سباق "الكتلة الكبرى" ببغداد: ماكغورك مهدد بالإقالة بحال الفشل

سباق "الكتلة الكبرى" في بغداد: ماكغورك مهدد بالإقالة إذا لم ينجح

30 اغسطس 2018
مهمة ماكغورك صعبة للغاية (Getty)
+ الخط -
في وقت يترقب فيه العراقيون الإعلان عن الكتلة الأكثر عدداً لتشكيل الحكومة الجديدة بنسختها السادسة منذ الاحتلال الأميركي للبلاد عام 2003، تدور بالتزامن تحركات أميركية مواكبة لتشكيل الحكومة.

ووصف مسؤول عراقي بارز في بغداد التحركات الأميركية، التي تدور منذ أسابيع، قائلاً "بالتأكيد إنهم يشعرون بالإرهاق، لكن الأميركيين هذه المرة مهتمون جداً بملف تشكيل الحكومة العراقية ويريدون ألا تكون بلمسات إيرانية"، مبيناً "أنهم يمتلكون أوراقا كثيرة لكنهم في الوقت ذاته تأكدوا من أن لدى إيران أوراقاً أكثر في العراق بملفات رئيسة، ليست السياسية وحدها بل الأمن والاقتصاد".

ويترقب العراقيون خلال الساعات المقبلة الإعلان عن الكتلة الأكثر عدداً لتشكيل الحكومة الجديدة بنسختها السادسة منذ الاحتلال الأميركي للبلاد عام 2003.

ووفقاً لقيادات سياسية عراقية من المقرر أن يعقد ممثلون عن تحالفات "النصر" و"سائرون" و"الحكمة" و"الوطنية" اجتماعاً في بغداد هو الثالث من نوعه في غضون أقل من 48 ساعة لمناقشة الإعلان عن "الكتلة الكبرى" وسط تسريبات تؤكد حسم حزب "الحل" أو ما بات يعرف بتحالف "الكرابلة"، أحد أبرز الأحزاب السنية خيارهم في الانضمام إلى معسكر حيدر العبادي ـ مقتدى الصدر وهو ما يؤشر إلى وجود خلافات حادة داخل البيت السني ليس على مستوى اسم مرشحهم الموحد لرئاسة البرلمان بل حول وجهتهم النهائية بالتحالف مع المعسكر الذي يتزعمه نوري المالكي و"الحشد الشعبي" أو الآخر المدعوم من الولايات المتحدة الأميركية.


ولم يبقَ على جلسة البرلمان سوى ثلاثة أيام فقط ولم تحسم أي من الكتل السياسية قرارها في إعلان التحالفات التي من المفترض أن تنجز قبل دخول النواب للبرلمان وترديدهم للقسم الدستوري.

وفي هذا السياق، قال وزير عراقي لـ"العربي الجديد"، إن المبعوث الأميركي بريت ماكغورك والسفير الأميركي لدى العراق دوغلاس سيليمان سيقالان من قبل الرئيس دونالد ترامب في حال فشلا بالمهمة الموكلة إليهما، ولذلك هم يضغطون باتجاه الكتل السياسية لإنضاج الحكومة وهذا ما سمعناه من أكثر من طرف".

وبحسب الوزير، فإنّ "مسؤولين في واشنطن أجروا خلال الساعات الماضية لقاءات مع مسؤولين عراقيين من بينهم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الذي تواصل مع الأكراد للضغط عليهم باتجاه الذهاب إلى تحالف مع حيدر العبادي ودعمه.

وعن جهود الوفد الأميركي، قال "هناك جهود حثيثة إذ تعقد خمسة اجتماعات في يوم واحد ويتم السفر بين بغداد وأربيل مرتين أو ثلاثة في اليوم للقاء الزعامات السياسية"، واصفاً الأمر "بالمتعب جداً، لماكغورك وطاقم كبير من مساعديه الذين يعملون منذ ثلاثة أسابيع متواصلة على تشكيل محور سياسي واسع أقل تجاوباً مع الأجندة الإيرانية في العراق ويحظى بشيء من الاستقلالية، بهدف تشكيل الحكومة الجديدة".

وتابع أنه "على رغم من ذلك فالإيرانيون لديهم أوراق ضغط كبيرة على كل الكتل السياسية ويمتلكون خيوطا بالأمن والاقتصاد"، مبيناً أن "ذلك لم يفاجئ الأميركيين لكنهم لمسوه أو جربوه اليوم".

في شأن متصل، قال القيادي بائتلاف "دولة القانون" منصور البعيجي، إن "الولايات المتحدة بدأت تدفع باتجاه حكومة الطوارئ في حال فشلت بحسم الكتلة الأكبر لصالحها".

وأضاف البعيجي، في بيان نشرته وسائل إعلام محلية، أنّ "ائتلاف دولة القانون وتحالف الفتح مع جزء من النصر إضافة إلى تحالف المحور والحزبيين الكرديين حسما أمر تشكيل الكتلة الأكبر، والآن نحن بطور جمع الأسماء والتواقيع من أجل إعلان الكتلة الأكبر خلال الساعات المقبلة".

ورأى أن "الولايات المتحدة الأميركية وبعد أن تأكدت من حسم الكتلة الأكبر بدأت تدفع باتجاه حكومة طوارئ لمدة عامين"، محذراً من "المؤامرة التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية والتي تهدف إلى تدمير البلد"، على حد قوله.

وأصدر الرئيس العراقي فؤاد معصوم، الاثنين الماضي، مرسوماً دعا فيه البرلمان الجديد للانعقاد الأسبوع المقبل على أن يترأس الجلسة أكبر الأعضاء سناً.

من جهته، أصدر، تحالف المحور الوطني (سني)، بياناً، قال فيه إنه أكّد لمبعوث الرئيس الأميركي لشؤون التحالف الدولي، بريت ماكغورك، تقاربه مع الشركاء القادرين على الالتزام بتنفيذ أولوياته".

وجاء في بيان التحالف أن "التحالف بحث مع بريت ماكغورك، جهود تشكيل الكتلة الأكبر وأولويات الحكومة العراقية الجديدة، وجرى خلال اللقاء بحث المستجدات السياسية على الصعيدين المحلي والإقليمي".

وأضاف البيان أن "تحالف المحور الوطني، استعرض جهود الكتل السياسية وتفاهماتها حول ملف تشكيل الكتلة البرلمانية الأكثر عدداً، وأولوية برنامج الحكومة الجديدة، ومساعي الوصول إلى رؤية موحدة حول اهتمامات البرنامج الحكومي وآليات اختيار الرئاسات الثلاث وشكل الكابينة الوزارية الجديدة القادرة على تلبية احتياجات الشعب العراقي".



وأثنى تحالف المحور الوطني، وفقاً للبيان، على "اهتمام الإدارة الأميركية في تعزيز المسار الديمقراطي في العراق وتقريب وجهات النظر بين الكتل السياسية الفائزة بالانتخابات".

وتابع "ندعم جهودها للوصول إلى اتفاق في الإسراع بتشكيل حكومة تضم جميع الشركاء دون إقصاء أو تهميش أي طرف من الأطراف السياسية القادرة على معالجة التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية التي يواجهها العراق والتي تحتاج توافقاً في الرؤى وتكاملاً في الأداء ومسؤولية تضامنية بين الجميع، وبما يساهم في دعم مشروع بناء الدولة".

وأضاف"أولوياتنا في المرحلة المقبلة تستلزم منا ضمان استحقاقات جمهورنا والتقارب مع الشركاء القادرين على الالتزام بتنفيذها وبضمانات مكتوبة وبجداول زمنية محددة، وهو معيارنا في التقارب أو الانضمام للمرحلة المقبلة".

المساهمون