شرطيان فرنسيان يتسبّبان بمقتل بائع خبز مغاربي

29 مايو 2015
مخاوف مسيطرة من تحيز الشرطة الفرنسية(GETTY)
+ الخط -
 فاجعة مقتل بائع الخبز المغاربي في باريس، يزيد (40 عاماً)، وهو أب لفتاتين في سن الحادية عشرة والتاسعة وولد في السابعة، أمس الخميس، أثارت الكثير من الشجن، وذلك جراء حادثة اصطدام شاحنته الصغيرة بسيارة شرطة، يقودها عنصران كانا ثملين بعد خروجهما من مرقص ليلي.


هذه الحادثة أثارت الخشية من عدم نيل الشرطيين العقاب اللازم، خصوصاً بعد تبرئة شرطيين آخرين قبل ذلك، حوكما بجنحة لعدم تقديم المساعدة لفتيَيْن، عربي وأفريقي، ماتا صعقاً بمولّد كهربائي، الأمر الذي عزز اعتقاداً راسخاً، بوجود تساهُل للقضاء الفرنسي مع الشرطة، خصوصاً حين يتعلق الأمر بمهاجرين وعرب وأفارقة.

الشرطي الذي كان يقود الحافلة تبيّن أنّه ثمل ونسبة الكحول في دمه تصل إلى 2.13 غراماً، وهي نسبة تتجاوز المسموح به بأربعة أضعاف، كما أن سيارة الشرطة كانت تسير بسرعة كبيرة، ولا تحترم إشارات المرور، وكان السائق ورفيقه خارجَيْن من "سهرة نظمها رفاقهما من قسم المكتب المركزي لمكافحة تجارة المخدرات".


ومن أولى الردود الرسمية، كان تعليق وزير الداخلية الفرنسي برنار كازينوف، الذي أصدر أمره بإيقاف فوري للشرطيين عن العمل، معبراً عن صدمته مما حدث، وأعلن أن التحقيق القضائي إذا ما أكد الاستنتاجات الأولية وكشف عن سلوك خاطئ وغير مسؤول من الشرطيين، فسيتعرضان لعقوبات تأديبية بالغة الصرامة، بمعزل عن المتابعات الجزائية.    

وحتى الساعة لا تستطيع أرملة المغاربي ليلى، التي تستقبل المعزين في بيتها بالضاحية الباريسية، أن تستوعب ما جرى، وتبدي استغرابها كيف أنّ رجلي الشرطة اللذين يفترض أن يعاقبا بشدة، كل سائق في حالة سُكر، كانا ثملين، "الشرطة تحمي ولا تخطف أرواح السائقين، أريد أن يدفعا الثمن".

وفي انتظار تحقيقات وتحريات الشرطة، يؤكد أفراد عائلة الفقيد أنهم سيتقدمون بشكوى ضد الشرطيين، وأنهم لا يريدون أقل من التطبيق الصارم للقانون، "لا أحد فوق القانون، ولن نتخلى عن الأمر".

اقرأ أيضاً: الإسلاموفوبيا تطال لاعب كرة قدم في فرنسا