سلواد تقاوم الاحتلال الإسرائيلي.. بالأفاعي

سلواد تقاوم الاحتلال الإسرائيلي.. بالأفاعي

رام الله

محمود السعدي

محمود السعدي
31 مايو 2015
+ الخط -


يبتكر الفلسطينيون بين الحين والآخر أساليب جديدة في مقاومتهم الشعبية ضد الاحتلال الإسرائيلي، ويجعلون الأشياء العادية وسائل قوة ومقاومة في وجه محتلهم، حيث
كان آخر تلك الوسائل استخدام نشطاء فلسطينيين قبيل مواجهات شهدتها بلدة سلواد شرقي رام الله وسط الضفة الغربية يوم أول أمس الجمعة، لأفعى في مكان تواجد جنود الاحتلال، على أمل أن تلدغهم.

وقبيل بدء المواجهات المعتادة منذ ست سنوات في كل يوم جمعة، قام عدد من الشبان صباح الجمعة بربط أفعى اصطادوها، ويبلغ طولها متراً واحداً ونصفاً، بين مكعبات إسمنتية وضعها جيش الاحتلال للتمركز على مدخل سلواد الغربي، لقمع الشبان الفلسطينيين بإطلاق الرصاص والقنابل الغازية والصوتية اتجاههم، في أمل من الشبان أن تلدغ أحد الجنود.

يقول رئيس بلدية سلواد، عبد الرحمن صالح، لـ"العربي الجديد"، إن "جنود جيش الاحتلال ووفق شهود عيان، أصيبوا بالذعر لوجود الأفعى، وقاموا بإطلاق الرصاص عليها وقتلها، بعد أن تمكن الشبان من ربطها بين المكعبات، كميناً لجنود الاحتلال". ويشير صالح إلى أن الشبان يبتكرون أساليب جديدة في مقاومتهم الشعبية، إذ إن الحاجة أم الاختراع ويجتهدون بطرق شتى من أجل بث الرعب في صفوف جيش الاحتلال، وذلك بحسب الحاجة والظرف والضرورة.

تلك الطريقة الجديدة، التي لم تكن معهودة في المواجهات الشعبية ضد الاحتلال الإسرائيلي، يرى فيها الكاتب والمحلل السياسي، جهاد حرب، أنها تأتي في نطاق الإبداع والتفكير الشعبي الفلسطيني سواء الفردي أم الجماعي في مقاومة الاحتلال بمناطق الصدام، وخاصة في القرى الفلسطينية ومناطق التماس مع جنود الاحتلال.

ويبين حرب في حديثه مع "العربي الجديد"، أن كل شيء في الأرض الفلسطينية يمكن له أن يتحول إلى لعنة على الاحتلال الإسرائيلي، بما فيها الحيوانات والجماد، ليصبح الاحتلال عبئاً على إسرائيل، وهي وسائل يمكن للمجتمع الفلسطيني أن يبدع فيها بشكل فردي أكثر مما يفكر فيه القادة السياسيون.

واستخدم الفلسطينيون وسائل عدة في مقاومتهم الشعبية، كاستخدامهم للمتاريس الحجرية في إغلاق الشوارع، لإعاقة دوريات الاحتلال في دخول قراهم ومدنهم، أو قرع الطبول وأواني الطعام لإزعاج الجنود، أو ربما الحيوانات كاستخدام الحمير لإعاقة مرور الدوريات الإسرائيلية أثناء المواجهات، أو ربما قطع أعمدة الكهرباء لقطع الكهرباء عن المستوطنات المقامة على الأراضي الفلسطينية، وغيرها من الوسائل السلمية التي يمكن أن تكون مكلفة ومرهقة للاحتلال الإسرائيلي وبأقل الجهد والتكاليف.

كما استخدم الفلسطينيون العام الماضي الألعاب النارية "المفرقعات" وخاصة في مدينة القدس، خلال مواجهاتهم مع جنود الاحتلال أو باتجاه المستوطنين، إضافة لاستخدامهم السكاكين والأدوات الحادة لتنفيذ عمليات طعن، أو تنفيذ عمليات دهس بواسطة المركبات، ضمن عمليات فريدة تبين ردة الفعل الشعبية الفلسطينية.

اقرأ أيضاً:
غبار غزة يتناثر لوحات فنية بأياد مبدعة

دلالات

المساهمون