سجال مغربي لدعوة حذف نصوص دينية من كتب مدرسية

سجال مغربي لدعوة حذف نصوص دينية من كتب مدرسية

13 فبراير 2017
دعوات لحذفها بذريعة أنها نصوص معجزة (فيسبوك)
+ الخط -
أثارت تصريحات عبد الحميد عقار، عضو المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي بالمغرب، بشأن عدم جدوى وجود نصوص دينية من قرآن وأحاديث نبوية في الكتب المدرسية باللغة العربية في مستويات التعليم الابتدائي والثانوي، جدلاً وسجالا تربويا بالبلاد.

واعتبر عقار أن تأثيث المؤلفات المدرسية باللغة العربية في الأقسام المغربية بعدد من النصوص القرآنية والحديثية، يجعل التلاميذ عاجزين عن تعلم العربية، وينفرهم من استيعاب لغة الضاد، لكونها نصوص معجزة".

الدكتور محمد بولوز عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وأستاذ التكوين بالمركز الجهوي لمهن التربية والتعليم، اعتبر الدعوة إلى إزالة نصوص القرآن والسنّة من مقررات اللغة العربية، إفرازاً لعقلية لائكية علمانية تفصل الدين عموماً عن الحياة، بما فيها التعليم ومختلف مواده الدراسية.

وأورد بولوز، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، بأن "مثل هذه الدعوات تعد صوتاً نشازاً غريباً، وتنم عن جهل مركب بالعربية ذاتها وكيف امتزجت بنصوص الوحي قرآناً وسنّة امتزاجاً لا فكاك معه إلا بتضييع أحدهما".

وزاد المتحدث بأن "الشرع لا يُفهم على الوجه الصحيح بغير العربية، والعربية لا تنسى فضل الوحي في استمرارها عبر القرون"، مبرزاً أن "الإنسانية لم تعرف في تاريخها العريض والطويل كتاباً له الفضل الكبير في حفظ لغة أمة ودوامها غير القرآن الكريم والحديث الشريف".


وشدد بولوز على أنّ "القرآن أعطى العربية إكسير الحياة وسر البقاء ولولاه لاضمحلت العربية وذابت مع الزمن وحلت محلها لغات أخرى كما حدث للاتينية وغيرها"، مضيفاً أنه "من العيب مقارنة الإنجيل بالقرآن في هذا المجال، لأن الإنجيل لم يحافظ على لغته التي كتب بها، فضلاً أن يكون سبباً لحفظ لغة ما".

وكان عقار قد قال في ندوة نظمتها مؤخراً مؤسسة إدريس بنزكري حول إصلاح منظومة التربية والتكوين: "لا أفهم لماذا يتضمن كتاب اللغة العربية نصوصاً قرآنية وأحاديث، فهذا لا يوجد في أي بلد آخر، إذ لا يمكن تصور تعلم لغات بلدان أخرى اعتماداً على نصوص الإنجيل مثلاً".

وبالمقابل أورد أستاذ الفلسفة واللغة العربية منير فرجي، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، بأن "الدعوة إلى تفادي بث نصوص القرآن والأحاديث في المقررات الدراسية الخاصة باللغة العربية، تعتبر منطقية وصائبة، لما تحفل به هذه اللغة الدينية من ألفاظ ومصطلحات تعيق الفهم السلس للدرس".

وتابع المتحدث بأن "تضمين نصوص القرآن والأحاديث يمكنه أن يشمل كتب التربية الإسلامية دون مقررات اللغة العربية، لأن هذا هو الأيسر بيداغوجياً وتربوياً"، مبرزاً أن "هذه الدعوة ليست حربا ضد الدين أو ضد النصوص القرآنية، وإنما محاولة لتيسير اللغة العربية على جيل شاب بالكاد يعرف لغته العربية".