Skip to main content
سكان المقابر بمصر... "الأموات أحسن من يلي برا" (2/2)
محمد علي ــ القاهرة
ترصد كاميرا "العربي الجديد"، في الجزء الثاني من سكان المقابر في مصر، المعاناة التي يواجهها هؤلاء في "السيدة عائشة"، في حي مصر القديمة، من ضعف الخدمات المقدمة إليهم من قبل الحكومات المصرية المتعاقبة، إضافة إلى أحلامهم البسيطة التي تتكسّر أمام عجزهم عن تأمين أبسط مقوّمات العيش.

أحد الطرق المؤدية إلى المقابر ضيق طويل، يقودك رأساً إلى مداخلها، حتى تجد نفسك محاطاً بأعين جميع أهالي المنطقة، ينظرون إليك باستغراب، كونك القادم الجديد وسط ناس يعرف بعضهم بعضاً، ويحفظون وجوه السكان عن ظهر قلب.

قرارات كثيرة بالإخلاء والإزالة تلقّوها، بحسب زكريا عليوة، بعد أن وعدتهم الحكومة بشقق سكنية، لكن مفاجآت كانت في انتظارهم خلال السنوات الماضية، لأن من استلموا تلك الشقق كانوا من غير المستحقين لها، ودفعوا المال للموظفين مقابل الحصول عليها.

ويتحدّث زكريا، لـ"العربي الجديد"، عن متطلبات تقسيط الشقق، التي لا يملك منها شيئاً، كذلك يُعرب عن مخاوفه من اقتراب موعد إحالته على المعاش العام المقبل، وتقاضيه في حينه مرتباً قدره 400 جنيه شهرياً، وهو لا يكفي للمعيشة ولا حتى للعلاج.

ويقول محمد بهاء إن أبرز مشكلات المكان عدم وجود شبكات جيّدة للصرف الصحي، مشيراً إلى اتصاله بشركة مياه الشرب والصرف الصحي والتحدث مع المسؤولين فيها لإيجاد، حل لكن من دون جدوى.
ويشير إلى أن أحلامه تتركّز على تأسيس مشروع خاص يوفر لهم مردوداً يعيشون منه، وسكناً بديلاً عن العيش في المقابر، وحتى لا يبقى منتظراً أمام "الحوش" لزيارة أقارب المتوفي وتنظيف المدفن وريّ الصبار، وراجياً من الله أن يرزقه صدقة من هذا أو ذاك، كي يتمكّن من تعليم أشقائه. ويخلص إلى القول "الأموات أحسن من يلي برا".



خلال السنوات الثلاث الماضية، حرص المسؤولون على إغماض أعينهم عن الإحصاءات المخيفة لسكان المقابر في المحافظات المصرية، الذين وصل عددهم إلى خمسة ملايين مواطن، يعيشون مع أسرهم بين الأموات.