سورية: الجبهة الشاميّة تحمي "حزم"

سورية: الجبهة الشاميّة تحمي "حزم"

01 فبراير 2015
"النصرة" وجّهت تهديدات مباشرة لحركة "حزم" (فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت قيادة الجبهة الشامية، التي تمثل اتحاد أكبر فصائل المعارضة السورية في مدينة حلب، في بيان لها، عن انضمام حركة "حزم" للجبهة، بعد يوم واحد من الاشتباكات التي اندلعت في ريف حلب الغربي بين حركة "حزم" من جهة وجبهة النصرة من جهة ثانية، والتي تزامن معها نشر الجبهة الشامية لقوات فصل بين الطرفين في مناطق التماس بينهما.

وجاء انضمام حزم للجبهة الشامية، الجمعة، بعد تهديدات علنية ومباشرة وجهتها "النصرة"، عبر بيانات أصدرتها ونشرتها على شبكة الانترنت لـ"حزم".

في المقابل، جاء الرد واضحاً في بيان الجبهة الشامية الذي دعا كل من له خلاف مع "حزم" للتوجه إلى قيادة الجبهة الشامية لتقديم طلباته.

وكانت "النصرة" قد شنت هجوماً في الأيام الأخيرة على مقرات وحواجز حركة "حزم" في منطقة الشيخ سليمان حيث يوجد الفوج 111 دفاع جوي، والذي كانت حركة "حزم" قد سيطرت عليه إبان الصدام الذي اندلع قبل شهرين في الشمال السوري بينها وبين جبهة "ثوار سورية" من جهة وجبهة النصرة من جهة ثانية، والذي انتهى حينها باستيلاء "النصرة" على مقرات "ثوار سورية" في منطقة جبل الزاوية في ريف إدلب في مقابل سيطرة "حزم" على الفوج 111 الذي كان تحت قبضة النصرة في ريف حلب.

ويوضح الناشط أيهم الحسن، لـ"العربي الجديد"، أن نتيجة الاشتباكات، التي استمرت يوماً واحداً في ريف حلب الغربي، انتهت باستعادة النصرة للسيطرة على الفوج 111 في منطقة الشيخ سليمان، وبنشرها لحواجز عدة في منطقة "السحارة"، القريبة من مدينة الأتارب التي تعتبر أكبر مدن ريف حلب الغربي، والتي تستولي عليها "حزم"، في مقابل سيطرة الأخيرة على بلدة كفر حلب القريبة من المنطقة وإحرازها تقدماً في منطقة ريف المهندسين في ريف حلب الغربي حيث يوجد الطرفان.

وفشلت "النصرة" في اقتحام الفوج 46 الذي تسيطر عليه "حزم" على الرغم من محاولتها اقتحامه انطلاقاً من قرية الشيخ علي، التي تسيطر عليها قربه، بعد تصدي قوات "حزم" لعناصر النصرة الذين حاولوا التسلل للفوج.

مستقبل الدعم الأميركي

ويطرح انضمام "حزم" للجبهة الشامية، تساؤلات حول مستقبل الدعم الاميركي للحركة، إذ إن مقاتلي الحركة يستفيدون من برنامج التدريب الأميركي لقوات المعارضة السورية المعتدلة. كما أن "حزم" هي إحدى الفصائل التي يفترض أن يشملها برنامج تدريب المعارضة السورية المعتدلة الذي أعلنت الولايات المتحدة أنه سيشمل خمسة آلاف مقاتل هذا العام اعتباراً من الربيع المقبل.

وعلى الرغم من أن الجبهة الشامية تضم فصائل عدة تعتبرها الولايات الأميركية فصائل معتدلة، كحركة نور الدين زنكي وجيش المجاهدين، إلا أنها تضم أيضاً فصائل لم يسبق أن تلقت أي دعم بالسلاح أو التدريب من حكومة الولايات المتحدة الأميركية.

وكانت حركة "حزم" قد حصلت منذ تأسيسها في بداية العام الماضي، على دعم أميركي مباشر تمثل بصواريخ مضادة للدروع من نوع "تاو" استفادت منها الحركة في تدمير عشرات المدرعات الثقيلة لقوات النظام السوري على جبهات القتال في مدينة مورك بريف حماة وفي محيط مدينة حلب.

الفرقة السادسة عشرة

وجاءت الاشتباكات بين "النصرة" و"حزم" بشكل متزامن مع تصاعد التوتر بين "النصرة" من جانب والفرقة السادسة عشرة التابعة للجيش السوري الحر من جانب آخر. وأصدرت الفرقة، التي يعتبر لواء شهداء بدر أكبر مكوناتها، بياناً طالبت فيه "النصرة" بالإفراج الفوري عن أحد عشر عنصراً من عناصرها اتهمت "النصرة" باختطافهم عندما كانوا في طريقهم إلى أحياء حلب الشمالية التي تنتشر فيها قوات لواء شهداء بدر.

وأمهلت قيادة الفرقة السادسة عشرة، في بيانها، جبهة النصرة حتى غروب يوم أمس، السبت، للإفراج عن عناصرها، موضحة أنهم كانوا في طريقهم لمؤازرة قوات الفرقة التي تخوض معارك عنيفة مع قوات النظام في حي الأشرفية، شمال حلب، في الأيام الأخيرة في محاولة منها لإحراز المزيد من التقدم في المنطقة.

وباتت الفرقة السادسة عشرة، بعد إعلان انضمام حركة "حزم" للجبهة الشامية، أكبر فصائل المعارضة السورية المسلحة في حلب وريفها التي لم تنضم للجبهة الشامية بعد. وقد أفادت مصادر خاصة في الفرقة، لـ"العربي الجديد"، بأن مفاوضات جارية بين قيادة الفرقة من جهة وقيادة الجبهة الشامية من جهة ثانية بهدف الاتفاق على شروط الانضمام للجبهة الشامية.

وسيشكل انضمام الفرقة السادسة عشرة للجبهة الشامية في حال إتمامه ضربة قوية لمخططات جبهة النصرة التي أعلنت عنها مراراً والتي تهدف للقضاء على الفرقة تحت شعار "محاربة المفسدين"، ذلك أن "النصرة" اتهمت الفرقة السادسة عشرة بالاعتداء عليها وسرقة ممتلكات تابعة لها.

ويبدو أن قيادة مختلف فصائل المعارضة السورية المسلحة في حلب وريفها باتت تعي تماماً التهديد الكبير الذي بات يشكله تمدد نفوذ "النصرة" في الشمال السوري. فبعد أن تمكنت "النصرة" من القضاء على جبهة "ثوار سورية" في منطقة جبل الزاوية في ريف إدلب، وبعد سيطرتها على مقرات حركة حزم في مدينة معرة النعمان وبلدة خان السبل، القريبة من جبل الزاوية، قبل نهاية العام الماضي، باتت عين النصرة على ريف حلب الغربي المتداخل جغرافياً من مناطق ريف إدلب الشمالي. وهو الأمر الذي دفعها ربما للبدء بمهاجمة حركة "حزم" التي تتمتع بنفوذ قوي في هذه المنطقة، إلا أن انضمام "حزم" للجبهة الشامية سيجبر النصرة على إعادة حساباتها أو الدخول في مواجهة شاملة مع جميع فصائل المعارضة السورية في حلب.

المساهمون