سورية: مكاسب لـ"المغيرات صبحا" بحلب... و"سرايا الموت" تواجه "داعش"

02 اغسطس 2014   |  آخر تحديث: 18:39 (توقيت القدس)
مقاتلو المعارضة في حلب (صالح محمود ليلى/الأناضول/Getty)
+ الخط -

 

حققت كتائب المعارضة السورية المسلحة، اليوم السبت، أولى ثمار الغزوة السابعة لمعركة "المغيرات صبحا"، من خلال السيطرة على مفرزة الأمن العسكري في محيط ضاحية الأسد غرب مدينة حلب. وبالتزامن بدأت "سرايا الموت"، وهي سرايا خفية تابعة لجيش الفاتحين، توجيه ضربات موجعة لتنظيم "داعش" في ريف دير الزور الشرقي، بهدف استئصاله من المنطقة.

معركة "المغيرات صبحا"

وأفاد مراسل "العربي الجديد" أن مقاتلي الكتائب الإسلامية التي يساندها "الجيش الحر" سيطروا على مفرزة الأمن العسكري ومبانٍ عدة في محيط ضاحية الأسد غرب مدينة حلب، إثر اشتباكات عنيفة مع قوات النظام، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.

وبثّ المكتب الإعلامي لـ"جيش المجاهدين" تسجيلاً مصوراً على موقع التواصل "يوتيوب" يُظهر جثة ممدة على الأرض ترتدي الزي العسكري، قال إنها لأحد قتلى قوات النظام في محيط مفرزة الأمن العسكري.

وفي السياق، ذكر عضو المكتب الإعلامي لـ"جيش المجاهدين"، يحيى أبو ريان، أن "معركة المغيرات صبحا جاءت لقطع طريق الإمدادات عن القوات النظامية من الجهة الشرقية (خناصر – الراموسة).

وأوضح أبو ريان لـ "العربي الجديد" أن شراسة قصف جيش النظام تُظهر أهمية الضاحية بالنسبة له، كونها تشكل معقلاً هاماً له. وأكد استمرار المعركة حتى الانتهاء من تحرير ضاحية الأسد.

وكان "جيش المجاهدين"، أحد أبرز الفصائل الإسلامية المقاتلة في حلب، أعلن في بيان له أمس الجمعة، مع كتائب معارضة أخرى، عن بدء الغزوة السابعة لمعركة "المغيرات صبحا"، بهدف طرد القوات النظامية من بوابة حلب الغربية والتي تشمل منطقة الراشدين، الأكاديمية العسكرية، ضاحية الأسد، مدرسة الحكمة، ورواد السياحة.

سرايا الموت

في هذه الأثناء، أعلنت المعارضة السورية المسلحة والعشائر في ريف دير الزور الشرقي، منذ أمس الجمعة، عن تشكيل سرايا الموت، وهي سرايا خفية تابعة لجيش الفاتحين الذي مهمته استئصال تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" من ريف دير الزور الشرقي بشكل كامل. وظهر عمل هذا الجيش أمس حين تصدى لرتل "داعش" العسكري المتوجه إلى مناطق عشائر الشعيطات وقتل ما يزيد عن 30 عنصراً من التنظيم.

كما تم حرق مقرات "داعش" في مناطق عشيرة الشعيطات وحتى قرية الطيانة، وأيضاً تم طرد التنظيم من الجهة الأخرى لنهر الفرات حتى مدينة الميادين.

وكانت مواقع موالية لـ"داعش" أعلنت عن مقتل 11 من عناصره خلال اشتباكات مع ملثمين، في حين ذكرت أنه تمكن من أسر عدد كبير منهم، وصفتهم بـ"الحشاشة". وهي صفة تطلق على متعاطي المخدرات، وقيامهم بإرهاب الأهالي، وزعزعة الاستقرار.

وتأتي هذه التحركات بعد قيام قوات المعارضة في كل من بلدات كشكية، غرانيج، أبو حمام، وهي مناطق يسكنها أبناء عشيرة شعيطات، بمهاجمة مقرات "داعش" وإحراقها وطرد التنظيم بشكل كامل منها وأسر بعض عناصره.

وقال المتحدث باسم الجيش الحر للجبهة الشرقية، عمر أبو ليلى، لـ"العربي الجديد" إن الثوار صدوا هجوماً لأرتال "داعش"، التي خرجت من مدينة الميادين، وتم ضرب الرتل في أكثر من منطقة، أهمها قرى (سويدان - عشارة).

ورأى أبو ليلى إن "داعش لا يملك الحاضنة الشعبية، وهذا ما جعله يعيش حالة رعب نتيجة الضربات النوعية التي تلقاها خلال اليومين الماضيين". واعتبر أن حالة الارتباك التي يظهر بها "داعش" تشير إلى مقتل قيادات بارزة في التنظيم، مشيراً إلى أن الثوار سيتعاملون مع "داعش" بالأسلوب نفسه الذي تعاملوا فيه مع النظام السوري في بداية العمل المسلح، وهو مبدأ "حرب العصابات".

وكانت قد ظهرت خلال الأيام الماضية مجموعة أطلقت على نفسها "سرية التابوت الأسود"، والتي قتلت عنصرين لـ"داعش" من خلال مسدسات مزودة بكاتم صوت، في الطريق الواصل بين البوكمال والميادين في ريف دير الزور الشرقي، وذلك بعد ملاحقة السرية لهم.

وعلى إثرها قطع "داعش" الطريق من البصيرة وحتى منطقة الشعيطات مع تواجد حواجز كثيفة للتنظيم في كل قرية وتواجد مكثف لعناصره في بلدة الجرذي، إضافة إلى قطع جسر الميادين وجسر العشارة بشكل تام.

وفي السياق، أصدر الائتلاف السوري المعارض بياناً قال فيه إن الثوار الذين رفعوا شعار "الموت ولا المذلة" في وجه نظام ارتكب أفظع الجرائم في العصر الحديث لن يقفوا مكتوفي الأيدي بوجه الجرائم التي يرتكبها اليوم تنظيم "داعش" بشكل يومي بحق الشعب السوري.

وأضاف البيان أن الثوار انتفضوا من جديد ضد الاستبداد ونجحوا في تحرير القرى الواصلة بين مدينتي البوكمال والميادين من أيدي تنظيم "الدولة الإسلامية"، بعدما حرروها من النظام السوري قبل عامين.

اشتباكات في القنيطرة

وفي تطور آخر، وقعت اشتباكات بين القوات النظامية وكتائب المعارضة المسلحة في ريف القنيطرة، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.

وقال المتحدث الرسمي باسم المركز الإعلامي في القنيطرة والجولان، أسعد الجولاني، لـ"العربي الجديد" إن "الجيش الحر" تصدى لمحاولة قوات النظام اقتحام قرية مجدولية تحت غطاء القصف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ.

وأوضح الجولاني أن القوات النظامية أرسلت تعزيزات عسكرية إلى نبع الصخر، بالتزامن مع محاولة اقتحام أخرى من محور الممتنة، للدخول إلى مجدولية التابعة لبلدة النبع المحاذية لبلدة الحارة، والتي تعتبر بوابة الفصل بين ريفي القنيطرة الجنوبي والقطاع الأوسط (مركز المدينة).

وتحدث ناشطون عن سقوط قتيلين وخمسة جرحى من الجيش الحر، في مقابل قتل وجرح عدد من قوات الجيش النظامي.

وفي سياق المعارك أيضاً، تتواصل المواجهات بين الجيش النظامي المدعوم بقوات الدفاع الوطني، وبين "الجيش الحر" وكتائب إسلامية في ريف حماة الغربي، بعد انتصارات مهمة أحرزتها الأخيرة خلال الأيام القليلة الماضية.

وأفاد مدير مركز حماة الإعلامي، يزن شهداوي، لـ"العربي الجديد" أن قوات النظام أرسلت رتلاً ضخماً إلى مطار حماة العسكري، وقرية قمحانة الموالية للنظام، تخوفاً من تقدم الثوار باتجاه المطار، وسط معارك عنيفة في قرية أرزة.

قصف بالبراميل على إدلب

في غضون ذلك، واصلت القوات النظامية السورية قصفها مدن وبلدات إدلب. وقال مراسل "العربي الجديد" إن الطيران المروحي ألقى برميلين متفجرين على بلدة الناجية التابعة لجسر الشغور، ما أدى إلى مقتل سبعة مدنيين وإصابة العشرات، وتدمير ثلاثة مبان بالكامل، مشيراً إلى أن فرق الإنقاذ تواصل انتشال الضحايا من تحت الأنقاض.

(شارك في التغطية: أنس الكردي، غيث الأحمد، عبسي سميسم)

المساهمون