سورية: النظام يستعيد حقل الشاعر... ومقتل مدير "غاز إيبلا"

أكدت وسائل إعلام سورية رسمية، ومصادر من المعارضة المسلحة، استعادة القوات النظامية السورية حقل الشاعر للغاز، في ريف حمص، بعد معارك مع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، خلال الأيام الماضية. جاء ذلك في وقت قتل فيه كل من مدير معمل "غاز ايبلا" ورئيس المكتب الهندسي له إثر عبوة ناسفة.

وقال التلفزيون السوري الرسمي، في وقت متأخر أمس الخميس، إن "وحدات من الجيش والقوات المسلحة، بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبي، أحكمت سيطرتها على حقل الشاعر للغاز والتلال المجاورة له، في ريف حمص الشرقي، وقضت على أعداد كبيرة من إرهابيي تنظيم (داعش) وتلاحق فلولهم في المنطقة".

وذكر التلفزيون عن مصدر في محافظة حمص لم يُسَمِّهِ أنه "تمت السيطرة على حريق شب في المحطة الرئيسية للغاز في منطقة الشاعر جراء انفجار عبوة ناسفة زرعتها التنظيمات الإرهابية المسلحة، قبل فرارها أمام ضربات جيشنا الباسل، وتمكن عناصر الإطفاء من السيطرة عليه بشكل كامل".

ولفت في سياق متصل إلى "استشهاد مدير معمل (غاز ايبلا) زهير جديد، ورئيس المكتب الهندسي في المعمل، مالك محمود، كما أصيب مهندسان آخران، إثر انفجار عبوة ناسفة زرعها إرهابيون على خط الغاز الذي يربط محطة الشاعر بمعمل (غاز إيبلا) إلى الشرق من الفرقلس في ريف حمص".

وأوضح أن "معمل (غاز إيبلا) يغذي محطات توليد الطاقة الكهربائية بأكثر من مليوني متر مكعب من الغاز يومياً".

من جهته، أفاد مسؤول رفيع في المعارضة المسلحة أن "تنظيم (داعش) لم يكن ينوي تحرير حقل الشاعر، لكن الذي حدث أن حاجز الحقل تقدم أكثر من المعتاد لكشف تحركات التنظيم، فقام عناصر الأخير بتحرير الحاجز الذي كان هشاً، إذ قام جنود الحاجز بترك السلاح والهرب، فقام عناصر التنظيم بالسيطرة على الحقل بالسيناريو ذاته".

وأشار المصدر، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، لـ "العربي الجديد"، إلى أن "تضخيم الأمر من قبل وسائل الإعلام، والتحدث عن توجه عناصر التنظيم للسيطرة على مطار التيفور، جعل النظام يحشد بأرتال ضخمة لاستعادة السيطرة على الحقل، مما جعل مقاتلي التنظيم ينسحبون منه، والذين لم يهيئوا أنفسهم للمعركة، ولا يوجد لديهم عدد كاف للحراسة والقتال"، مبيّناً أن "المعارك أسفرت عن مقتل عدد كبير من قوات النظام بينهم مدراء للحقول وضباط مهندسون".

وكان "المرصد السوري لحقوق الإنسان" قد أكد قبل يومين أن "قوات النظام والمسلحين الموالين لها استعادوا السيطرة على آبار جحار والمهر وشركة حيان للغاز، في ريف حمص الشرقي، حيث سيطر (داعش) على شركة حيان للغاز في نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي".

وسيطر مقاتلو "داعش" قبل نحو عشرة أيام على حقل الشاعر للمرة الثانية في غضون أربعة أشهر، وتابعوا سيطرتهم في اتجاه حقل جحار، ثاني حقول الغاز في سورية، قبل أن تستعيد قوات النظام السيطرة من جديد، فيما لا تزال معارك الكر والفر تدور في التلال المجاورة لحقول الغاز.