سعر الذهب يستكمل ارتفاعه... وتوقعات بوصوله إلى ألفي دولار
تجاوز سعر الذهب الفوري 1900 دولار للأوقية للمرة الأولى منذ عام 2011 واقترب من أعلى مستوى له على الإطلاق مع التوترات الجيوسياسية المشتعلة والقلق بشأن النمو العالمي الذي يدفع الطلب نحو الملاذات الآمنة.
وتتزايد العلامات على أن بقاء الوباء عند حدة انتشاره يعطل الانتعاش الاقتصادي وأن الخلاف الأخير بين الصين والولايات المتحدة يدعم جاذبية السبائك الصفراء. ويحظى المعدن أيضاً بدعم من تراجع الدولار، وسط ضخ سيولة ضخمة من الحكومات والبنوك المركزية في جميع أنحاء العالم، إذ إن ضعف الدولار وانخفاض عائدات السندات الحكومية يخفضان تكلفة الفرصة البديلة في امتلاك الذهب، وفق وكالة "بلومبيرغ".
وسجّل الذهب سابع مكسب أسبوعي، وهي أطول فترة من الأرباح منذ عام 2011، بينما تستعد الفضة لأكبر تقدم أسبوعي لها منذ حوالي أربعة عقود.
وقد يصل الذهب إلى أعلى مستوى له على الإطلاق في بداية الأسبوع المقبل، وفقاً لشركة "آي جي أو فيوتشرز" لتحليل الأسواق ومركزها في شيكاغو. وقال بوب هابركورن، كبير استراتيجيي السوق في الشركة، لـ"بلومبيرغ": "إن وتيرة الارتفاع لا تصدق. يريد الناس فقط الشراء، يريدون فقط زيادة أرباحهم، لا يريدون تفويت الفرصة، إذ يستعد العالم لمزيد من طباعة النقود وانخفاض الدولار في المستقبل وزيادة التحوط.
ولا يوجد عائد على سندات الخزانة في الوقت الحالي، لذا يعد الذهب ملاذاً آمناً نظراً لظروف البنوك المركزية والفيروس التاجي". ويسرع الذهب نحو تسجيل رقم قياسي وسط ارتفاعات جديدة في حالات الإصابة بفيروس كورونا.
والتقطت رادارات المستثمرين احتمال اتخاذ تدابير جديدة للسياسة المالية والنقدية حيث لا يزال مسار الانتعاش غير مؤكد. وارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.7 في المائة إلى 1900.19 دولار للأوقية، كما تقدمت الفضة الفورية، حيث حققت المكاسب هذا الأسبوع أكثر من 17 في المائة، وهو أعلى ارتفاع منذ عام 1980.
وكتب إيلي أونغ، المحلل في بلومبيرغ إنتليجنس، في مذكرة، أن ارتفاع الذهب قد يمتد حتى عام 2021 "مع تذبذب الدولار، وسط تزايد المخاطر الجيوسياسية وبقاء أسعار فائدة منخفضة". ورفع بنك "يو بي أس غروب" توقعاته على المدى القريب للسبائك إلى 2000 دولار بنهاية سبتمبر/ أيلول.
قال مارك موبيوس، المؤسس المشارك في شركة "موبيوس كابيتال بارتنرز"، في مقابلة مع تلفزيون بلومبيرغ: "عندما تكون أسعار الفائدة صفرية أو تقترب من الصفر، فإن الذهب هو وسيلة جذابة لأنه لا داعي للقلق بشأن عدم الحصول على فائدة على الذهب، وترى أن سعر الذهب سيرتفع مع تزايد عدم اليقين في الأسواق".
وأضاف: "سأشتري الآن واستمر في الشراء". وقال محللو بنك أوف أميركا إن صناديق المعادن الثمينة شهدت تدفقات استثمارية بلغت 3.8 مليارات دولار في الأسبوع حتى 22 يوليو/ تموز، وهو ثاني أكبر مبلغ أسبوعي على الإطلاق. في حين أن أسعار الذهب الفورية تبعد حوالي 20 دولاراً عن أعلى مستوى لها على الإطلاق، فإن بعض العقود الآجلة يتم تداولها بالفعل بسعر أعلى.
