سعد الحريري بعد إدانة المحكمة الدولية لعياش: على "حزب الله" أن يضحي

سعد الحريري بعد إدانة المحكمة الدولية لعياش: على "حزب الله" أن يضحي

العربي الجديد
ريتا الجمّال (العربي الجديد)
ريتا الجمّال
صحافية لبنانية. مراسلة العربي الجديد في بيروت.
18 اغسطس 2020
+ الخط -

أكد رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري، اليوم الثلاثاء، قبوله حكم المحكمة الدولية في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري (في 14 فبراير/شباط 2005)، مبيناً أن "على حزب الله أن يضحي اليوم وخصوصاً بعد أن ثبت أن شبكة المنفذين للجريمة هم من صفوفه"، في إشارة إلى إدانة المحكمة لسليم جميل عياش، وهو من القياديين في "حزب الله".

وقال الحريري من لاهاي "مطلبي ومطلب جميع عائلات الشهداء والضحايا، القصاص العادل من المجرمين وهذا المطلب لا مساومة عليه. ونحن نريد تنفيذ العدالة حتى يتم تسليم المجرمين للعدالة، وبوضوح نشدد على أن لا تنازل عن حقّ الدم".

وأكد رئيس الحكومة السابق أنّ "حزب الله مطالب اليوم بالتضحية بعد أن ثبت أن شبكة المتورطين في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري هم من صفوفه"، مشيراً إلى أنّ الهدف من هذه الجريمة الإرهابية هو سياسي، وأصبح واضحاً للجميع أنّ الغاية منها تغيير وجه لبنان، ونظامه وهويته الحضارية، وعلى وجه لبنان ونظامه وهويته أيضاً لا مجال للمساومة".

يأتي ذلك رغم أن "حزب الله" رفض تسليم المتهمين في وقت سابق، وهو لم يتوقف منذ اغتيال الحريري عن نفي ضلوعه في الجريمة وأنه سيتعامل مع الحكم وكأنه لم يصدر. ودعا مناصريه إلى التحلّي بالصبر في الشارع بعد صدور القرار.

وأضاف الحريري "نحن معروفون ونتحدث بوجوه مكشوفة وبأسمائنا الحقيقية ونقول للجميع، ما بقي حدا يتوقع منا أي تضحية، نحن ضحّينا ما عندنا ولن نتخلّى عن لبنان الذي دفع الشهداء حياتهم لأجله".

وأشار  إلى "أنني اليوم أحمل مطلباً جديداً يتمثّل بعد الكارثة المهولة التي حلّت بمدينتي وبلدي يوم الرابع من أغسطس/آب الجاري، هو أن تؤسس الحقيقة والعدالة لرفيق الحريري ورفاقه، ومعرفة الحقيقة والعدالة لكل الأبرياء، الجرحى الذين سقطوا في انفجار مرفأ بيروت، وهنا أقول أيضاً، لا تنازل عن حق بيروت وحق الضحايا الأبرياء".

وتابع أن اللبنانيين "عرفوا الحقيقة وأهمية هذه اللحظة التاريخية هي رسالة لمن ارتكب هذه الجريمة الإرهابية وللمخططين بأن زمن استخدام الجريمة في السياسة من دون عقاب ومن دون ثمن انتهى".

ولفت الحريري إلى أنّ "الشهيد رفيق الحريري اغتيل لأنه كان ضد سياسة النظام السوري وأراد إخراج هذا النظام من لبنان، وحكم المحكمة نقبل به لو حكمت على شخص أو أربعة، علماً أنّه كان جرى تسييسها لو اتهمت الأشخاص الأربعة في عملية الاغتيال".

سعد الحريري: الشهيد رفيق الحريري اغتيل لأنه كان ضد سياسة النظام السوري وأراد إخراج هذا النظام من لبنان

 

وغصّ محيط ضريح الرئيس رفيق الحريري في بيروت بوفود سياسية وشعبية حضرت للاستماع إلى كلمة الرئيس الحريري وتلاوة الفاتحة على روح رئيس مجلس الوزراء السابق الذي اغتيل في 14 فبراير/شباط 2005.

ولكن الأعداد انخفضت بسرعة بعد صدور الحكم الذي اعتبر قسم من مناصري "تيار المستقبل" غير عادل لكونه لم يسمّ الأمور بأسمائها لناحية المنفذين، حيث لم يتهم إلا شخص واحد في الجريمة من أصل 4 هم مسؤولين في "حزب الله".

وعمّم رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري على جميع المناصرين الالتزام بالهدوء وعدم الانجرار إلى أي تصرّف من شأنه أن يؤدي إلى خلق توتر أو فتنة بين اللبنانيين.

"لا أحد أكبر من بلده"

وعلّق الرئيس اللبناني ميشال عون على الحكم بالقول إنّ "تحقيق العدالة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه يتجاوب مع رغبة الجميع في كشف ملابسات هذه الجريمة البشعة التي هددت الاستقرار والسلم الأهلي في لبنان، وطاولت شخصية وطنية لها محبوها وجمهورها ومشروعها الوطني".

وأضاف "ليكن الحكم الذي صدر اليوم عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان مناسبة لاستذكار مواقف الرئيس الشهيد ودعواته الدائمة إلى الوحدة والتضامن وتضافر الجهود من أجل حماية البلاد من أي محاولة تهدف إلى اثارة الفتنة، لاسيما وأن من أبرز أقوال الشهيد أن "لا أحد أكبر من بلده".

وعبر الرئيس اللبناني عن أمله في أن "تتحقق العدالة في كل الجرائم المماثلة التي استهدفت قيادات لها في قلوب اللبنانيين مكانة كبيرة، وترك غيابها عن الساحة السياسية اللبنانية فراغاً كبيراً".

عبر الرئيس اللبناني عن أمله في أن "تتحقق العدالة في كل الجرائم المماثلة التي استهدفت قيادات لها في قلوب اللبنانيين مكانة كبيرة"

 

بدوره، أصدر رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، بياناً أمل فيه أن "يشكل حكم المحكمة الدولية معبراً لإحقاق العدالة وإرساء الاستقرار، كما كان يحلم الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ليخرج الوطن من هذه المحنة قوياً ومتماسكاً بوحدته الوطنية وسلمه الأهلي وعيشه الواحد".

وقال دياب "نستذكر اليوم الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي ترك بصمات مضيئة في تاريخ لبنان، وستبقى إنجازاته في حاضر ومستقبل اللبنانيين". وكانت غرفة الدرجة الأولى في المحكمة الدولية الخاصة في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري قد أعلنت عن براءة كلّ من أسد حسن صبرا، حسين حسن عنيسي، وحسن حبيب مرعي لعدم كفاية الأدلة بحقهم. وستبطل مذكرات التوقيف بحقهم، فيما اعتبرت سليم جميل عياش وهو من القياديين في "حزب الله" مذنباً في الجريمة لأنه تصرّف عن سابق علم وإصرار لقتل الحريري ومن كان معه، والأدلة تثبت بشكل لا يشوبه أي شك بوصفه شريكاً في عملية الاغتيال.

واتهم عياش الذي لا يزال طليقاً بعد أن رفض "حزب الله" تسليمه في وقت سابق، بتنفيذ مؤامرة هدفها ارتكاب عمل إرهابي بأداة متفجّرة وقتل الرئيس الحريري عمداً، وقتل 21 شخصاً آخر، ومحاولة قتل 226 شخصاً.

وحددت المحكمة تاريخ 21 سبتمبر/أيلول المقبل موعداً لإصدار العقوبة بعد صدور الحكم، في حين توالت شخصيات سياسية ووفود شعبية إلى ضريح الرئيس رفيق الحريري في بيروت.