سلوكيات مسيئة لا يميّز الرجال أنها تحرّش جنسي

سلوكيات مسيئة لا يميّز الرجال أنها تحرّش جنسي

04 نوفمبر 2017
يتظاهرن ضد التحرش (ميسوت زيريك/ Getty)
+ الخط -
هزات هنا وهناك حول العالم ضدّ التحرش الجنسي لا تحيّد مؤسسة مهما علا شأنها، ولا تستثني مواقع مسؤولة في أبرز المناصب. وكل فضيحة تحرش جنسي أو اعتداء تثار في مكان ما تتبعها سلسلة فضائح تتكشف تباعاً الواحدة تلو الأخرى، بعضها تعلنه نساء اخترن عدم السكوت، وبعض آخر يطلقه رجال يعتذرون عن تحرش ارتكبوه، ربما خوفاً من أن تسبقهم الضحية وتحكي عن أفعالهم المسيئة.

صروح سياسية عريقة آخرها مجلس الشيوخ البريطاني طاولتها الفضائح، ومؤسسات ذائعة الصيت لها مكانتها وهيبتها أيضاً مثل هوليوود، وشخصيات عالمية من رؤساء دول (أبرزهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب) ومشاهير وما دونهم مرتبة، تداول الإعلام العالمي أسماءهم ولا يزال، في موجة تكاد لا تهدأ وتأتي كل يوم باسم جديد.



في المقابل، يأتي الردّ عبر موجة استقالات وإقالات (رغم وجود استثناءات)، للتنصل من فعلة هؤلاء "الشائنة"، واستبعادهم من مواقعهم أو حرمانهم من مكسب نالوه سابقاً جائزة كانت أو لقباً.

كرة الثلج التي تكبر يوماً بعد يوم تخفي هوّة وما يشبه القطيعة بين سلوك التحرش والقانون الذي يعاقبه (إذا وجد)، توضح أن أعداداً كبيرة من المتحرشين لا يدركون أن سلوكياتهم تندرج تحت مسمى التحرش الجنسي. فماذا تقول استطلاعات الرأي الأميركية؟


استطلاعات تكشف رأي الرجال بالتحرش


يظهر استطلاعاً للرأي نشرته كل من صحيفة "واشنطن بوست"، و"آي بي سي نيوز" الأسبوع الماضي، أن معظم الأميركيين لم يفاجؤوا بأن التحرش الجنسي لا يقتصر على هوليوود وواشنطن.

ويشير إلى أن نسبة 64 في المائة من الأميركيين يجدون أن التحرش الجنسي في مكان العمل يشكل "مشكلة خطيرة" في الولايات المتحدة، تلك النسبة ارتفعت من 47 في المائة كشفها استطلاع شبيه أجري عام 2011.

ويصل إلى نتيجة مفادها بأن ما يقرب من ثلثي الأميركيين لديهم قناعة بأن الرجال المتحرشين بزميلاتهن في العمل يفلتون من العقاب.



العديد من الدراسات الاستقصائية تنظر إلى آراء النساء بشأن هذه المسألة، لكن استقصاءات أخرى تنظر إلى رأي الرجال بخصوص التحرش، ومنها دراسة أجراها موقع "إنستاموتور" الذي أجرى مسحاً طاول 750 رجلاً، في جميع أنحاء الولايات المتحدة، مستمعاً إلى تجاربهم مع التحرش الجنسي أو الاعتداء، وكانت بعض ردودهم "مثيرة للدهشة"، بحسب الموقع.

وتبيّن أن العديد من الرجال ليسوا متأكدين من مضمون التحرش الجنسي وسلوكياته، وذلك على النحو الآتي:

* العديد من الرجال لا يدركون الفارق بين التحرش الجنسي أو الاعتداء.

* واحد من كل ثلاثة رجال استطلعت آراؤهم لا يعتقدون أن الإلحاح على المرأة هو تحرش جنسي.

* اثنان من كل ثلاثة منهم لا يعتقدون أن تكرار الدعوات غير المرغوب فيها لتناول المشروبات أو العشاء أو الخروج في موعد غرامي هي تحرش جنسي.

* نحو واحد من خمسة من هؤلاء لا يعتبرون التحرش جريمة يمكن المعاقبة عليها.

وفي استطلاع آخر طاول عينة عبر الإنترنت أجرته مع الرجال شركة "بولفيش" الاستقصائية، من دون اعتبار النتائج ممثلة للرجال عموماً في الولايات المتحدة، ومن دون إدراج الأفعال التي تعتبر تحرشاً بين زملاء العمل، والتي يعاقب عليها القانون عادة، أظهر الاستقصاء أن العديد من الرجال يدركون أنهم محاطون بالتحرش الجنسي.

وقال ما يقرب من نصفهم، وتحديداً 45 في المائة من المشاركين، إنهم شاهدوا شخصاً ما يتعرض للتحرش الجنسي. وأكد نصف هؤلاء أنهم شهدوا فعل تحرش يحدث في مكان العمل.

المساهمون