شباب في عيد الثورة التونسية: لم نجن الثمار بعد

شباب في عيد الثورة التونسية: لم نجن الثمار بعد

15 يناير 2019
أكدوا أن تهميشهم متواصل (Getty)
+ الخط -
أكدت مجموعة من شباب تونس أنهم لم يقطفوا ثمار الثورة التونسية رغم مرور 8 أعوام عليها، كما أنهم لم يحققوا أبرز الشعارات التي رفعت إبان سقوط نظام زين العابدين بن علي في نيل الشغل والكرامة، واستمر تهميشهم وغيابهم عن المشهد العام.

وقال أنيس المبروكي من منطقة طبربة بتونس العاصمة، لـ"العربي الجديد"، إنّ بعض الشباب يائس ومهمش ويعاني البطالة، والعديد منهم يفضلون الهجرة بحثاً عن مستقبل أفضل، كما أن ظاهرة الانتحار في صفوف الشباب في ارتفاع، بسبب انشغال الساسة بالمناصب والكراسي وإهمالهم للطاقات التي قادت الثورة واحتجت على التهميش والأوضاع الاقتصادية.

وحمّل المتحدث النخب السياسية المتعاقبة على السلطة المسؤولية، لأنها حولت وجهة الثورة والمطالب الاجتماعية والاقتصادية إلى ورقة سياسية بعيداً عن طموحات الشباب، مشيراً إلى أنهم غنموا حرية التعبير كأهم مكسب، لكن الطبقة السياسية لا تستمع لصوت الشباب.

وبين أنّ الشباب التونسي لا يشعر بأنه وصل إلى بر الأمان وحقق مطالبه بعد، كما أن أغلبهم نفروا من التجاذبات السياسية ووجدوا أمامهم وضعاً سيئاً لا يشبه ذلك الذي يحلمون به.

وبرغم المشهد القاتم بحسب المتحدث، فإنه أقرّ بوجود مكاسب حقيقية لا يمكن التفريط فيها، وهي الحراك الاجتماعي، وقدرة الشباب على التعبير بكل حرية عن واقعه بدل الصمت والاستسلام.

من جهته، يواصل الشاب وديع الجلاصي الذي كان رمزاً من رموز الثورة الاحتجاج على الأوضاع، وبدل الاحتفال بالذكرى الثامنة لها قرر حمل قفص ووضع داخله العلم التونسي بدل حمامة السلام في رسالة منه إلى الطبقة الحاكمة.

ويقول الجلاصي لـ"العربي الجديد" إنّ تاريخ 14 يناير/ كانون الثاني 2011 كان حلماً، واعتقد الشباب أن مطالبهم ستتحقق والشعارات التي رفعوها ستنفذ، لكن للأسف استفاقوا على واقع مرير لم يتحقق فيه أي شيء، مبيناً أنه قرر الاحتجاج على السياسات وغلاء المعيشة والوعود الزائفة.

ويبين الجلاصي أنه حاول المشاركة في الشأن السياسي، وانتمى إلى حزب، لكنه سرعان ما غادره لأنه لم يجد نفسه فيه، مشيرا إلى أن رسالته للساسة أن يتركوا الشباب يعيشون بكرامة ويحلمون على أمل أن يكون المستقبل أفضل.

من جهتها، توضح الشابة الثلاثينية أحلام الفتوحي أن هناك مكاسب تحققت بعد الثورة التونسية،  من بينها حرية التعبير، لكن البعض لم يفهم جيدا هامش الحرية وتجاوز حدوده في استغلال هذا المكسب، مبينة أن لديها العديد من الأحلام والطموحات التي تأمل أن تحققها، بالرغم من الوضع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي صعب.

وتؤكد أحلام أن على الشباب أن يحسن التصرف، ويأخذ بزمام الأمور، بدل الاستسلام للبطالة كي لا تسرق أحلامه وتقبر شعاراته.

من جهته، يؤكد رئيس المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، مسعود الرمضاني، أنّ من أسباب إحباط الشباب الانتظارات الكبيرة التي كانت بعد الثورة، إلى جانب التجاذبات السياسية التي جعلت الناس يشعرون بأن الأوضاع تسوء من سنة إلى أخرى، ولم يكن للثورة مردود على التوازن الجهوي والخروج من عتبة الفقر. وبالتالي، فإن الشعور العام هو أن الوضع لن يكون أفضل.

ويضيف الرمضاني لـ"العربي الجديد" أن هذه النتائج وغياب التفاؤل بالمستقبل وراء تفاقم الاحتجاجات والهجرة غير النظامية ومحاولات الانتحار وهجرة الأدمغة، لافتا إلى أن الشباب وفي ظل الوضع الاقتصادي والاجتماعي يرون أن المستقبل لا يحمل ما كانوا يطمحون إليه من مطالب نادوا بها إبان الثورة.

ويشير إلى أنّ عدد حالات الانتحار المرصودة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة أظهرت أن 46 شخصاً أقدموا على وضع حد لحياتهم في مختلف الجهات، وهو رقم مهم، ويحتاج إلى  اهتمام السلطات، خاصة أن المقبلين على الانتحار هم من مختلف الفئات العمرية 
وبينهم موظفون وحاملو شهادات عليا ومتقاعدون وأطفال. 

ويلفت الرمضاني إلى أن غياب التواصل والحوار مع الشباب من الأسباب التي فاقمت الأزمة، وعمقت استياءهم من الوضع العام الاجتماعي، وكذلك النفور من الأحزاب السياسية ومن المشاركة في الانتخابات.

المساهمون