سجناء تونسيون يجسدون قصصهم تمثيلاً ورقصاً وتصويراً

سجناء تونسيون يجسدون قصصهم تمثيلاً ورقصاً وتصويراً

29 يوليو 2019
التدريب يكشف مواهبهم وإبداعاتهم (محمد عابد/فرانس برس)
+ الخط -


بادرت إدارة سجن برج الرومي بولاية بنزرت إلى إشراك عدد من السجناء في أول تجربة أداء نموذجية، تعتمد على تكوين 13 سجيناً في اختصاصات فنية تعتمد على التعبير الجسماني، إلى جانب شبان يتم اختيارهم من دور الشباب، تمكنهم من إبراز طاقاتهم الإبداعية والتعبير عن قصصهم.

وقال رئيس مصلحة الرعاية والإصلاح في سجن برج الرومي ببنزرت نضال الدين المعزي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "سجن برج الرومي قام ببادرة هي الأولى من نوعها في تونس، تعتمد على تقديم عروض فنية ومسرحية مشتركة من قبل 13 سجيناً و5 شبان من دور الشباب، تحت إشراف وتدريب مختصين فنيين في السجن، وبعد تلقيهم دروساً يومية".

وأوضح المعزي أن المجموعة نجحت في تقديم أول عرض مشترك، مضيفاً أن أعمار السجناء الذين شاركوا في العرض تتراوح بين 20 و54 عاماً، وقضاياهم مختلفة وعقوباتهم متنوعة، في حين أن الشباب أعمارهم بين 20 و25 عاماً.

وأكد أن اختيار السجناء كان بناءً على الرغبة في خوض التجربة، مشيراً إلى أن الجيّد فيها أن هؤلاء المساجين اكتشفوا مواهب وطاقات لديهم جعلتهم يعرفون أنفسهم، كما أنهم أبهروا الحاضرين والمؤطرين الذين أشرفوا على تدريبهم.

وبيّن أن كل سجين منهم عبّر عن تجربته وقصته فنياً وجسدياً، وقدموا عروضاً جميلة أنستهم قيود السجن وأبهرت الحضور الذين لم يميز بين السجين وغير السجين.

وقال المتحدث أن هذا المشروع يندرج في إطار مشروع ثقافي، بين إدارة سجن برج الرومي ومندوبية الشؤون الثقافية ببنزرت، ويمتد لأربعة أعوام تحت شعار "بيدين: أبواب مفتوحة"، ويعتمد على عروض فنية ورقص ومسرح. وأشار إلى أن مختصة في الرقص وفريقها الفني قدموا دروساً للسجناء الراغبين في تجسيد عروض راقصة، إضافة إلى التصوير الفوتوغرافي والمسرح والسيرك، مشيراً إلى أن التكوين ضمن هذه الاختصاصات استغرق 15 يوماً وتدريبات يومية.

وأفاد بأنه لا بد من توفر الرغبة لدى السجناء للمشاركة في العروض المقدمة، موضحاً أن سجناء تولوا تصوير العروض المقدمة كل من زاويته. كما أعرب عن أمله في تواصل التجربة وأن يتم تعميمها على بقية السجون.

وبيّن أن العرض كان رائعاً، وأن بعض المساجين بكوا تأثراً، كما أنهم أرسلوا رسائل إيجابية لزملائهم في دور الشباب كي لا يقعوا بنفس أخطائهم، ويدركوا مخاطر الانحراف.

ويأتي هذا المشروع في إطار توأمة بين وزارة الثقافة التونسية ونظيرتها الفرنسية، ويشمل ثلاث محافظات هي بنزرت، وبن عروس، وزغوان، ويحظى بتمويل من الاتحاد الأوروبي.

وشدد بعض الحاضرين على أهمية تقديم العرض في المهرجانات الكبرى، وفي التظاهرات الفنية الأوروبية.