الاجتماعي العربية Baaz، في وقت تفرض المنصة نفسها كوسيلة قوية لنشر المحتوى بعيداً عن الرقابة، وفي وقت قد تتوقف بقية مواقع التواصل في أي لحظة بسبب الأعطال. 
الصورة
القنوات الجزائرية تتعرض لرقابة مشددة من قبل السلطات (العربي الجديد)

منوعات

أعلنت السلطات الجزائرية تعليق بث قناة "البلاد" المستقلة، على خلفية بثها لقطات من جريمة قتل وحرق الشاب جمال بن إسماعيل قبل أسبوعين، في ثاني قرار من نوعه تتخذه السلطات ضد قناة مستقلة، بعد تعليق بث قناة "لينا". كما أوقفت نهائياً بث "الجزائرية وان".
الصورة
 الصحافية كنزة خاطو (فيسبوك)

منوعات

التمس القضاء الجزائري، اليوم الثلاثاء، حبس الصحافية في الإذاعة المستقلة "راديو إم"، كنزة خاطو، بعدما أوقفتها السلطات في 14 مايو/أيار الحالي خلال تظاهرات الحراك الشعبي، ثم أخلت سبيلها بعد يومين.

المساهمون