بات نحو 200 ألف من المدنيين محاصرين داخل مدينة منبج شمال سورية، بعد تمكن قوات "سورية الديمقراطية" بدعم من التحالف الدولي من تطويق تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الذي يسيطر على المدينة منذ عامين.
وتحاصر المعارك في ريف حلب الشمالي الشرقي، بين قوات "سورية الديمقراطية" و"داعش" الذي بات شبه معزول داخل مدينة منبج، عشرات الآلاف من المدنيين في المدينة، بعد أن باتوا عاجزين عن الخروج منها.
وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن أعداد المدنيين المحاصرين في المدينة، يفوق 200 ألف مدني بعد نزوح الآلاف منهم من المدينة نحو مناطق أكثر أماناً، وبعيدة عن العمليات العسكرية التي بدأت تمتد إلى ريف المدينة الغربي.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن: "بات عشرات الآلاف من المدنيين محاصرين داخل مدينة منبج التي تتعرض لضربات مستمرة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، بعدما تم قطع كافة الطرق في محيطها".
وأوضح أن عشرات الآلاف من المدنيين يعيشون "حالة من الرعب" خشية القصف الجوي المكثف، لافتاً الى "توقف الأفران عن العمل وشح المواد الغذائية، خصوصاً بعد قطع كافة الطرق الرئيسية الواصلة إلى المدينة".
وهجوم منبج هو واحد من ثلاثة هجمات يتصدى لها التنظيم المتطرف لحماية طريق إمداده الرئيسية إلى الرقة في شمال سورية، مروراً بمدينة الطبقة في المحافظة ذاتها، حيث يواجه من جهة الشمال قوات "سورية الديمقراطية" ومن الجهة الجنوبية الغربية قوات النظام المدعومة بالطائرات الروسية، وصولاً إلى منبج فجرابلس على الحدود التركية".
وجالت "فرانس برس" على عدد من القرى التي طُرد منها "داعش" في ريف منبج، التي تضررت منازلها جزئياً أو بالكامل جراء القصف، مشيرة إلى عودة خجولة للمدنيين الذين نزحوا خوفاً من المعارك.
وفي قرية جب حسن آغا، الواقعة على بعد 13 كيلومتراً جنوب شرقي منبج، قال الشاب منذر صالح: "نحن في أمان هنا وسعيدون بذلك، وإن شاء الله تتحرر منبج، حيث يوجد أقرباء لنا".
وتحدث عن القيود التي كان تنظيم الدولة الإسلامية يفرضها على أهالي القرية المعروفة بتهريب الدخان مضيفاً "كان التنظيم يلاحقنا دائماً".
وقالت ضحى حاج علي، وهي في الثلاثينات من عمرها، بلكنة ريفية: "يخرب بيت داعش فرجونا نجوم الظهر"، مضيفة "كانوا يطلبون منا تغطية عيوننا ويقولون لا تخافوا منا خافوا من الله (..) ويمنعوننا من وضع المكياج والاحتفالات والأعراس".
وعلى الرغم من سرورهم بطرد التنظيم، فإن الهم الأبرز للأهالي حالياً هو توفير قوتهم اليومي في ظل النقص في المواد الغذائية والخبز. ولا يتردد طفل في الخامسة من عمره في طلب الخبز من كل عابر طريق مكرراً إنه لم يأكل خبزاً منذ يومين.