شلا وغربية.. استعادة فنانيْن من جيل السبعينيات

شلا وغربية.. استعادة فنانيْن من جيل السبعينيات

23 مارس 2020
("صبرا وشاتيلا" لعبد الهادي شلا، من المعرض)
+ الخط -

قبل البدء بتنفيذ حظر التجوّل، الذي أقرّته الحكومة الأردنية أول أمس السبت، أقيمت فعاليات ثقافية وفنية معدودة خلال الأسبوع الماضي، منها المعرض الاستعادي للفنانيْن التشكيلييْن الفلسطينيين عبد الهادي شلا (1948)، وجمال غربية (1947 - 2000) الذي افتتح في الخامس عشر من الشهر الجاري في "متحف هندية" بالقرب من عمّان، ويتواصل حتى التاسع والعشرين من الشهر الجاري.

ربط الفنانان علاقة صداقة تعود إلى أيام الدراسة، حيث تخرّج شلا من "جامعة القاهرة"، بينما درس غربية في "جامعة إسطنبول"، وأقام كل منهما معرضهما الأول مطلع سبعينيات القرن الماضي في فترة متقاربة، كما شاركا في العديد من المعارض العربية والدولية.

يضم المعرض خمسة وثلاثين عملاً لشلا، يغلب عليها عدد من المواضيع التي يقاربها بتعبيرية تنزع نحو اختزالات لونية، كما يذهب في بعضها إلى التجريد الذي يعتمد عناصر حروفية وزخرفية متعدّدة من خلال التركيز على إيقاع الخطوط وحركتها بشكل يوازي بين حركة الحرف وحركة البشر.

("عطاء" لجمال غربية، من العرض)يستخدم الفنان رموزاً مستمدة من تطريز الأزياء الفلسطينية التقليدية ضمن التنوع في هيئتها وأشكالها وإحالاتها، والتي تحاكي الطبيعة بشكل أساسي سواء بإعادة إنتاجها في صياغات جديدة أو تحويرها على نحو متقشف في سياقات احتفالية، كما يستعير مفردات السجاد البدوي (السدو)، بالاستناد إلى الإيقاع الموسيقي في تناغم وتوزيع الوحدات الزخرفية المستمدة من الملابس التقليدية الفلسطينية ثم تطورها إلى الزخارف المشرقية عامة برؤية وأسلوب خاص به.

أما أعمال غربية، فتعتمد على ألوان محدّدة مثل الأزرق والأحمر والأصفر عبر إقامة حوار بينها، مع احتفاظه بمفردات معينة تظهر في العديد منها، مثل الحصان والمرأة والطير في إحالاتها الرمزية إلى المقاومة والألم والولادة واستمرار الحياة، باعتبارها معاني ودلالات حرص على تناولها.

تظهر لوحات غربية قدرات تعبيرية في إعادة تدوير العناصر ذاتها في أجواء ومناخات ترتبط بالحقول الشاسعة ومواسم الحصاد، ومشاهد من الحياة اليومية للريف الفلسطيني ومشاركة أبنائه في أعمال الزراعة، كما يصوّر أحياناً حالات تعيشها المرأة حصراً مثل حديث الأخوات أو وقوفها على النافذة، وأحياناً أخرى تظهر المرأة فوق الغيم أو محاطة بالطيور.

المساهمون