كيف يمكن أن يترجم
الشعر إلى لغةٍ أخرى، إذا كان المترجمون لا يعرفون شيئاً عن اللغة التي كُتب بها النص الشعري؟ يبدو أن هذا السؤال كان هاجس ورشة (جيران) في مدينة إيدنكوبن في ألمانيا، وهي ورشةٌ سنويةٌ بدأت منذ ثلاثين عاماً، وتسعى إلى استضافة
شعراء من الدول القريبة من ألمانيا جغرافياً، دول (الجيران) من غير الناطقين باللغة الألمانية، مع شعراء ألمان، يترجمون قصائد للشعراء الضيوف إلى الألمانية، أما كيف يتم هذا، فهو هدف الورشة على ما يبدو، حيث تتم ترجمة النصوص والقصائد ترجمةً حرفيةً، قبل تحويلها إلى الشعراء الألمان،
لإعادة صياغتها شعرياً، بحيث يبدو النص الشعري كأنه خُلق من جديد، خصوصاً أن ثمة نصوصاً يتولى إعادة صياغتها أكثر من شاعر، إذ يرسل الشعراء الضيوف خمسة عشر نصاً، تتم ترجمة كلها ترجمة حرفية، وتُعطى للشعراء الألمان الذين يختارون منها ما يناسب ذوائقهم، ويعيدون صياغتها.