سيارات طائرة تحلق في أجواء اليابان عام 2020

سيارات طائرة تحلق في أجواء اليابان عام 2020

08 يوليو 2018
نموذج أميركي لشكل السيارة الطائرة (Getty)
+ الخط -
أعلنت الحكومة اليابانية عن بدء الخطوات العملية لإطلاق أول مشاريع  السيارات الطائرة في سماء طوكيو، مع ترجيح إنشاء مجلس خاص للأمن والتكنولوجيا حتى نهاية 2018، في محاولة للوصول إلى مرحلة الاستخدام العملي للسيارات  الطائرة ذاتية القيادة في عام 2020. وتدور مهام هذا المجلس حول مناقشة قضايا السلامة والاستخدامات التكنولوجية وقواعد تنظيم عمل  هذه السيارات ومسائل أخرى، وفق تقرير "اليابان نيوز".

وتدعم الحكومة هذا المشروع، كونها تعول على هذا النوع من السيارات للتقليل من الاختناقات المرورية في المناطق الحضرية والمساعدة في إدارة الكوارث. وسيدعم المجلس تنفيذ المشروع، وسط تكثّف المنافسة العالمية  على تطوير التكنولوجيا ذات الصلة بالسيارات الطائرة.

مواصفات السيارات الطائرة

يشرح التقرير أن السيارات الطائرة تجمع بين عناصر الطائرات من دون طيار والمروحيات. وتتصوّر النماذج التي يتم العمل عليها أنها تقلع وتهبط عمودياً، وتحلق على ارتفاعات تصل إلى 150 متراً بسرعة 100 إلى 200 كيلومتر في الساعة.

وبما أنها ستعمل على الطاقة الكهربائية، فإن إصلاح هذه السيارات وصيانتها سيكلفان أقل من تلك التي تعمل بمحركات البنزين. ونظراً لأن هذه السيارات سوف تكون ذاتية القيادة، فإن تكاليف تدريب السائقين سوف تختفي أيضاً، كما من المتوقع أن تكون تكاليف النقل مماثلة لتكاليف سيارات الأجرة، وفقاً للتقرير.

والدعم الحكومي لهذا المشروع يرتبط بالأزمة المرورية التي تعاني منها اليابان، خصوصاً خلال وقوع الكوارث الطبيعية. إذ فور حصول الزلزال في محافظة شمال أوساكا مؤخراً، منع ازدحام المرور وصول سيارات الطوارئ وعرقل أعمال إعادة الإعمار. وبذلك، فإن السيارات الطائرة سوف تمكن أنشطة الإنقاذ وتتيح نقل اللوازم المطلوبة في حالات الكوارث على الفور ومن دون انتظار إعادة ترميم الطرق المتضررة.

ويلفت تقرير "اليابان نيوز" إلى أن المركبات الطائرة ستحلق في الجبال والمناطق المحيطة بها، وستتيح الوصول بسهولة إلى الجزر النائية حيث يكون النقل البري غير ملائم. وبما أنها لن تنتج ضجيجاً من المحرك، فإن التلوث السمعي سيقل عند تحليقها فوق مناطق مكتظة بالسكان.

شروط السلامة

لا يزال ضمان السلامة التحدي الأكبر في هذا المشروع. ومن المقرر أن تشارك وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة ووزارة الأراضي والبنية التحتية والنقل والسياحة وقطاعات التصنيع والتوزيع وغيرها من الكيانات في المجلس العام والخاص الذي ستُطلق أعماله.

وسوف يناقش ممثلو هذه الكيانات معايير السلامة بشكل ملموس، إضافة إلى تطوير التكنولوجيا اللازمة لكهربة السيارات الطائرة، وكيفية تمكينها من القيادة الذاتية، وكذلك بناء مواقع الإقلاع والهبوط، إضافة إلى أمور تقنية وعملية أخرى.

ومن المحتمل جداً أن تُعتبر السيارات الطائرة "طائرات" خاضعة للتنظيم بموجب قانون الطيران المدني، ما يتطلب أن تكون معايير السلامة صارمة في هذا المشروع.

وستتوافق معايير السلامة مع تلك المعتمدة للطائرات في الكثير من الجوانب، ومنها على سبيل المثال، عمليات فحص شهادة الصلاحية للطيران التي تؤكد قوة وأداء هياكل الطائرات. وعادة ما تكون الشهادة صالحة لمدة عام واحد.

ويخطط المجلس، وفق التقرير، لتحديد رؤيته المستقبلية للسيارات الطائرة، من خلال تقديم جدول زمني لصياغة معايير السلامة، وكذلك تشجيع الشركات الخاصة على المشاركة في تنمية هذا المشروع وتنفيذه.

اتساع المشاريع

شرع عدد من الشركات العالمية بالفعل في تطوير التكنولوجيا ذات الصلة بالسيارات الطائرة. ومن المقرر أن تضع شركة تصنيع الطائرات الأوروبية الكبرى إيرباص، وساس، وشركة يو بي آر تكنولوجيز الأميركية، السيارات الطائرة في موضع الاستخدام العملي في عام 2023.

وفي سنغافورة، يقوم القطاعان العام والخاص بإجراء مشاريع تحقق استخدام السيارات في السماء.

وفي اليابان، تقوم منظمة "كارتيفاتور"، التي يعمل فيها مهندسون شباب من شركة تويوتا موتور كورب وغيرها من الشركات، بالترويج لتطوير السيارات الطائرة، بهدف إقامة معرض في أولمبياد طوكيو وأولمبياد بكين 2020.

وعلى الرغم من عدم وجود تعريف واضح للسيارات الطائرة، إلا أنها تتميز بصفة عامة باستخدام الطاقة الكهربائية للتحليق، والقيادة الذاتية، والهبوط والإقلاع العمودي، من بين ميزات أخرى.

ومن المتوقع أن تطير إلى وجهات محددة مسبقاً، باستخدام أجهزة استشعار لتفادي الطيور وغيرها من العقبات. ولن تكون هذه السيارات بالضرورة قادرة على القيادة على الطرق، لكن مع ذلك يطلق عليها صفة "سيارات" لأنها ستقل الناس والبضائع في هياكل صغيرة تتشابه مع السيارة.

وقال ريوتارو موري، مدير الأعمال في مشروع كارتيفاتور في حديث مع "التليغراف" الأسبوع الماضي، "إن العالم يزداد تحضراً، وحركة المرور في المدن تزداد سوءاً، وصيانة الطرقات وبناءها باهظا الثمن".

وأضاف: "ستكون السيارات الطائرة حلاً قابلاً للحياة ومفيداً في القضايا المتعلقة بالنقل والاقتصاد". غير أنه وافق على ضرورة وضع قواعد لضمان سلامة مستخدمي السيارات الطائرة والأشخاص الموجودين على الأرض.
(العربي الجديد)

دلالات

المساهمون