سوء التغذية يلحق بواحد من كلّ ستة مسنين باليابان

سوء التغذية يلحق بواحد من كلّ ستة مسنين في اليابان

17 فبراير 2020
الأكل ليس خطيئة، والدهون ليست عدواً (كازوهيرو نوجي/فرانس برس)
+ الخط -
في نتيجة مفاجئة من استطلاع لوزارة الصحة اليابانية، تبيّن أنّ واحداً من كلّ ستة أشخاص مسنين في اليابان يعاني من سوء التغذية. لكن، ما الذي يسبب مثل هذا الأمر في بلد غني يتمتع فيه المسنون بحقوقهم؟ المشكلة ليست الفقر، بحسب تقرير من مجلة "شوكان غينداي" نقله موقع "جابان توداي" بل الإفراط في اتباع أنواع من الحمية التي لا لزوم لها، باسم الصحة. أما الحلّ فبسيط، وهو تناول اللحوم والسكر والمأكولات ذات السعرات الحرارية المرتفعة، أي كلّ ما ينصح "خبراء التغذية" بالامتناع عنه.

إحصائيات وزارة الصحة تشير إلى أنّ سوء التغذية يؤثر في 16.4 في المائة من الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً وما فوق، 20 في المائة من هؤلاء ثمانينيون. عن ذلك، يقول الدكتور هيروشي شيباتا، من "جامعة فوجيتا الطبية" في ناغويا: "في ما يتعلق بالتغذية، فإنّ الوضع في اليابان، أسوأ مما كان عليه خلال الفترة التي أعقبت مباشرة الحرب العالمية الثانية عندما اضطر الناس حقاً للبحث عن الطعام". يضيف أنّ لدى اليابان واحداً من أدنى معدلات مؤشر كتلة الجسم (بي إم آي) في العالم، وهو أدنى مما هو مسجل في أفريقيا.

وبينما تكثر الدعوات في مناطق مختلفة من العالم، لمحاربة السمنة، عن طريق التوقف عن تناول اللحوم وتجنب السكر وتقليص السعرات الحرارية، فإنّها تلقى رواجاً بين الشباب اليابانيين ومتوسطي العمر، خصوصاً أنّ وظائفهم بوقتها الضيق المخصص لتناول الطعام، تحكم عليهم بنظام غذائي غني بالسعرات الحرارية، يعتمد على المأكولات السريعة، بالإضافة إلى ما تتسبب به من خمول بدني، ما يدفعهم للالتزام بأنواع متطرفة أحياناً من الحمية. لهذا الالتزام عواقبه، إذ بات مصطلح "ميتابو" الياباني الذي يشير إلى متلازمة التمثيل الغذائي، لعنة تلاحق اليابانيين الذين باتوا مهووسين بالخصر المثالي. يقول التقرير: "بالنسبة للشباب لا مشكلة في ذلك، لكنّ المسنين يحتاجون إلى جميع السعرات الحرارية التي يمكنهم تناولها".




إذاً، ما الطعام الأنسب؟ ممَّ تتكون الحمية الصحية المثالية؟ تجيب المجلة، نقلاً عن خبراء، أنّ الأكل بانضباط هو للشباب، أما في سنّ 55 عاماً وأكثر، فالحمية الغذائية وإن كانت "صحية" تضرّ أكثر مما تنفع. فالقليل من الدهون، مع قدر معين من التمارين الرياضية يقدم فوائد إضافية للكهول والمسنين، ولا يجب أن يغيب عن البال أنّ السمنة تشكل وسادة في حال السقوط تمنع تكسر العظام في أحيان كثيرة.

الأكل، باختصار، ليس خطيئة، والدهون ليست عدواً.

المساهمون