سباق ناطحات السحاب يعود مجدداً إلى لندن

سباق ناطحات السحاب يعود مجدداً إلى لندن

21 يوليو 2015
ناطحة السحاب "شارد" الأطول في أوروبا (Getty)
+ الخط -
سباق الناطحات عاد مجدداً إلى لندن، بعد توقف دام لثلاث سنوات سيطرت فيه بناية (ذي شارد) على أفق عاصمة الضباب. حيث منحت بلدية لندن في منتصف يونيو/حزيران الماضي الضوء الأخضر، لتصميم أطول ناطحة سحاب في قلب الحي المالي البريطاني أو ما يطلق عليه ( سكوير مايل)، وتحديداً في شارع (بيشوب غيت) الذي يبعد أمتاراً قليلة من محطة ليفربول ستريت. 
وهو نفس الموقع الذي بدأت فيه مجموعة الاستثمار العربية (آراب إنفستمنت) المكونة من تجمع سعودي كويتي إنشاء بناية (ذي بينكال) المكونة من 63 طابقاً، ولكن المجموعة لم تكمل البناية، وتوقفت في الطابق التاسع في العام 2012، بسبب انطفاء الفورة العقارية في أعقاب أزمة المال العالمية. وخلال العام الماضي تمكنت مجموعة أكسا الاستثمارية التي يرأسها المستثمر العقاري سير ستيورات ليبتون من شراء الموقع من المجموعة السعودية الكويتية، مقابل 300 مليون جنيه إسترليني(حوالى 450 مليون دولار).
ومنذ أن اختفت قبة كاتدرائية "سانت بولس" التي كانت تزين أفق سماء لندن في اللوحات الجدارية وصور حي السيتي، لتأخذ مكانها ناطحة سحاب "غيركن" على هيئة بيضة الرخّ في شارع (آكس ستريت) بالقرب من محطة ليفربول ستريت، شهدت مدينة لندن مجموعة من البنايات الشاهقة، كان آخرها بناية "ذي شارد" التي تعد ناطحة السحاب الأطول في أوروبا.
وعلى الرغم من أن بناية "غيركن" جميلة معمارياً إلى حد ما، إلا أنها ستختفي تدريجياً من أفق لندن عند اكتمال ناطحة السحاب الجديدة (ذي بينكال) التي ستكون أطول من بناية (ذي شارد) وستشاركها في أفق لندن عند اكتمالها في العام 2018 . وتتكون البناية الجديدة من 62 طابقاً وبمساحة إجمالية تصل إلى 1.3 مليون قدم مكعبة، وستتمكن من استضافة 12 ألف شخص، فيما تبلغ مساحة معظم الطوابق 20 ألف قدم مربعة.
وبالتالي ستكون إضافة جديدة للمساحات المكتبية في حي المال البريطاني الذي يمثل ملاذاً آمناً للمستثمرين في العقارات التجارية، حيث لا يقل العائد الاستثماري فيه عن 5.0% حتى في أوقات الركود.
ووسط فورة الإنشاءات الجنونية، التي يغذيها مليارديرات العالم الباحثون عن الاستثمارات الآمنة والربح السريع، يقول عقاريون إن هنالك مئات ناطحات السحاب التي ستنشأ في لندن خلال السنوات المقبلة، لتتحول العاصمة البريطانية، تدريجياً، إلى مدينة أشبه بجزيرة مانهاتن أو سنغافورة أو حتى هونغ كونغ. وهذا ما يخشاه العديد من سكان بريطانيا.
وتشير إحصائيات بلدية لندن الصادرة في نهاية العام الماضي، إلى أن هنالك 236 ناطحة سحاب ستنشأ في لندن خلال الأعوام المقبلة، بعضها أجازته بلدية لندن ويجري تنفيذه، والآخر تحت الدراسة وربما يجاز قريباً.
من بين هذه الناطحات 189 بناية مخططة للسكن، لا يقل ارتفاع أي منها عن 20 طابقاً، و13 بناية مختلطة تجمع بين الشقق السكنية والمكاتب، وربما المحال التجارية والفنادق. كما أن من بينها 18 بناية مكتبية.
وتشير الخطط المعمارية التي سلمت إلى بلدية لندن حتى نهاية العام الماضي إلى أن 22 ناطحة سحاب من هذه البنايات سيفوق ارتفاعها 50 طابقاً. يذكر أن عمارة "ذي شارد" التي اكتملت قبل عامين على الجانب الآخر من معبر لندن بريدج، والمواجهة لحي السيتي من الجانب الآخر لضفاف نهر "تايمز"، تعد حتى الآن أعلى بناية في لندن وفي أوروبا. ولمقارنة هذه الطفرة العمرانية التي تشهدها لندن، بما كانت عليه العاصمة في السابق، فإن عمارة "تيرليك تاور" التي بناها المعماري ايرنو غولد فينغر في العام 1972 كانت أطول عمارة في أوروبا، ولكن ارتفاعها لم يتعد 31 طابقاً.

اقرأ أيضا: فورة جنونية تحول لندن لغابة من ناطحات السحاب

دلالات

المساهمون