سجالات بين موسكو ومينسك عشية انتخابات الرئاسة البيلاروسية

سجالات بين موسكو ومينسك عشية انتخابات الرئاسة البيلاروسية

05 اغسطس 2020
يواصل الرئيس البيلاروسي تصعيد لهجته تجاه موسكو (Getty)
+ الخط -
مع بقاء أيام معدودة على موعد انتخابات الرئاسة البيلاروسية المقرر إجراؤها يوم الأحد المقبل، يواصل الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، تصعيد لهجته تجاه موسكو التي دخلت العلاقات معها منعطفاً جديداً بعد توقيف 33 مواطناً روسياً في بيلاروسيا في الأسبوع الماضي للاشتباه بانتمائهم لشركة "فاغنر" العسكرية الخاصة.
وفي كلمته أمام البرلمان البيلاروسي أمس الثلاثاء، كذب لوكاشينكو الرواية الروسية عن أن بيلاروسيا كانت مجرد محطة عبور في طريق المرتزقة الموقوفين، مؤكداً "أننا لن نسلم البلاد لكم".
وأثارت تصريحات لوكاشينكو حفيظة موسكو التي أعربت على لسان المتحدثة  الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، عن عزمها الدفاع عن رعاياها، لافتة إلى أنه "لم يتم إثبات مسؤوليتهم"، وواصفة ما يجري حول الواقعة بأنه "مسرحية". 
وتتميز حملة الانتخابات البيلاروسية الحالية عن سابقتها بأنها تتزامن مع تزايد حدة الخلافات مع موسكو في العديد من الملفات بدأت بتنصل لوكاشينكو عن تعميق التكامل مع روسيا والخلافات حول أسعار النفط الروسي للمصافي البيلاروسية ووصولاً إلى الواقعة الأخيرة لتوقيف مرتزقة "فاغنر" واتهامهم بتدبير لأعمال الشغب.
ومع ذلك، اعتبر الصحافي المتخصص في السياسة البيلاروسية، أرتيوم شرايبمان، بموقع مركز "كارنيغي" في موسكو أن قصة توقيف المواطنين الروس، بصرف النظر عن تفسيراتها، تشكل ضربة للثقة بين الحليفين ستكون أقوى من أي خلافات بشأن النفط والغاز.
وفي مقال بعنوان "إجراءات تعزيز انعدام الثقة. ماذا يقف وراء توقيف عناصر (فاغنر) في بيلاروسيا"، ذكّر شرايبمان بأن الخطاب العام البيلاروسي سبق له أن تناول "نقل المقاتلين من الخارج" عشية الانتخابات الرئاسية في عامي 2006 و2010 وعشية موجة من الاحتجاجات في عام 2017، مرجعاً الأمر إلى هدفين، أولهما دفع قسم من الغاضبين للتفكير في أمانهم قبل التوجه إلى الميدان، وثانيهما إطلاق أيدي السلطة للاستخدام الاستباقي للقوة.
كما شكك كاتب المقال في رواية مينسك المشهود لها بـ"صناعة الأساطير ما قبل الانتخابات"، وواقعية إقامة فرقة من المرتزقة وصلت لتنفيذ عملية سرية، مجموعةً واحدة في نفس الفندق وارتدائهم زياً تمويهياً دون أي تستر، مرجحاً أن لوكاشينكو نفسه لا يصدق أن موسكو أرسلت المرتزقة لإسقاطه.
وخلص شرايبمان إلى أنه بصرف النظر عما هي الرواية الحقيقية، فإن الواقعة لن تمر دون أن تفاقم المشكلة الرئيسية في العلاقات بين موسكو ومينسك، وهي أزمة الثقة طويلة الأمد والتي انكشفت لأول مرة بين العسكريين والأجهزة الخاصة في البلدين وانعدام التنسيق بينهم.
ومن المقرر أن تجري انتخابات الرئاسة البيلاروسية يوم 9 أغسطس/آب الجاري، بمشاركة خمسة مرشحين، بمن فيهم لوكاشينكو نفسه ومنافسته الرئيسية، سفيتلانا تيخانوفسكايا، وهي حرم المدون سيرغي تيخانوفسكي الذي يواجه تهم الدعوات لأعمال العنف ضد أفراد الأمن.