أعلن مرصد الشمال لحقوق الإنسان بالمغرب، عن تسجيل ست حالات جديدة لشباب مغاربة التحقوا بجبهات القتال في سورية والعراق.
ويتعلق الأمر حسب تقرير المرصد الصادر أمس الخميس، بستة شباب ينحدرون من ولاية تطوان شمالي المغرب، التحقوا خلال شهر مارس/آذار المنصرم بتنظيم الدولة الإسلامية في الشام والعراق "داعش". ثلاثة منهم من أسرة واحدة، وشابان صديقان كانا يقطنان بمدينة مرتيل الشاطئية، وشاب سادس من مدينة المضيق القريبة.
وذكرت مصادر المرصد أن أعمار الشباب الستة تتراوح بين العشرين والثلاثين سنة، وغادروا للالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية عن طريق مطار الدار البيضاء الدولي.
وقال محمد بنعيسى، رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان في تصريح لـ"العربي الجديد" إن الشباب الستة المغادرين جندوا عن طريق خلايا استقطاب، تنشط بمدينة سبتة المحتلة من قبل إسبانيا، واصفاً إياها بأنها "الخلايا الأكثر استهدافاً للشباب المغاربة".
واعتمد المرصد في جمع معلوماته حسب بنعيسى، على مصادر شخصية لمواطنين من ولاية تطوان، وعلى معلومات جمعيات المجتمع المدني الناشطة في ولاية تطوان، وبالرجوع إلى المصادر الأمنية.
وعن الفئات الاجتماعية التي ينتمي إليها الشباب الستة، والشباب المغاربة المستقطبون بشكل عام من قبل تنظيم "داعش"، قال بنعيسى إنها "فئات هشة وفقيرة في سن الشباب". وفي هذا الإطار انتقد بنعيسى "الغياب شبه الكامل للدولة المغربية"، حسب تعبيره "في تأطير شباب هذه الفئات وحمايتها من استقطاب المتشددين دينياً عبر المجالس العلمية المحلية ووزارة الأوقاف"، كذلك انتقد "المبادرات المحتشمة للمجتمع المدني" بذات الخصوص.
وشدد بنعيسى على أنه يجب التمييز بين جيلين في ما يخص المتشددين دينياً، وهما "الجيل الأول المتأثر سوسيولوجياً بالحركة السلفية"، والجيل الثاني المستقطَب "نتيجة التهميش وارتفاع مستويات البطالة وتدني المستوى التعليمي، وغياب التأطير من قبل الدولة والأحزاب والمؤسسات، وهو الجيل الذي يسقط فريسة الفهم المغلوط للدين الإسلامي، ويسهل استقطابه من قبل داعش"، مشيراً إلى نجاح التنظيم في استقطاب شاب من تطوان كان إلى عهد قريب مغنياً وعازفاً موسيقياً "لم يجد الدعم والتأطير اللازمين".
وحسب بحث ميداني أنجزه مرصد الشمال لحقوق الإنسان أواخر سنة 2014، فإن "داعش" والخلايا الإرهابية تستقطب فئـة الشـباب ذات الخصوصيـات النفسـية والسـوسيولوجية، والذين لا تتجاوز أعمارهم الثلاثين سنة، إذ إن 74 في المائة منهم هم من فئة اجتماعية فقيرة تقطن أحياء هامشية، و23 في المائة منهم ينتمون إلى الطبقة المتوسطة.
ويشير البحث إلى أن العامل المادي مهم جداً في الانضمام إلى الخلايا والجماعات الإرهابية، لما تقدمه من وعود بالنعيم بعيداً عن الفقر الذي يعيشه الشباب، والأخطر من ذلك أن عدداً من عائلات هؤلاء الشباب، حسب مقابلات أجراها المرصد "باتت تنظر بعين الرضا إلى أوضاع أبنائها، بعد رؤيتهم صور الترف التي ينشرونها على مواقع التواصل الاجتماعية".
ويتوزع الشباب المغاربة المنضمون إلى تنظيم الدولة الإسلامية بالخصوص، إلى صنفين من مصادر القيادة والزعامة في سورية والعراق. الأول عسكري أظهر حسب تقرير مرصد الشمال لحقوق الإنسان "رباطة الجأش وقوة المواجهة والدفاع في المعارك العسكرية، ما أهلهم لاحتلال مكانة بارزة في القيادة العسكرية للتنظيم، أهمهم أبو عبد العزيز المحدالي (25 سنة) المعروف بأبو أسامة المغربي المنحدر من مدينة الفنيدق (بالشمال أيضا)".
أما الصنف الثاني، حسب التقرير، برز كوجه إعلامي "من خلال توظيفه المتميز لوسائل الإعلام المختلفة وعلى رأسها المواقع الإخبارية الإلكترونية، مكنته من التقرب من قيادة تنظيم أبو بكر البغدادي، أهمهم أشرف أجويد، المعروف حركياً بأشرف الأندلسي القرشي الحسيني، والمنحدر من مدينة المضيق (بالشمال كذلك)".
وتحاول الدولة المغربية عبر أجهزتها الأمنية، وعبر التعاون والتنسيق مع الأجهزة الأمنية الإسبانية، التحكم في تدفق الشباب المغاربة نحو تنظيم الدولة الإسلامية والجماعات الإرهابية، وهو التعاون الذي نجح في تفكيك خلايا، فيما نجحت الأجهزة الأمنية المغربية ما بين سنوات 2002 و2015 في تفكيك 132 خلية إرهابية.
اقرأ أيضاً: قانون مغربي يُجرّم التحرش وسبّ الذات الإلهية