سلعنة السوريين

سلعنة السوريين

11 ديسمبر 2016
+ الخط -

لتركيا دور مهم، في احتضان السوريين اللاجئين بأراضيها، فهي الدولة الوحيدة التي فتحت حدودها لأربع سنوات، فدخلها أكثر من ثلاثة ملايين سوري، قبل أن تتشدد العام الفائت، وترفع من أسوار حدودها بوجه السوريين، بمن فيهم الهاربون من قصف الأسد وروسيا. ولا يجدون ملاذاً يؤويهم، بواقع وصول السوريين، بالنسبة للأشقاء العرب، كما الدودة الحمراء بالطبيخ، كما يقول عامة السوريين في أمثالهم.
في خضم هذا الصراع، الذي أنهى فصوله قبل أيام، بتجميد البرلمان الأوروبي مفاوضات عضوية تركيا، عاودت تركيا للأسف، بالتلويح بسلاح السوريين وفتح باب هجرتهم إلى أوروبا، ليغدوا وكأنهم سلعة قابلة للطرح بسوق بورصة الخلاف، أو سحبها من السوق، كلما اقتضت الضرورة.
وأيضاً، ثمة ظروف خانقة يعيشها السوريون، أو جلهم بتركيا اليوم، إذ توقفت حكومة أنقرة عن منح "الكيميلك" بطاقة اللجوء للسوريين.
كما يعاني السوريون المقيمون بتركيا، من الحصول على إقامة سياحية، بعد سد باب "الكيميلك" ما فتح سوقاً سوداء، أوصلت سعر الإقامة السياحية لنحو 2000 دولار، وفاقمت من انتشار الأوراق والإقامات المزورة التي يعمل مصدروها بوضح النهار، وبمكاتب معروفة العناوين للأتراك.
بل ويعلنون عن نشاطهم غير القانوني عبر صفحات التواصل الاجتماعي.
بيد أن تركيا، أرجأت وعودها للسوريين، لاعتبارات عدة، قد لا يكون الإغراء بالدخول للاتحاد الأوروبي أهمها، بعد جزرة مؤتمر بروكسل عام 2015.

نهاية القول: ليس لأحد أن يتنكر لدور تركيا، فيما قدمته ولم تزل للسوريين، ولكن، بالآن نفسه، لا يمكن لتركيا أن تتنكر لدور نحو مليوني سوري يعيشون خارج المخيمات، نشطوا من أداء اقتصادها وأسسوا شركات وأعمال، ليتصدروا قائمة المستثمرين الأجانب وللعام الثالث على التوالي.
لكنهم، أو معظمهم، يعيشون بتركيا دونما أي ملامح مستقبلية، تدفعهم لمزيد من الاستثمار أو العمل، بواقع عدم منحهم أي صفة، أو حتى بطاقة تدلل على شخصيتهم وتشرعن وجودهم ومصائر أسرهم على أرض الأنصار.

دلالات

المساهمون