سوق الغناء المصري يغرد بعيداً عن الشركة السعودية

سوق الغناء المصري يغرد بعيداً عن الشركة السعودية

03 اغسطس 2020
لم تبنِ المصالحة الثقة بين عمرو دياب و"روتانا" (كريم صاحب/فرانس برس)
+ الخط -

لسنواتٍ طويلة، لم تستسغ القاهرة دخول المنتج الخليجي متمثّلاً بشركة "روتانا" أو غيرها من الشركات الخليجيَّة، إلى إنتاجها الموسيقي الغنائي تحديداً. وعلى الرغم من محاولة بعض قطاعات الإنتاج في الشركة السعودية العبور إلى الدراما والسينما في مصر، لكن النجاح لم يكن مرضيًا للذائقة الفنيّة المصريّة. شكَّلت أزمة الفنان عمرو دياب، مع شركة "روتانا"، والتي بدأت قبل أربع سنوات، وانتهت بمصالحة "باردة"، بأمر من رئيس هيئة الترفيه السعودي تُركي آل الشيخ، بين الطرفين، تباعداً آخر بين شركات الإنتاج الخليجيّة والجو الفني المصري.

لم يأتِ الصلح بأيّ نتائج، ولم يُعد الثقة بين دياب وسالم الهندي، المدير العام لـ"روتانا". هذا الأمر طرحَ مزيداً من التساؤلات حول عدم عودة عمرو دياب إلى بيت الطاعة "الروتاني"، ليكون دياب الفنّان الوحيد الذي فضَّل المنصَّات العربية على إغراءات "روتانا"، بعد توأمة الشركة السعودية مع شركة "ديزر" الفرنسية، بخلاف بعض المغنين اللبنانيين الذين وقعوا على العقود مباشرة عام 2018 مع الشركة السعوديَّة، الأمر الذي زاد من اعتمادهم عليها. وكانت العاصمة بيروت هي المكان الذي جرى فيه إبرام هذه التعاقدات التي جاءت كإغراءٍ من أجل جذب الفنانين للعودة إليها.
الإغراء "الروتاني"، على ما يبدو، لم يتمكَّن من إقناع المغنين المصريين بالعمل معها. شيرين مثلاً التي كانت على علاقة جيدة بالشركة السعودية، دخلت في سجال عنيف مع مدير الشركة سالم الهندي عام 2016، عندما وصفت شيرين في تصريح صحافي المنتسبين للشركة السعودية بـ"الأغنام"، فطالبها الهندي بالاعتذار. ورغم عدم اعتذارها تلك الفترة، عُبِّدَت الطريق بين الطرفين، وعادت شيرين للتعاون على صعيد الحفلات فقط. لم تحظَ شيرين باهتمام من قبل شركة التوزيع التي تعاونت معها في ألبومها الأخير "نساي" 2018، وامتلكت منصة "غوغل بريميم" الحقوق الحصرية للألبوم إلكترونياً. ورغم عرض "روتانا" المغري على شيرين بضرورة العودة للتعاون في الإنتاج الغنائي، إلا أنّ صاحبة "كدابين" لم توافق. 

موسيقى
التحديثات الحية

أنغام، هي الفنانة المصريّة الوحيدة التي تسلم "روتانا" ما تشاء من إنتاجها الغنائي. وخلال سنواتٍ، لم يظهر أيّ عداء أو خلاف بين الشركة وبين صاحبة "اكتبلي تعهد". في المقابل، لا تتدخّل الشركة بإنتاجات أنغام، بل تحصل على التنازل للتوزيع وحقوق البيع. وكذلك بالنسبة لحفلاتها الخليجية التي تتبنى "روتانا"، ومؤخراً هيئة الترفيه، تنظيمها. 
أوائل السنة الحالية، سُرِّبت معلومات تقول إن المغني محمد حماقي سينضم إلى الشركة السعودية، لكنه كان يدرس العرض جيداً، خصوصاً وأن حماقي، بحسب المعلومات نفسها، يخاف أن يأتي "الدلال" الذي يحظى به زميله تامر حسني في الشركة على حسابه. لكن انتشار فيروس كورونا، حال حتى اليوم دون إصدار الألبوم الخاص بحماقي، ولم يعرف مصير العرض، أو إن كان قد انضمَّ فعليّاً للشركة السعودية أم لا.
قبل أيام، فضّل "الهضبة" عمرو دياب منصّة "أنغامي"، ومنحها جديده الغنائي "يا بلدنا يا حلوة"، من كلمات تامر حسين، وألحان عزيز الشافعي، وتوزيع طارق مدكور. خطوة دياب هي ضربة أخرى في مواجهة الشركة السعودية و"ديزر" معاً، حركة ستغذي الشرخ الحاصل أو قلة الثقة بين المغني المصري والشركة التي يبدو أن سوقها المصري بات ضعيفًا، خصوصاً وأنّها على خلاف مع "أنغامي".

المساهمون