سينما العراق: مهرجانات بلا دور عرض

سينما العراق: مهرجانات بلا دور عرض

24 أكتوبر 2014
من فيلم "كرنتينة" لـ عدي الرشيد
+ الخط -

تتزاحم في العاصمة العراقية، هذه الأيام، مهرجاناتٌ عديدةٌ تعنى بالفن السابع على الرغم من انعدام وشحّ دور العرض التي طالها الإهمال والخراب بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003.

وبالتزامن مع انطلاق الدورة الرابعة من "مهرجان السينما المتنقلة"، الذي ينظمه "المركز العراقي للفيلم المستقل" في ثماني محافظات عراقية، شهدت بغداد مهرجانها السينمائي الدولي السادس.

واحتفل "المركز العراقي للفيلم المستقل" بمهرجانه المتنقل، الذي الذي انطلق من بغداد، وتجوّل في عددٍ من المحافظات، بعرض فيلم "تحت رمال بابل" للمخرج محمد الدراجي، إلى جانب ستة أفلام عراقيّة كرمّتها عدّة مهرجانات في الخارج. نسخة هذا العام تزامِن الذكرى العاشرة لانطلاقة السينما العراقية الجديدة بعد عام 2003، إذ احتفل عددٌ من هواة السينما بعودة الحياة إلى الإنتاج السينمائي، بعد نحو عقدٍ من توقفه بسبب ظروف الحصار الاقتصادي في تسعينيات القرن الماضي.

ويقول المخرج مهند حيال، المتحدث باسم المركز، لـ"العربي الجديد" إنّ "مهرجان السينما المتنقلة انطلق، قبل أربعة أعوام، من الناصرية جنوباً، ليطوف بعدها المحافظات العراقية في المدن والقرى، وأصبح بديلاً ناجحاً بعد أن غابت دور العرض السينمائية عن مدن البلاد". ويضيف: "المهرجان عرض لآلاف العراقيين أفلاماً أُنتجت بعد 2003، وهذا العام شهد تقديم عروض مهمة لمخرجين جدد".

ونظراً إلى الأحداث الأمنية التي شهدها العراق، أُجِّل موعد المهرجان لعدة أشهر، لكن المشرفين عليه قرّروا أن يصلوا بعروضهم السينمائية إلى مخيمات النازحين لبعث الأمل في نفوس مئات الآلاف من الذين فقدوا منازهم مؤخراً.

وتتضمن قائمة عروض "مهرجان السينما المتنقلة" 14 فيلماً، بينها: فيلما "تحت رمال بابل" (2013) و"ابن بابل" (2013)، لمحمد الدراجي. و"كرنتينة" (2010) لعدي رشيد. و"خزان الحرب" (2013) ليحيى العلاق. و"عيد ميلاد" (2013) لمهند حيال. و"أطفال الحرب" (2013) لأحمد ياسين. و"طيور نسمة" (2013) لنجوان علي وميدو علي.

في الوقت نفسه، انطلقت فعاليات "مهرجان بغداد السينمائي الدولي السادس"، بمشاركة 111 فيلماً من 35 دولة. وتوزعت المشاركات على النحو الآتي: 13 لفئة الأفلام الروائية الطويلة، و25 للأفلام الروائية القصيرة، و20 للأفلام الوثائقية، و23 لفئة المخرجات العربيات، و18 فيلماً لفئة آفاق جديدةٍ وأفلام الشباب. كما تضمن المهرجان عدداً من الندوات التي أقيمت على هامش العروض التي احتضنتها بناية المسرح الوطني.

ويلاحظ أن الجوائز الأولى ذهبت لمشاركين أجانب، ولم يحصد الفيلم العراقي سوى جوائز المركزين الأول والثالث بالمناصفة، إضافة إلى جائزتي لجنة التحكيم عن فئة أفلام الشباب.

وتعليقاً على النتائج التي حازتها المشاركة العراقية، يقول المخرج ملاك عبد علي لـ"العربي الجديد" إن "أهمية المهرجان تكمن في كونه فرصةً مهمةً لصناع السينما ليتلقوا بنظرائهم الأجانب لاكتساب مزيدٍ من الخبرات".

لكن عبد علي لا يخفي إحباطه إذ يشير إلى أن "المهرجان يفتقر إلى عدّة عوامل تمنع دخوله في خارطة المهرجانات العالمية، والسبب يكمن في آليات العرض، وأولها عدم وجود صالة عرض حقيقية تعرض الفيلم بالصوت والصورة بشكلٍ صحيحٍ، وهذه أبسط مقومات نجاح أي مهرجان سينمائي".

ويرى خبراء أن "الانفتاح" الذي شهدته البلاد بعد 2003 أتاح المجال لانتعاش الإنتاج السينمائي كماً ونوعاً بما يضاهي حجم الإنتاج في العقود الماضية، حيث لم يتجاوز 70 فيلماً.

ولا تحوي بغداد سوى صالتي عرضٍ صالحتين للاستخدام، بعد أن كانت تضم نحو 80 صالةً في عام 1950 نصفها للعروض الصيفية.

ورغم افتقار العراق للبنية التحتية لصناعة السينما، إلا أنه احتل المركز الأول عربياً، العام الماضي، عبر إنتاجه نحو 30 فيلماً روائياً طويلاً، بموازنة رصدتها الحكومة العراقية قُدّرت بنحو 10 مليون دولار.

المساهمون