صحافيو غزة في الحجر: لجوء للهوايات

صحافيو غزة في الحجر: لجوء للهوايات

15 سبتمبر 2020
الصحافية خولة الخالدي تصنع لوحات تشكيلية (العربي الجديد)
+ الخط -

تنشغل الصحافية الفلسطينية خولة الخالدي بصنع لوحات تشكيلية فنية، باستخدام ألوان الأكريليك والطباشير الجافة، في محاولة منها لاستغلال فترة حظر التجول، الذي فرض في قطاع غزة، ضمن الإجراءات الوقائية من فيروس كورونا. تقول الخالدي إن عملها في مجال الإعلام المرئي يتطلب الكثير من الوقت والجهد، إضافة إلى كونها زوجة وأم لأربعة أطفال، ما كان يحرمها من إبراز مواهبها الفنية بالشكل الكافي، إلى أن أتاح لها حظر التجول الوقت المناسب لممارسة موهبتها، والخروج بلوحات فنية احترافية. 
وبدأت الخالدي أولى خطواتها في الرسم على الزجاج، وقامت بنشر النتائج على صفحتها عبر "فيسبوك"، ودفعها تشجيع الأصدقاء إلى الاستمرار في صناعة اللوحات والانتقال إلى تخصصات تشكيلية متنوعة، ومنها الرسم على لوحات الكانفاس، والرسم بالطباشير الجافة، في ظل رغبة بمواصلة الرسم حتى بعد انتهاء حظر التجول، وعن تجربتها تقول: "كان شعورا مميزا أن أقدم شيئاً مختلفاً عما اعتدت على تقديمه". 

وإلى جانب الخالدي، بدأ عدد من الصحافيين الفلسطينيين، باستثمار طاقاتهم ومواهبهم وهواياتهم، للاستفادة من فترة الحجر المنزلي، والتي بدأت منذ بدء تفشي فيروس كورونا في قطاع غزة، والإعلان رسميًا عن اكتشاف إصابات خارج مراكز الحجر الصحي، في تاريخ 24 أغسطس/ آب 2020. 
ويتخذ الصحافيون من مواقع التواصل الاجتماعي صفحات لنشر إنجازاتهم، تشجيعًا منهم لأصدقائهم على تفجير مواهبهم وهواياتهم، والتفكير في أساليب إيجابية لقضاء أوقات الفراغ، إلى جانب التشجيع على الالتزام بقرار حظر التجول، منعًا للإصابة بالفيروس، بعد تفشيه أخيرًا في القطاع المحاصر منذ أربعة عشر عامًا. 
وانطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي مبادرة "الزم بيتك وفكر بمواهبك"، وهي نشاط الكتروني، أطلقته صحافيات، لتشجيع الأفراد على استغلال فترة حظر التجول بصناعة شيء مفيد وملهم، عبر نقل إنجازات ونشاطات لأشخاص أبدعوا خلال فترة الحجر المنزلي في مختلف المجالات. 

وتقول الإعلامية بيداء عثمان، لـ "العربي الجديد" إن فكرة المبادرة المجتمعية جاءت خلال حديث دار مع زميلتها تغريد العمور، للتغلب على أجواء التوتر وأوقات الفراغ، عبر مشاركة مختلف الإبداعات مع الأصدقاء، وقد شاركت بنشر صور حلويات قامت بصنعها وتزيينها منزليًا. وحصلت المبادرة على تشجيع من الأصدقاء على مواقع التواصل الاجتماعي بعد طرح مجموعة صور، وفق قول عثمان، التي قررت برفقة زميلتها فتح باب المشاركة للجميع، وعرض منتجاتهم المنزلية عبر الصفحة، بهدف تعميم ثقافة الالتزام بالبيت، واستغلال الوقت. 

فيما شاركت الإعلامية تغريد العمور مع طفلتها ريتال في إعادة تدوير الملابس القديمة، واستغلالها لحياكة ملابس لألعاب الأطفال، منذ الإعلان عن وجود حالات إصابة بفيروس كورونا خارج مراكز الحجر الصحي، داخل قطاع غزة، وبدء حظر التجول، تزامنًا مع ظروف معيشية صعبة تحديدا استمرار انقطاع الكهرباء والانقطاع عن الدراسة بعد استئنافها بثلاثة أسابيع. وتقول العمور لـ "العربي الجديد" إنه كان لا بد من طريقة لاحتواء الأطفال داخل المنزل، مع إضفاء مساحات من التغيير، في ظل ساعات الحجر المنزلي الطويلة، فبدأت معهم بالقراءة، ومن ثم استغلال ساعات وصل الكهرباء لتعلم المهارات عبر اليوتيوب، إلى أن قررت ريتال صناعة ملابس الألعاب، من الملابس القديمة. 
وتعتبر العمور أن استغلال أوقات حظر التجول للمتعة واللعب واكتساب خبرات للتخفيف عن الأطفال، يساهم في تخطي حاجز الضغط ووطأة القلق والخوف، إلى جانب إيجاد وسيلة تقارب مع الأطفال خلال الفترات الطويلة داخل البيت.

أما المصور الصحافي سمير البوجي، وهو أب لأربعة أطفال، فقد اتجه إلى ممارسة هواية الرياضة المنزلية، والتي يحاول من خلالها التخلص من الأجواء السلبية الناتجة عن الحجر المنزلي، وتحويلها إلى طاقة إيجابية. وبدأ البوجي الذي شارك في المبادرة، باستغلال أوقات الفراغ داخل المنزل عبر ممارسة هوايات متعددة، ومنها القراءة ومشاهدة أفلام السينما الاحترافية، للاستفادة من المشاهد التصويرية، إلى جانب ممارسة الرياضة، وتعليم أطفاله مختلف التمارين الرياضية. 
وتأتي المبادرة في ظل حزمة من الإجراءات والتي تم الإعلان عنها مع بداية تفشي فيروس كورونا في قطاع غزة، بهدف السيطرة عليه ومنع تفشيه، ومنها تعليق العمل الرسمي والخاص بشكل كامل، إلى جانب المدارس والمؤسسات التعليمية، ومنع التجمعات وإغلاق الأماكن العامة وصالات الأفراح والنوادي، بشكل مفاجئ، ما عطل سير الحياة بشكلها الطبيعي. 
ومنذ اللحظة الأولى لاكتشاف حالات كورونا خارج مراكز الحجر الصحي، أعلن رسميًا بدء فترة حظر التجول التام على جميع محافظات قطاع غزة، وتم البدء في تخفيف إجراءات الحظر في بعض المناطق التي تمت السيطرة، إلى حد ما، على تفشي الفيروس فيها.

المساهمون