شهر الصوم في صيدا تحلّيه "الشعيبيات"

لرمضان طقوسه الخاصة التي تختلف من بلد إلى آخر، وحتى من منطقة إلى أخرى. في لبنان، وتحديداً في الأحياء القديمة، يحرصُ الأهالي على الحفاظ على الروابط الأسرية. وعادة ما يزيّن أهل مدينة صيدا (جنوب لبنان) الشوارع والأحياء قبل حلول شهر رمضان. وعلى الرغم من تعب الصيام، ترى الناس فرحين بهذا الشهر. وتزدهر الأسواق الشعبية وتنتعش الحركة. وبطبيعة الحال، يزداد بيع الحلويات واللحوم والدجاج والخضار.

وليس مبالغاً فيه القولُ إن ما يميز هذا الشهر هو كثرة بيع الحلويات، خصوصاً "الشعيبيّات"، كما يقول عدنان العكاوي، صاحب محل لبيع الحلويات في منطقة الشاكرية في منطقة صيدا القديمة. يوضح أنه يعمل في هذا المحل منذ زمن طويل، مشيراً إلى أنه عادة ما يكون المبيع جيّداً خلال معظم أشهر السنة "لكن لشهر رمضان ميزة خاصة". ويشير إلى أن أكثر ما يميّزه هو إقبال الناس على شراء الحلويات "لأن الجسم يحتاج إلى الطاقة". وبرأيه، تعد الحلويات مصدراً رئيسياً لتعويضها.

يضيف أنه توجد في المحلّ أصناف عدة من الحلويات، لافتاً إلى أن حلويات رمضان تتميّز عن الأشهر الأخرى، خصوصاً تلك المحشوّة بالقشطة. يقول إن المبيعات تزداد بنسبة 70 في المائة خلال هذا الشهر بالمقارنة مع الأشهر الأخرى. ويلاحظ إقبال الناس على شراء "الشعيبيات" لأن سعرها يعد مقبولاً. يقول إننا "نبيع يومياً كل ما نصنعه من الشعيبيات"، مشيراً إلى أن هذه الحلوى تحديداً لا يمكن إبقاؤها لليوم التالي "وفي حال بقي القليل منها، نتلفها".

يعمل عدنان وشقيقه في المحل. يقول إن "نسبة المبيع جيّدة بشكل عام، ونحن قادران على تأمين مصاريف عائلتينا، بالإضافة إلى دفع بدل إيجار المحل". تجدر الإشارة إلى أن زيادة حركة البيع في المحل خلال شهر رمضان تجعلهما يدخران بعض الشيء، خصوصاً أن المبيع يخفّ في الأشهر الأخرى بسبب الأوضاع المادية الصعبة للناس. يضيف أن "الناس لا يشترون إلا ما هو ضروري، والحلوى ليست من الأولويات. أما في شهر رمضان، فتعدّ أساسية على المائدة، ويقبل على شرائها الغني والفقير كل بحسب قدرته".

يعزو سبب بيعه الحلويات بأسعار مخفضة إلى أن بدل إيجار محله رخيص، ولا يتجاوز المائة دولار، بعكس آخرين. يحلم فقط أن يظلّ قادراً وشقيقه على العمل وتأمين احتياجاتهما من خلال بيع الحلويات، وإن كان المبيع سينخفض مع انتهاء شهر رمضان وعيد الفطر.