سورية.. هواجس أمنية وصحية واقتصادية تظلّل فرحة العيد

سورية.. هواجس أمنية وصحية واقتصادية تظلّل فرحة العيد

31 يوليو 2020
حدّت الهواجس الأمنية والصحية من فرحة العيد (عمر حج قدّور/فرانس برس)
+ الخط -

حدّت الهواجس الأمنية والصحية، إضافة إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة، من فرحة السوريين بعيد الأضحى ، الذي اختفت مظاهره تقريباً في مجمل المحافظات، بسبب فرض حظر التجوّل في المناطق شرقي البلاد، خشية تفشّي فيروس كورونا، والحظر الطوعي في بقية المناطق بسبب التفجيرات والحرّ والغلاء.

وقرّرت بعض المناطق في سورية، مثل مدينة صوران في محافظة حماة، إلغاء صلاتي العيد والجمعة، إثر تسجيل إصابات بفيروس كورونا فيها. كما ألغيت صلاة العيد أيضاً في محافظتي دمشق وريف دمشق، وسجّلت مناطق "الإدارة الذاتية"، في شمال وشرق البلاد، قفزة مفاجئة بأعداد الإصابات بالفيروس في الرقة والحسكة ودير الزور.

وفي بيانٍ نشرته "الإدارة الذاتية"، أمس الخميس، قالت إنّه: "تمّ اكتشاف 17 إصابة جديدة بكورونا، ما يرفع العدد الكلّي للإصابات في تلك المناطق إلى 25".

 وكانت "الإدارة الذاتية" قد فرضت، الأربعاء، حظراً للتجول في محافظة الحسكة، ضمن سلسلة قرارات اتخذتها للوقاية من فيروس كورونا، تضمّنت كذلك منع التنقل بين إقليم الجزيرة (محافظة الحسكة) والإدارات الأخرى، باستثناء حركة نقل البضائع. كما تمّ إيقاف حركة حافلات النقل الداخلي في المدن.

وتقرّر أيضاً منع التجمّعات في المقاهي والمسابح والتجمّعات الرياضية وتجمّعات العيد، لمدة عشرة أيام، تبدأ اعتباراً من اليوم الجمعة الموافق أول أيام عيد الأضحى المبارك.

 وسبق أن عبّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أواخر مايو/ أيار الماضي، عن مخاوفها من أن تؤدي جائحة كورونا إلى تفاقم الوضع الإنساني المأساوي سوءاً للملايين في شمال شرق سورية.

وكانت سلطات "الإدارة الذاتية" قد أعلنت، أكثر من مرة، عن إغلاق المعابر الخاضعة لسيطرتها مع مناطق النظام، لكنها لم تعلن عن إيقاف الرحلات الجوية بين مطار القامشلي ومناطق سيطرة النظام.

وفي مناطق سيطرة النظام، بلغ العدد الكلّي للمصابين بكورونا، حتى مساء أمس الخميس، 738 إصابة، توفي منهم 41 وشفي 229. في حين سجّلت مناطق المعارضة، شمال غربي سورية، 31 إصابة، تعافى منها 16، بعد أن أعلنت "شبكة الإنذار المبكر" في محافظة إدلب، أمس الخميس، عن تسجيل إصابة جديدة بفيروس كورونا في بلدة أخترين بريف حلب.

إجراءات أمنية

وإضافة إلى المخاوف من فيروس كورونا، تسيطر على عموم المناطق السورية، وخاصة الخارجة عن سيطرة النظام، المخاوف الأمنية بعد تزايد ملحوظ في وتيرة التفجيرات وعمليات الاغتيال.

وأعلنت الجهات الأمنية المسيطرة على الشمال السوري فرض إجراءات أمنية مشدّدة خلال أيام عيد الأضحى، منعاً لحدوث أيّ تفجيرات، خاصة في الأسواق الشعبية التي تشهد ازدحاماً عادة مع بدء الأعياد.

وتأتي هذه الإجراءات بعد تفجير عبوات ناسفة وسيارات مفخّخة في المنطقة، خلال الأيام الماضية، أدّت إلى وقوع ضحايا وإصابات في صفوف المدنيين، من دون تبني أيّ جهة لها.

 وأعلنت سلطات حكومة "الإنقاذ" في إدلب، المقرّبة من "هيئة تحرير الشام"، إغلاق الطرق المؤدية إلى السوق الشعبي وسط المدينة، وترك مدخل جنوبي السوق ومخرج من شرقه، لخدمة المقيمين في السوق وأصحاب المحلات التجارية والكوادر الطبية.

وفي مناطق ريف حلب، أفاد بيان صادر عن "قيادة الشرطة" في مدينة الباب، في ريف حلب، بأنّ "الشرطة تعمل على تفتيش الآليات والتأكّد من سلامتها، إلاّ أنه لوحظ في الآونة الأخيرة استخدام طرق جديدة في التفجير، عبر استغلال ضعاف النفوس والنساء والأطفال، بوضع المتفجرات ضمن علب خاصة أو أكياس الخضار والفواكه"، وفق البيان.

وطلب البيان "أخذ الحيطة والحذر، وعدم السماح لأي شخص غير معروف من قبل الأهالي بركن أيّ آلية أو وضع أمانة أمام منازلهم أو محالهم التجارية، وعدم استلام أيّ نوع من الأمانات مهما كانت صغيرة".

وكان انفجار جديد قد ضرب، أمس الخميس، مدينة رأس العين في ريف الحسكة، أدّى إلى مقتل وجرح 16 مقاتلاً من عناصر "الجيش الوطني"، ومن المدنيين في المنطقة.

 وهذا التفجير، هو  الخامس خلال أسبوع الذي يضرب المدينة، وكان أعنفها التفجير الذي وقع في 26 يوليو/ تموز الجاري، وقتل ثمانية مدنيين وأصاب 21 آخرين، حين انفجرت عبوة ناسفة مزروعة بعربة لبيع الخضار، في سوق شعبي برأس العين.

المساهمون