سوزان سالمة.. صحافية سورية من "الناجين بالصدفة"

سوزان سالمة.. صحافية سورية من "الناجين بالصدفة"

21 اغسطس 2020
وصلت إلى السويد أخيراً (العربي الجديد)
+ الخط -

ولدت سوزان سالمة وعاشت في حي برزة بالعاصمة السورية دمشق، وهو الحيّ الذي يعدّ من أوائل الأحياء التي انضمت إلى الحراك الشعبي المناهض لنظام بشار الأسد. درست الصحافة في جامعة "دمشق" ثم تابعت دراساتها العليا في الجامعة اللبنانية، ولم تكن مغادرتها دمشق خياراً، بل أُجبرت على ذلك تحت وطأة العديد من المخاوف التي باتت تهدّد حياة معظم السوريين المعارضين للنظام.
تقول سوزان لـ"العربي الجديد" عن تجربتها ولجوئها: "تركيا كانت وجهتي الأولى. أمضيت فيها نحو أربع سنوات، عملت خلالها مراسلة ومعدّة برامج في إحدى القنوات المعارضة للنظام. العمل الصحافي بطبيعة الحال ليس سهلاً، فما بالك بممارسته في بلدان اللجوء، إذ تخاطب بلادك وتحاول أن تتحدث بلسانها عن بعد؟ تتكلّم عن آلامك المشتركة مع أبناء بلدك المهجّرين مثلك، أو تنقل خبراً عن مجازر حصلت في الداخل". كلمة "الداخل" أخذت سوزان وقتاً طويلاً كي تتكيف معها كأمر واقع، وتضيف: "الداخل هو بلدي سورية الذي أعيش أنا خارجه الآن وأرفض أن أكون خارج دائرة الفعل والحياة فيه؛ لعلّ عملي صحافية كان يحقق لي هذه المعادلة الصعبة بأن أغادر سورية، ولكن أبقى فيها في الوقت نفسه".
أما عن التجربة التي مرت بها كلاجئة، فتوضح سالمة: "قبل عدة أشهر، خضت تجربة اللجوء مجدداً، إذ غادرت تركيا عبر البحر إلى اليونان ومنها إلى السويد. كنت خلال عملي الصحافي أغطي الحوادث المؤلمة التي يتعرض لها اللاجئون، بدءاً بالاستغلال المادي وصولاً إلى المجازفة الفعلية بحياتهم وحياة عائلاتهم أملاً في الوصول إلى الضفة الأخرى. اتخذت القرار بخوض التجربة نفسها، لكن هذه المرة أنا صاحبة القصة والراوية معاً... كتبت عن رحلتي ونشرتها على صفحتي الشخصية، كي أنقل للآخرين حقيقة ما يجري في هذا النوع من الرحلات، لأنّي أعرف الكثير من الأشخاص الذين يرغبون في اللجوء إلى أوروبا بسبب أوضاعهم الصعبة، لكن تمنعهم مخاوف ومخاطر الطريق. بعد وصولي بأيام غرقت قوارب عدة، وكان من بين الضحايا صحافيون سوريون".

وتضيف: "هذه الفرضية الموجعة تجعلني أنظر إلى نفسي وغيري من السوريين على أنّنا مجرد ناجين بالصدفة، ولذا علينا أن نفعل شيئاً كي ننجو جميعاً. جئت إلى السويد، هذا البلد الذي لم أبنِ عنه كثيراً من الأوهام، بل كلّ ما أريده حالياً ورقة تضمن لي حرية التنقّل والسفر، ومكاناً آمناً أعبّر فيه عن رأيي من دون خوف".
تختم: "تجربة اللجوء دائماً تضع اللاجئين أمام حالة العودة إلى الصفر مجدداً، سواءً في فرص العمل، أو تعلم لغة البلد وفهم طبيعة المجتمع وكذلك بناء علاقات اجتماعية جديدة والتكيّف مع المكان. هو مشوار قد يطول أو يقصر لتحقيق حالة من الاستقرار النفسي والاقتصادي وسط إلحاح أسئلة المستقبل".

المساهمون