سيناريو تحرير عدن إلى تعز؟

سيناريو تحرير عدن إلى تعز؟

03 نوفمبر 2015
تحرير تعز يعتمد على إيادٍ يمنية (صالح العبيدي/فرانس برس)
+ الخط -

تعيد الإجراءات التي تقوم بها قوات الشرعية اليمنية والتحالف العربي لتحرير محافظة تعز، إلى الأذهان عمليات تحرير عدن من مليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، إذ إن الظروف المصاحبة للعمليتين تتشابهان في الكثير من النقاط، مع وجود بعض الاختلافات.

فعمليات تحرير عدن بدأت من خلال تحرير غربها وقطع الإمدادات عن المليشيات من الساحل، وهو ما تقوم به حالياً قوات الشرعية والتحالف في تعز، من خلال الدفع بقوات عسكرية كبيرة إلى غرب تعز، ولا سيما الساحل وميناء المخا، وجعل منطقة الضباب غرب تعز المؤدية إلى المخا هدفاً رئيسياً ومحوراً للدخول إلى تعز وكسر الحصار عنها، ليسهل إدخال المعدات العسكرية والمساعدات كما حدث في تحرير غرب عدن.

واعتمدت قوات التحالف والشرعية في عدن على إرسال التعزيزات العسكرية والقوات وحصار المليشيات، وجعلت من البحر مركز إسناد وإدارة عمليات، ووضعت المليشيات التي كانت تحتل مناطق التواهي وكريتر والمعلا والقلوعة وخور مكسر تحت الحصار، وتحت كماشة القوات من البحر والبر، لكنها كانت تعاني من مشكلة بُعد المسافة بين قواعد انطلاق المقاتلات العسكرية التي كانت تعتمد على قواعد داخل الأراضي السعودية بعيدة عن مسرح العمليات العسكرية.

وفرضت الأوضاع الإنسانية نفسها لتسريع بدء عمليات تعز، كما كانت الأوضاع السياسية والضغوط الدولية هي الأخرى قد فرضت أجندتها على عمليات تحرير عدن، باعتبار تلك المنطقة البوابة الأولى لبدء العد العكسي لإسقاط الانقلاب وتغيير موازين القوى السياسية والتخفيف من حدة الضغوط السياسية.

اقرأ أيضاً: التحالف العربي يرسل تعزيزات عسكرية لفك حصار تعز

لكن سيناريو تحرير تعز بدا مختلفاً في بعض الترتيبات مع أن الوضع الإنساني يفرض نفسه مجدداً لتحرير تعز وفك الحصار عنها بسبب القصف العشوائي وارتفاع أعداد القتلى والجرحى من المدنيين ووسط ضغوط وظروف سياسية معقدة وصعبة يمر بها اليمن والمنطقة وقبيل محادثات جنيف الثانية، خصوصاً أن تحرير تعز يُعدّ الإعلان الرسمي لإسقاط الانقلاب وتحرير صنعاء.

وتشير المعطيات الميدانية إلى أن تحرير تعز يعتمد بدرجة رئيسية على إيادٍ يمنية سواء عبر البر من خلال قوات "المقاومة" والجيش الوطني، أو عبر الجو من خلال طيارين يمنيين. وسيكون دور قوات التحالف تحرير ميناء المخا بمشاركة القوات البحرية التي ستتقدّمها قوات سودانية، على أن تكون المخا منطلقاً للتوجّه نحو منطقة الضباب غرب تعز. كما أن استخدام قاعدة العند الجوية يعطي ميزة للعمليات العسكرية لتحرير تعز من خلال قرب القاعدة من مسرح العمليات وهو ما يسهل تلبية متطلبات المعركة ويختصر المسافة والكلفة والزمن.

وسيأتي تحرير تعز بعد ترتيبات أمنية داخلية لما بعد التحرير حتى لا يتكرر ما حدث في عدن، التي ما زالت تعاني من مشاكل أمنية وانتشار الجماعات المسلحة، وهو ما حاولت الشرعية والتحالف تجاوزه في تعز.

يأتي هذا أيضاً بعد تمكّن قوات الشرعية والتحالف من وضع مليشيات الحوثيين وصالح في تعز، في كماشة من الشرق والغرب والجنوب، وهو ما يشير إلى أن قوات الشرعية ستعتمد على تلك الاتجاهات الثلاثة في عملياتها لتحرير المحافظة، وبعد حشد أكبر عدد ممكن من القوات، فضلاً عن أن عملية تحرير تعز يراد منها أن تكون الضربة القاضية للمليشيات بعد أن تم استنزافها طوال ما يقارب السبعة أشهر الماضية.

أما في التطورات الميدانية خلال الساعات الأخيرة، فقد تمكّنت "المقاومة" شمال مدينة دمت شمال الضالع، من تنفيذ عملية نوعية ضد المليشيات بالقرب من منطقة الرضمة التابعة لمحافظة إب، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من عناصر المليشيات. كما صدت "المقاومة" في جبن شمال شرق الضالع، هجوماً كبيراً للمليشيات من جهة البيضاء.

من جهة أخرى، عادت الأحداث الأمنية في عدن للواجهة. فقد وقعت اشتباكات بين قوة يقودها ناصر عبدربه منصور هادي، نجل الرئيس اليمني، وبين عناصر من "المقاومة"، بعد محاولة نجل الرئيس استبدال حراسة منطقة المعاشيق الرئاسية، بقوات خاصة، ورفضه التجاوب مع مطالبات عناصر "المقاومة" بتسلم مرتباتهم، فنشبت مواجهات بين الطرفين. هذه الاشتباكات جاءت أثناء لقاء كان يعقده نجل هادي مع مسؤولين حكوميين، بينهم محافظ عدن اللواء جعفر محمد سعد، داخل القصر الرئاسي، مما اضطرهم للاستعانة بطائرة عسكرية للتحالف لنقلهم من داخل القصر إلى منطقة أخرى.

اقرأ أيضاً: اليمن: قوات الشرعية تتقدم في تعز ومأرب