سورية.. أطفال مخيم الهول ضحايا سوء التغذية وضعف قطاع الصحة

سورية: أطفال مخيم الهول ضحايا سوء التغذية وضعف قطاع الصحة

14 اغسطس 2020
في مخيم الهول قرابة 40,000 طفل ينحدرون من أكثر من 60 بلداً (بكر قاسم/الأناضول)
+ الخط -

توفي خمسة أطفال في مخيم الهول، جنوبي محافظة الحسكة شمال شرقي سورية، في الفترة الممتدة ما بين 6 و10 أغسطس/ آب الجاري، وذلك بحسب تقرير صدر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، الأمر الذي يعكس الواقع الصعب وحجم المأساة التي يعيشها قاطنو المخيم، ومعاناتهم للحصول على الغذاء والخدمات الصحية.

وقالت المنظمة في التقرير الذي صدر، اليوم الجمعة، إنّ الوفيات وقعت  خلال الفترة الممتدة ما بين 6 و10 أغسطس/ آب، وقد حدثت أربع وفيات بسبب مضاعفات مرتبطة بسوء التغذية، في حين حدثت الوفيات الأخرى بسبب الجفاف الناجم عن الإسهال، وقصور في القلب، ونزيف داخلي، ونقص السكر في الدم.

ووصفت "يونيسف" في تقريرها، وفاة أي طفل بأنها "مأساة"، مضيفة: "وتتعاظم المأساة عندما تكون الوفاة ناجمة عن أسباب يمكن منعها".

ولا يزال يقبع في مخيم الهول نحو 40,000 طفل، ينحدرون من أكثر من 60 بلداً، وهم يفتقرون للخدمات الأساسية ويضطرون لتحمّل قيظ الصيف والصدمات الناجمة عن العنف والتشرّد.

ولفتت المنظمة في تقريرها إلى أنّ الأوضاع الإنسانية تتفاقم في المخيم، بسبب فيروس كورونا، وما نتج عنه من قيود على الحركة وإجراءات العزل، خاصة بعد تسجيل إصابات بصفوف العاملين في المخيم، فعلّقت الخدمات الصحية والتعليمية. وأكّدت المنظمة أنّه "من المهم جداً، إيلاء الأولوية لاستئناف خدمات الصحة والتغذية، وتوفير خيارات للرعاية الطارئة".

كما أكّدت أنّها تعمل مع شركائها على توفير الخدمات الأساسية المنقذة للأرواح بحسب التقرير، ومنها نقل المياه بالصهاريج وخدمات التغذية والصحة.

وقالت "يونيسف" في تقريرها: "لقد طال انتظار إيجاد حل أطول أجلاً لهذا الوضع. ومن حق الأطفال في مخيم الهول، مثل سائر الأطفال المتأثرين بالنزاعات، الحصول على مساعدة إنسانية. ويحق للأطفال المولودين لآباء من المقاتلين الأجانب، أن يحصلوا على ضمانات، بما في ذلك الوثائق القانونية ولمّ شملهم بأسرهم وإعادتهم إلى أوطانهم، عندما يمثّل ذلك مصلحتهم الفضلى. ويحق لجميع الأطفال الحصول على الحماية من التأثيرات المدمرة التي تتسبب بها الجائحة على بقائهم وتعلّمهم وحمايتهم".

بدوره، أوضح النازح من ريف دير الزور الشرقي، زكريا أبو أحمد، لـ"العربي الجديد" أنّ درجات الحرارة لا تحتمل في المخيم، الأمر الذي يتسبّب بمشاكل كثيرة للنازحين، والأطفال على وجه التحديد، الذين يعانون من الإسهال والجفاف.

وقال أبو أحمد: "نحن الكبار، بالكاد نحتمل درجات الحرارة، والكثير منّا هنا يعاني من التهاب الأمعاء، فكيف للأطفال أن يتحملوا درجات الحرارة المرتفعة هذه. كما أنّ الحصول على الدواء والطبابة صعب في الوقت الحالي، ونحن نحمي أطفالنا كما جرت العادة، نطعمهم البطاطس المهروسة بعد سلقها مع اللبن الرائب، ويشربون كميات وافرة من الماء، هذا أقصى ما نفعله في حال شعرنا بأن أطفالنا يشتكون من آلام في البطن".

وفي تعقيب لها على تقرير منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، أشارت سونيا كوش، مديرة استجابة منظمة "أنقذوا الأطفال" في سورية، إلى أنّ هناك "فشلاً جماعياً على جميع المستويات في حماية الأطفال"، وعزت السبب إلى "فشل مجلس الأمن في إعادة فتح معبر حدودي مع المنطقة، ما يسبّب تأخيراً لا يغتفر في وصول الخدمات، في الوقت الذي يكون فيه الأطفال بأمسّ الحاجة إليها". 

وأضافت كوش: "يجب اتخاذ إجراءات فورية من قبل جميع الأطراف لمنع المزيد من المآسي. كما تجب إعادة عمليات الأمم المتحدة عبر الحدود، في شمال شرق سورية على الفور، وتحسين الوصول داخل المخيم بشكل عاجل. وأضافت أنّه من المهم أن تكون الفرق الصحية قادرة على اختبار وعزل الأشخاص المشتبه في إصابتهم بفيروس كورونا، حتى لا تكون هناك ضرورة لاتخاذ تدابير صارمة مثل إغلاق المرافق الصحية، التي توفر العلاج المنقذ لحياة الأطفال".

وحذر مصدر، لـ"العربي الجديد"، من أنّ الأوضاع في الوقت الحالي تزداد سوءاً في المخيم، مع موجة الحرّ التي تتعرض لها المنطقة، وتعليق عمل المرافق الصحية، بعد الإصابات التي سجّلت بحق ثلاث عاملات في القطاع الصحي، داخل المخيم بفيروس كورونا. كل هذا يفاقم الوضع الإنساني داخل مخيم الهول، ويزيد من مخاطر وفيات الأطفال، الذين يشكّلون الحلقة الأضعف، في ظلّ عدم وجود برنامج غذائي سليم، وضعف القطاع الصحي داخل المخيم".

ويضم مخيم الهول قرابة 65 ألف نازح في الوقت الحالي، 70% منهم من الأطفال بحسب منظمة "أنقذوا الأطفال"، وهناك مستشفى ميداني وحيد قيد العمل، من أصل ثلاثة تم إغلاقها سابقاً، بينما يوجد 15 مرفقاً صحياً قيد العمل من أصل 24، وبلغت نسبة وفيات الأطفال 2.5% خلال النصف الأول من العام الجاري بحسب المنظمة.

المساهمون