سباحة لبنانية بنهر تفتح نقاشاً افتراضياً حول الدين والتقاليد

سباحة لبنانية في نهر تفتح نقاشاً افتراضياً حول الدين والتقاليد

08 يونيو 2020
في عربصاليم (تويتر)
+ الخط -
تجتاح وسائل التواصل الاجتماعي منذ يوم أمس الأحد حملة تحريضية ضدّ شابة لبنانية انتشرت صورة لها وهي تسبح في نهر الخرخار (قضاء النبطية، جنوبي لبنان)، ومعها كلبها، وصلت إلى حدّ التهجّم عليها من بوابة الدين والسياسة أيضاً.
وعمد شخص يدعى علي محمد حمادي إلى نشر صورة الشابة، علماً أنها تعود إلى أكثر من شهر، وعلّق عليها بالقول: "هيدي مش ثقافتنا، يجب احترام دماء المجاهدين. نحن لا نفرض على أي أحد بالقوة، لكن هذا الأحد يجب عليه احترام حرمة ديننا ومعتقدنا".
وأعادت الشابة، نداء حمزة، نشر تعليق علي، وردّت عليه من خلال صفحتها عبر "فيسبوك"، ويمكن من خلال زيارة سريعة لصفحة الشابة ملاحظة حبها للطبيعة وممارستها باستمرار هواية التنزه واستكشاف جمال لبنان الأخضر، وكتبت: "أول شي ما بعرف ليش عم يصبحوا بعضن بصورتي الشباب.. مش مهم. المهم انو نتّفق ع ليش الحاج كتير انهار بس شاف الصورة. بركي لان بيعتبر الجنوب إلو ولازم الكل يمشي متل ما هوّي بدّو؟ أو عندو فوبيا من الكلاب... او الكتاف مثلاً، او يمكن ثقافتو ما بتسمح لبنت تنزل تسبح.. بس انا بحس انو ما عاجبو ثقافتي.. انو ليش بدّي اعمل هايك وانزل بس اوصل اسبح وفل وما اترك زبالة بالطبيعة يمكن كان لازم اترك زبالتي هونيك وكسّر قناني القزاز عالصخر. يمكن هيك شي بيشبه ثقافتكن اكتر.. وبعد سؤال، شو خص دماء المجاهدين ودينك ومعتقدك يا حاج ما كون عم بسبح عندك عالبرندا ومش عارفي!!...".

بدورها، نشرت صفحة "أخبار عربصاليم" عبر "فيسبوك" صورتين تظهران وجود مشروبات روحية (بيرة) خلال نزهة على ضفاف النهر، مستنكرةً توافد المواطنين من خارج البلدة إلى المكان، حيث "عمد البعض منهم إلى شرب المشروبات الكحولية ورميها على ضفاف النهر" على حد قول الصفحة التي تمنّت على "الضيوف الكرام مراعاة الضوابط الاجتماعية والدينية في البلدة وعدم اصطحاب المشروبات الكحولية والالتفات إلى موضوع اللباس لأن حريتهم الشخصية التي نحترم تتعارض مع عاداتنا وأعرافنا خصوصاً في هذه الأرض التي وطئتها أقدام المجاهدين وارتوت بدماء الشهداء".
سريعاً، تحولت ساحتا "تويتر" و"فيسبوك" إلى مكان للنقاش في هذا الموضوع، وانقسمت الآراء بين معارض لطريقة نشر صور الشابة والتداول بها على نطاق واسع وكأنها ارتكبت جريمة السباحة بلباس البحر أو مجزرة بحق المنطقة وأهلها، وبين من يعتبر أنّ للمنطقة "هويتها الطائفية والمذهبية والحزبية وتشددها لناحية اللباس" وتحريمها لتناول المشروبات الروحية، وعلى الزائر أن "يحترم تقاليدها" ويمارس هواياته في منطقة أخرى. 
وكتبت الناشطة والصحافية روى سابا عبر "تويتر": "فيه حملة بلّشت مبارح ضد صبية صديقتنا على فيسبوك بتحب الهايكينغ كيف سبحت بنهر الخرخار وضدّ ناس شربوا بيرة حدّ النهر. صفحة باسم اخبار عربصاليم دعت لمراعاة الضوابط الدينية، لأنه هذه الأرض قدمت شهداء. ومثل ما منعرف لولا هذه الدماء كانت داعش اجت لينا ومنعتنا نسبح بالنهر".
فيما نشر الناشط مهدي نجم صوراً لمشهد جبل النفايات في البلدة وسأل: "ديننا وتقاليدنا بتسمح بهيك مظاهر؟ خلصنا بقا خفوها شوي".





المساهمون