سينما عيد الأضحى: سيطرة الأجزاء الثانية وتحدّي أحمد حلمي

سينما عيد الأضحى: سيطرة الأجزاء الثانية وتحدّي أحمد حلمي

10 اغسطس 2019
هل يستطيع حلمي في تجربته الجديدة؟ (Getty)
+ الخط -
بعد أيام قليلة، تبدأ المنافسة بين أفلام مصرية مختلفة على إيرادات موسم عيد الأضحى الذي يتزامن مع فصل الصيف. وهذا وقت كافٍ قبل بداية الدراسة، ما يُضاعف من أهميته بالنسبة إلى المنتجين، إذْ إنّه الموسم الذي يذهب فيه المصريّون عادةٍ مع أسرهم إلى دور السينما. بعد تغيرات كثيرة في خريطة العرض، وتأجيل عرض بعض الأعمال إلى وقتٍ لاحق، اقتصرت المنافسة على 3 أفلام ضخمة الإنتاج، وفيلمين بميزانيتين صغيرتين جدًا، لا يهدفان إلى أي منافسة.

عصر الأجزاء الثانية
يُشار أولاً إلى أن الموسم بدأ باكرًا قليلاً، مع عرض "الفيل الأزرق 2" لمروان حامد، قبل أسبوعين من عيد الأضحى، استغلالاً لفترة تشهد فراغًا في صالات العرض، وعدم وجود أيّ أفلام أخرى تُعرض بالتزامن، ما جعل إيراداته تتجاوز 30 مليون جنيه مصري لغاية الآن، ويُتوقّع أنْ تتضاعف مع استمرار عرضه في صالات كافية في فترة العيد.
 منافسه الأساسي جزء ثان أيضًا لـ"ولاد رزق" لطارق العريان، الذي حقّق الجزء الأول منه، للعريان نفسه، أعلى إيرادات عام 2015، وأوجد توازنًا فنيًا ممتازًا بين شكل أفلام العصابات الأميركية، التي يفضّلها العريان، والأجواء الشعبية المكتوبة بحِرفية. ومع عودة الأبطال أنفسهم مجدّدًا، بعد ازدياد نجومية بعضهم، كأحمد داوود ومحمد ممدوح وعمرو يوسف، واستمرار أحمد عزّ وأحمد الفيشاوي كنجمين لهما شعبية كبيرة، فإن "ولاد رزق 2" سيكون منافسًا شرسًا على إيرادات عيد الأضحى. أما "الكنز 2" لشريف عرفه، فوضعه مختلف قليلاً عن الفيلمين السابقين، إذْ لم يكن استثمارًا لنجاح الجزء الأول لعرفة أيضًا، والذي عرف استقبالاً متواضعًا عام إنتاجه (2017)، بل تكملة للحكاية الأصلية، التي بلغت مدّتها 4 ساعات، فقرّر منتجه ومخرجه عرفه تقسيمه إلى جزئين. فشل الأول سبب التورّط في الجزء الثاني، الذي لا ينتظره أحد. كما أنّه تمّ تأجيله موسمًا تلو الآخر منذ نهاية 2017، إلى أنّ استقر الرأي، حتى الآن، على عرضه في العيد المقبل. برهان ضعيف على أنْ تؤدي شعبية محمد رمضان، والثناء الذي ناله محمد سعد في الجزء الأول، إلى تحقيق بعض النجاح، إذْ تشير توقّعات النقاد إلى أنّ الفيلم لن يتمكّن من تحقيق النجاح الذي يخُطط له.


عودة حلمي
3 أعوام كاملة غاب فيها أحمد حلمي عن السينما، بعد آخر فيلم له بعنوان "لف ودوران" (2016) لخالد مرعي، والذي كان عملاً مُربكًا جدًا. فمن ناحية، حقّق أعلى إيرادات في تاريخ السينما (وهو رقم كُسِر 7 مرات منذ ذلك الحين)، ومن ناحية أخرى، مستواه الفني متواضع، باعتراف بطله. هذه المرة، يعود أحمد حلمي بـ"خيال مآتة" لمرعي نفسه، وسط تنافس شديد للغاية، وفي أجواء تسيطر عليها أفلام الحركة. المعلومات المتوفرة عن الفيلم قليلة، تفيد بأنه ليس كوميديًا، بقدر ما يعتمد على غموض وإثارة. كذلك، فإنّ التيمة الإنسانية مرتبطة بلقاء جديد بين الأصدقاء القدامى، والحديث عن حياة كلّ واحد منهم، تلك التي عاشها قبل 30 عامًا. ولعلّ أكبر سؤال يطرح في موسم عيد الأضحى، يكمن في شكل المنافسة، بوجود أحمد حلمي، الممثل الوحيد الذي احتفظ بنجوميته في العقدين الأخيرين، والذي حقّقت أفلامه كلّها إيرادات ضخمة، بفضلها نافس محمد هنيدي ومحمد سعد وعادل إمام وأحمد مكي، والثلاثيّ شيكو وهشام ماجد وأحمد فهمي. في هذا كلّه، ظلّ النجم الأول والمفضّل عند الجمهور. هذه المرّة، تغيّرت القواعد، وأصبح نجوم شباك التذاكر هم ممثّلو العضلات المفتولة، وأبطال أفلام الحركة المليئة بالقتال والسيارات المحطّمة. فهل يستطيع حلمي بسط سيطرته مرّة أخرى، ويصبح، ربما، أنجح نجم شباك تذاكر في تاريخ السينما المصرية، بعد عادل إمام؟ الإجابة تنبثق من مستوى "خيال مآتة" وإيراداته.


فيلمان للسبكي
الفيلمان الأخيران، اللذان سيُعرضان في موسم عيد الأضحى، واللذان لهما ميزانية محدودة جدًا، وأبطال كوميديون من الصف الثاني، لا يهدفان إلى أي شيء، باستثناء تحقيق ملايين قليلة من الجنيهات المصرية، وتغطية كلفة الإنتاج، المحدودة أصلاً، ببيعه إلى قنواتٍ فضائية، فهذان الفيلمان يهدفان إلى الربح التجاري أكثر بكثير من النجاح النقديّ والسينمائيّ. أولهما "الطيّب والشرس واللعوب" لرامي رزق الله، تمثيل محمد سلام وأحمد فتحي وبيومي فؤاد، والثلاثة يظهرون عادةً في أدوار "السنّيد"، الذين فشلت محاولتهم السابقة في تأدية أدوار بطولة جماعية في "عندما يقع الإنسان في مستنقع أفكاره فينتهي به الأمر إلى المهزلة" (2017) لشادي علي، وها هم يحاولون الآن مُجدّدًا، في هذا الفيلم.


ثانيهما "إنتَ حبيبي وبس" لأحمد البدري، الذي يراهن على الفنان الشعبي محمود الليثي والمطربة بوسي والراقصة صوفينار، وممثل كوميدي هو محمد ثروت. نوعية ربما تكون لها شعبية في موسم خال من الأفلام، لكن وجوده إلى جانب أفلام كبيرة، كـ"الفيل الأزرق 2" و"ولاد رزق 2" و"خيال مآتة"، يجعل فرصته في تحقيق إيرادات عالية منعدمة تقريبًا.


المساهمون