سياحة التزلج... تركيا تختتم الموسم بسنة بيضاء

سياحة التزلج... تركيا تختتم الموسم بسنة بيضاء

16 ديسمبر 2018
باتت تركيا وجهة رئيسية للسياحة الشتوية (جيم أوغلو/الأناضول)
+ الخط -
مع بدء هطول الثلوج بأكثر من ولاية تركية واقتراب الأعياد، بدأت تتقاطر أخبار التزلج على الجليد، بالتزامن مع يوم الميلاد ورأس السنة، لتضفي السياحة الشتوية لوناً جديداً وتجذب أعداداً إضافية قد تدفع وزارة السياحة لتعديل عدد السياح لهذا العام وتزيدهم على 41 مليوناً. 
مركز أرجياس في ولاية قيصري، وسط تركيا، كان السباق هذا الموسم، عبر إعلانه عن استقبال زواره المحليين والأجانب وحجز رحلات من أوكرانيا وروسيا وبولندا، تزامناً مع هطول الثلوج وزيادة عدد الزوار بنسبة 98% خلال العامين الأخيرين، كما قال رئيس بلدية ولاية قيصري مصطفى جليك.

ويتميز مركز التزلج الأقدم بتركيا في جبل أرجياس بقربه من منطقة كابادوكيا السياحية، وبمضماره الطويل وبمفهوم الإدارة الاحترافي، فضلاً عن ارتفاعه الشاهق، حوالي 3915 مترًا عن سطح الأرض، واتساع المساحة الإجمالية لمركز التزلج، نحو 25 كلم مربع، ويتضمن مصاعد حديثة ونظام تلفريك مصنوعا وفق أحدث الأنظمة التكنولوجية، ويصل إجمالي طوله إلى 21 ألفا و300 متر، ما يساهم في نقل 25 ألفا و500 شخص في الساعة الواحدة.

أيضا، نقطة أقرب للإنجاز حققتها تركيا عبر إلغاء مفهوم السياحة الصيفية أو الاقتصار على زيارة الآثار والمناطق السياحية، فاليوم، وبواقع السعي لخطة مئوية تأسيس الدولة عام 2023 وجذب 50 مليون سائح بعائدات 50 مليار دولار، تعدى التصميم استثمار الإطلالة على أربعة بحار وآثار تعاقب الحضارات وجمال الطبيعة، ليدفع بتركيا لمزيد من الاستثمار عبر إدخال سلع جديدة، كالسياحة العلاجية التي وضعتها بمقدمة الدول العالمية والسياحة الشتوية، التي حولت بعض المواقع والولايات، كبورصة وجبل أولوداغ وولايات كابادوكيا وكاستامونو وصاري قامش وبولو وريزة وإرزينجان، إلى مناطق تسرق الضوء من أنطاليا وحتى إسطنبول، خلال فصل الشتاء.

ورغم أن الثلوج تكسو معظم الولايات التركية، إلا أن ثمة ولايات ومناطق لا تزال علامات فارقة في تركيا، لجهة التزلج والسياحة الشتوية، فكما مركز أرجياس في ولاية قيصري، هناك منطقة دافرس إسبارتا، التي تعتبر من المناطق الأكثر تساقطاً للثلوج واحتواءً على منتجعات للتزلج على الجليد، وتقع على حدود إسبارتا الواقعة في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، لتأتي بعدها منطقة زيغانا في جوموش جانا، أيضاً على سواحل المتوسط، ومنطقة ساري قاميش قارص، المصنفة من المناطق الثلجية الجميلة التي لا يوجد فيها أي شيء غير الثلوج، تقع في مدينة قارص التركية، ومنطقة ألما داغ في أنقرة، التي تحوي منتجعا كبيرا للتزلج على الجليد على حدود العاصمة التركية، ومنطقة بوزداغ إزمير والمخصصة أيضاً للتزلج وركوب التلفريك فوق الجبال المغطاة بالثلوج، كما تعتبر منطقة إيلغاز قسطامونو من المناطق الثلجية الهادئة فضلا عن منتجعها الشهير على قمة جبال سيراداغ.

ولا يمكن، باستعراض مناطق الثلوج بتركيا، إغفال منطقة اراسيا، قرب مدينة قيصري، ومنطقة يول أتشتى في بينغول، المكان الوحيد الذي يوجد فيه التلفريك المفتوح على مسافة قريبة من الأرض، ومنطقة سيفريجا في ألازيغ ومنتجع ساكلي في مدينة أنطاليا، ومنطقة بالان دوكان في أرضروم، ومنطقة كارتابا في كوجالي بولاية ازميت.

ليبقى جبل أولوداغ بورصة صاحب الشهرة الأوسع بتركيا، فهو من أقدم وأكثر منتجعات التزلج شعبية في القرى التركية، ويبعد مسافة 36 كيلومترا عن ولاية بورصة، حيث تبلغ المساحة المخصصة للتزلج فيه بين 1800 إلى 2500 متر، والوقت الأفضل لزيارته هو بين شهري كانون الأول/ ديسمبر ونيسان/ إبريل. أما مجموع أطوال منزلقات التزلج فتبلغ 20 كيلومترًا، أما أطولها فيبلغ حوالي 2000 متر.


وثمة منتجعات ومناطق خاصة بالتزلج، بدأت تتسع شهرتها وجذبها للسياح بموسم الشتاء، منها بلاندوكن في ولاية أرضروم، الذي يصنفه الأتراك وأحياناً السياح من أكبر وأفضل منتجعات التزلج في تركيا، يرتفع 3185 مترًا عن سطح البحر، وتبقى فيه الثلوج لمدة 4 إلى 5 أشهر في العام.

- كارتال كايا على البحر الأسود على بعد 40 كيلومتراً من مدينة بولو، وترتفع المنطقة المخصصة للتزلج 1850 إلى 2200 متر عن سطح البحر، ويعتبر أفضل موسم للتزلج بين أكتوبر/ تشرين الأول ونهاية شهر آذار/ مارس.

- ساري قامش، شرقي الأناضول، قرب مدينة قارص، ويبلغ طول الساحة المخصصة للتزلج 1200 متر على ارتفاع 2100 متر عن سطح البحر، ويمتد وقت التزلج فيه حتى أواخر مارس/ آذار من كل عام.

- ساكليكنت، منتجع لأجل محدد، إذ لا يدوم فيه الجليد والثلوج أكثر من شهرين، رغم وجوده على جبل بي داغ المرتفع (2250 متراً) غربي ولاية أنطاليا، ويبلغ ارتفاع منزلقات التزلج بين 2000 إلى 2400 متر، أما عمق الثلج فهو متر واحد وموسم التزلج قصير الأمد.
وعلى ذكر الثلج والبرد ورغم كثرة الإرشادات بتركيا للحماية من تأثيره أو السقوط خلال السير، لم يعبأ طلاب أتراك من خمس جامعات تركية بكل تلك التحذيرات، إذ قاموا بنحت هياكل لجنود عثمانيين من الثلج، إحياء للذكرى الثالثة بعد المائة لمعركة "صاري قامش" بين العثمانيين والجيش الروسي، شرق هضبة الأناضول.

وأنهى الطلاب الأتراك أعمالهم النحتية بعد أسبوع من العمل المتواصل، مستخدمين 100 شاحنة من الثلوج من أجل صنع التماثيل العملاقة.

المساهمون