شهادات صادمة لمغربيات تعرضن للعنف في الحجر الصحي

شهادات صادمة لمغربيات تعرضن للعنف في الحجر الصحي

01 يوليو 2020
تغيّرات نوعية في طبيعة العنف ضد المرأة خلال فترة الحجر(جلال مرشدي/الأناضول)
+ الخط -

كشفت منظمة دولية عن شهادات صادمة لعشرات المغربيات اللواتي تعرّضن للعنف خلال فترة الحجر الصحي الذي فرضته السلطات منذ 20 مارس / آذار الماضي، جراء تفشي فيروس كورونا  في البلاد.
وسجّلت منظمة  "امرأة" (MRA Mobilising For Rights Associates)، التي تعمل بالشراكة مع جمعيات، محلية وغير حكومية، عاملة في مجال العنف ضد النساء، في المغرب، شهادات صادمة.

لعلّ أبرز هذه الشهادات، شهادة إحدى النساء التي تعرضت لعدّة محاولات بالاعتداء الجنسي عليها، من قبل شقيقها المدمن، فضلاً عن تعرّضها للضرب على يده، والسبّ المستمرين، وتكسير كلّ ما يوجد بالمنزل .
ولم يكن حال سيدة أخرى أحسن من سابقتها، وفق الشهادات التي توصلت إليها المنظمة الدولية، عن العنف الممارس ضدّ النساء في زمن الحجر الصحي، بعد أن تعرّضت للاغتصاب من قبل زوجها، تحت تهديد السلاح الأبيض، بقيت بعدها المرأة عاجزة لمدة 21 يوماً.

ومن الشهادات التي كشفت عنها منظمة "امرأة" أيضاً، شهادة (ف ز أ) البالغة من العمر 28 سنة، وهي أم لطفلة، مع زوجها مدمن الكحول. إذ كان زوجها يعنّفها كلّما عاد إلى المنزل،  وقالت في شهادتها: «زوجي مدمن، وكلما عاد إلى البيت تخاصم معي وضربني، فأضطر إلى الهرب عند الجيران، وحين تفشّى وباء كورونا، وأصبح سجين البيت، بات يهدّدني بأن لا مفر لي من ضربه".

من جهة ثانية، أبرز الاستبيان، الذي أطلقته منظمة "امرأة" بخصوص انعكاسات فيروس كورونا على العنف الممارس ضدّ النساء، أنّ 76.47 في المائة من المشاركين عبر الإنترنت، أكّدوا أنهم لاحظوا تغيّرات نوعية في طبيعة العنف ضد المرأة المرتكب خلال فترة الطوارئ الصحية. فيما قال 88.67 في المائة من المشاركين، إنّ هناك تغييرات في الظروف المعيشية للمرأة وسلوكياتها.

 

 

وكشف الاستبيان عن أسباب ودوافع عدة، هي وراء ارتفاع حالات العنف ضد النساء، من أبرزها إلزامية التعايش لمدّة 24 ساعة متواصلة، طوال أيام الأسبوع، في مساحات محدودة وضيقة، إضافة إلى الأوضاع الاقتصادية الناتجة من فقدان العمل والدخل، لفرد وأحياناً جميع أفراد الأسرة. إضافة إلى تضاعف الأعباء على النساء، سواء الأعباء المنزلية خلال فترة الحجز، أو  المسؤوليات الجديدة، من قبيل تعليم الأطفال عن بعد، نتيجة إغلاق المدارس.
كذلك سبّبت وضعية الهشاشة في العمل والتهديد بفقدانه، وفراغ أماكن العمل، من خلال تناقص العمّال، وفراغ الشوارع والأماكن العامة، ارتفاع العنف ضد النساء. هذا فضلاً عن العنف الاقتصادي، حيث وجدت النساء أنفسهن محرومات الاستفادة من التعويضات المخصّصة للفئات المتضررة من الجائحة، وذلك على مختلف المستويات.
وكانت منظمات نسائية في المغرب قد أطلقت تحذيرات من تزايد وقائع العنف ضدّ النساء خلال الحجر الصحي المفروض، لمحاصرة انتشار فيروس كورونا في البلاد، داعية إلى اتخاذ إجراءات وقائية عاجلة.
ووجّهت المنظمات رسالة إلى وزيرة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة في المغرب، جميلة المصلي، ووزير الصحة، خالد آيت الطالب، قالت فيها إنّ "معدّل العنف ضدّ النساء  مرتفع جداً، ومن المرجّح أن تزداد وتيرته بسبب التوترات التي بدأت تظهر جلياً داخل الأُسَر، نتيجة الضغوط النفسية المرتبطة بالحجر الصحي".

المساهمون