سيّر الجيشان الروسي والتركي، اليوم الأربعاء، الدورية المشتركة التاسعة عشرة على الطريق الدولية في ريف إدلب الجنوبي، واقتصرت الدورية هذه المرة أيضاً على المنطقة الواصلة بين ناحيتي سراقب وجسر الشغور، ولم تسِر على كامل الطريق وفق ما نص عليه الاتفاق الروسي التركي في مارس/آذار الماضي.
وأكدت مصادر مطلعة، لـ"العربي الجديد"، أنّ الدورية الروسية التركية المشتركة التاسعة عشرة سارت اليوم في المسار ذاته الذي سارت عليه في آخر دوريات عدّة، حيث وصلت إلى ناحية جسر الشغور فقط ولم تكمل كافة المسار الخاضع لسيطرة المعارضة وبقية الفصائل.
وبحسب المصادر، تنتهي سيطرة المعارضة على الطريق في محور عين الحور بناحية كنسبا في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي المتاخم لناحية بداما وجسر الشغور في ريف إدلب الغربي.
وينص الاتفاق الروسي التركي على تسيير دوريات مشتركة على كامل الطريق، تمهيداً لافتتاحه بشكل كامل بين حلب واللاذقية وذلك بضمانة الجيش التركي.
وذكرت المصادر أنه على الرغم من عدم وضوح مراحل تطبيق الاتفاق إلا أن الدورية الأخيرة اقتصرت على المسافة ذاتها، ومن المتوقع توسعة سير هذه الدوريات لتشمل كل الطريق لاحقاً، مستبعدة أن يكون مصير الدوريات مرتبطاً باجتماع القمة الثلاثي بين الدول الضامنة (إيران، تركيا، روسيا)، اليوم الأربعاء. وأوضحت أن اتفاق تسيير الدوريات وفتح الطريق تم بين روسيا وتركيا في قمة موسكو الثنائية في مارس الماضي، وقد دخل في مراحل متقدمة من التطبيق.
الحواجز الترابية والسواتر الموضوعة على الطريق في القسم المتبقي تمنع الدوريات من الوصول إلى آخر نقطة
وبحسب المصادر، فإن الحواجز الترابية والسواتر الموضوعة على الطريق في القسم المتبقي تمنع الدوريات من الوصول إلى آخر نقطة تسيطر عليها المعارضة، وهي المشكلة ذاتها التي كانت المانع أمام تسيير الدوريات على الطريق من سراقب إلى جسر الشغور حيث قام الجيش التركي تباعاً بإزالة السواتر بالتزامن مع تعزيز نقاطه في محيط الطريق خاصة في المسافة الواصلة بين أريحا وجسر الشغور.
وتشرف المعارضة أيضاً مع فصائل أخرى على قسم من الطريق من أماكن مرتفعة، وربما التخوف من استهداف الدوريات يجعل توسعة سيرها بطيئاً أكثر.
وأقام الجيش التركي، عشرات النقاط على الطريق بهدف حماية الدوريات والإشراف عليها أيضاً، وعزز نقاطه بعد تعرض دورياته أيضاً لهجمات من مجهولين.
وجاء ذلك تزامناً مع استمرار النظام السوري في العمل على إصلاح الطريق الدولية "أم 4"، والتي تصل حلب بدمشق مروراً بمحافظات حمص وحماة، وفي حال افتتح الطريقان "أم 4" و"أم 5" يكون النظام قد ربط حلب بدمشق والساحل، وهو ما تسعى إليه القوات الروسية والنظام.
وكان النظام قد سيطر بداية العام الحالي على عقدة الطريقين في ناحية سراقب بعد عمليات عسكرية استمرت أشهراً، وأدت إلى تدمير قرى وبلدات بأكملها وتهجير كامل سكانها إلى مناطق أخرى، فضلاً عن مقتل وجرح آلاف المدنيين.