سرقة إيران

سرقة إيران

21 مايو 2018
تعاطت مواقع مع الحادث على أنه سرقة وثائق سرية(Getty)
+ الخط -

 

قبل أيام، وتحديداً فجر الأربعاء، تعرّض المكتب الحقوقي التابع للحكومة الإيرانية في لاهاي بهولندا إلى عملية سرقة لم تصل أنباؤها إلى الإعلام الإيراني مباشرة، وتأخر صدور تعليق رسمي عليها. في ذلك التوقيت هاجم أفراد مجهولون هذا المقر وقاموا بعملية سرقة، وقيل في البداية إنهم غادروا المكان وبحوزتهم أوراق ومستندات سرية مهمة تابعة للحكومة الإيرانية ومكتبها الحقوقي القانوني الذي يتابع شؤوناً قضائية في لاهاي، ومن ثمّ نفى المكتب الحقوقي التابع لرئاسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيان صدر عنه، أن تكون وثائق ممثلية إيران الحكومية في لاهاي قد تعرّضت إلى السرقة بالفعل.

لكن الرئاسة لم تنف وقوع السرقة، وأكدت أنّ من اقتحموا المكان سرقوا مبلغاً مالياً يعادل مائة ألف يورو، وتركوا خلفهم جزءاً من معداتهم، وحتى الأوراق والمستندات والأرشيف الذي وصفه بعضهم بالسري.

وقبل صدور هذا البيان، تعاطى الكثير من المواقع الإيرانية مع الحادث على أنه هجوم انتهى بسرقة وثائق سرية، لربما تحوي معلومات لها علاقة بشكاوى إيران المقدمة ضد الولايات المتحدة الأميركية على وجه الخصوص، إضافة لوثائق تخصّ التعاطي الحقوقي القانوني بين إيران والغرب، وفيها كذلك تفاصيل الدعوى القضائية التي تحضّر إيران لرفعها ضدّ الولايات المتحدة بعد أن صادرت هذه الأخيرة ملياري دولار أميركي باعتبارها تعويضات، وهو ما اعتبرته إيران سرقة لأموالها.

هذه الحادثة الأخيرة تأتي بعد الادعاءات الإسرائيلية الصادرة على لسان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والذي خرج على الملأ قبيل صدور قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب وانسحابه من الاتفاق النووي، وقال حينها إن الموساد قام بعملية سرية في طهران وحصل على أرشيف إيران النووي الذي كان مخبّأً في مخزن مهجور في العاصمة.

أثار خبر السرقة هذه استهزاء إيران، على عكس السرقة الأخيرة التي انتهت بنفي رسمي، وتساؤل المعنيين عن كيفية ترك أرشيف بهذا الحجم في مكان مهجور. وحتى لو صحّت عملية الموساد، إلا أنّ عملية السرقة الإسرائيلية لم تصل إلى أي جديد، فنتنياهو شرح نشاط إيران النووي منذ عام 2003، وتحدّث عن وجود أبعاد عسكرية فيه، بدون أن يقدّم أي دليل عملي دقيق وحقيقي على انتهاكها الاتفاق النووي. الاتفاق الذي يعيش حالة موت سريري وينتظر نتائج جهود حثيثة لإنقاذه، وهو ذاته الذي سيفتح الباب لاستئناف النشاط القضائي الإيراني ضد أميركا في دعاوى ستقدّم في لاهاي، ما دامت قد انسحبت ووجهت الدفة نحو التصعيد مع إيران.

 

المساهمون