سامر رضوان: الحرب أجبرت فنانين سوريين على الاستدانة

سامر رضوان: الحرب أجبرت فنانين سوريين على الاستدانة

19 ديسمبر 2014
سامر رضوان: فنانون شاركوا في أعمال لا تليق بتاريخهم(أرشيف/Getty)
+ الخط -
قال الكاتب السوري سامر رضوان إن خسائر الحرب السورية لا تقتصر على الاقتصاد، وإن فنانين شاركوا في أعمال لا تليق بتاريخهم، مشيرا إلى أن الحرب أجبرت فنانين سوريين على الاستدانة لتغطية جزء من نفقاتهم اليومية.
وإلى نص المقابلة:

* عارض سامر رضوان النظام السوري فكيف انعكس ذلك على حياتك المعيشية؟
صراحة لست من المتطلبين في الحياة ولم يكن حلمي يوماً مالياً، لذا لم أخزّن بالذاكرة أحداث ضائقات مالية بقدر ما خزّنت أحداثاً إنسانية ومواقف أخلاقية، ولا أريد أن أبدو شكاءً، لأن مسعانا في سورية حرية وكرامة ووطن، رغم أني تأثرت اقتصادياً واستدنت من بعض الأصدقاء بعد هروبي من دمشق.

* كم من الوقت أسعفتك مدخراتك بعد معارضتك للنظام وتنقلك في بلدان عربية؟
كلنا تأثرنا.. ولولا حفنة صغيرة من المدخرات لأصبحنا في وضع يستحق الشفقة، ولا أتحدث عني فقط، بل عن عدد من الأسماء المحترمة التي قررت الابتعاد عن مؤسسات النظام والخروج إلى مكان يقيها شر الأذية، وهنا لا بد من تعقيب صغير حول مصطلح معارضة، في سورية لا معنى لهذا المصطلح لأن وجوده بحاجة إلى مستلزمات. ما فعلناه وما فعله خصومنا هو موقف أخلاقي من الزاوية التي نرى فيها الأشياء وليس موقفاً سياسياً. المعارضة هي اتجاه سياسي معرفي وليست خصومة أخلاقية.

* مدخراتك في البنوك هل هي بعملات أجنبية أم بالليرة السورية وهل تتعامل بالفيزا كارد؟
"ضاحكاً" أي مدخرات يا صديقي وأي فيزا وماستر كارد... اتركها لله.

* هل وصل الحال بالفنانين إلى التنازل عما كانوا يعتبرونه خطاً أحمر، فشاركوا في أعمال كرمى "بدنا نعيش".
- من دون شك. ولا أستطيع أن أعتب على أي من الأسماء الكبيرة التي لم تقدم ما يناسب حجم تاريخها، فالظرف العام حتم عليها دخول أماكن لا تليق بها. وأتصور أن لا مجال لتصحيح هذا الوضع ما لم تتم تسوية سياسية تعيد للدراما ألقها وسمعتها.

* استشف سامر رضوان الثورة قبل أن تقع عبر "الولادة من الخاصرة" أم تراه أرّخها؟
لا أحد فينا يشتهي أن يتحدث عما فكر فيه لحظة التأليف، لأنه - إذا فعل - يكون ركن من أركان التلقّي ناقصاً منك ومن تنظيرك، وبالتالي فإن فعل الكتابة لم يأخذ مداه ولم توفق بشكل نهائي لما أردت.

* هل كتبت "سيناريوهات" بعد الثورة؟
نعم اشتغلت على أكثر من عمل لكن بتوجه مختلف، وبصحوة تناسب التلفزيون بعد أن تحررت من أوهامي تجاهه.

* هل طلبت شركات إنتاج نصاً منك، وكيف تنظر للعمل مع الأشقاء، خصوصاً المصريين، هل يأخذ الفنان السوري حقه؟
لم تتوقف المفاوضات معي على إنجاز مسلسل تلفزيوني طوال السنتين الماضيتين، لكن كثيرين يرون الشروط التي أضعها لإتمام هذا الاتفاق قاسية ولا تناسب وجهة نظرهم عن دور كاتب الدراما التلفزيونية، فقد جرت العادة أن يستقدم نص لكاتب لقاء مبلغ مالي، على أن يجلس بعدها منتظراً نتيجة عمله مثله مثل أي مشاهد لا علاقة له بالصناعة لا من قريب ولا من بعيد. وهذا ما لا أرضاه لي ولا لغيري من الزملاء، فأنا شريك في الصناعة بكل ما فيها، ورأيي الفني ينبغي أن يؤخذ في الحسبان، وعندما لا أجد شركة تعي هذا الفهم للتعاون ولروح الفريق في الإنجاز، أفضّل الغياب على أن أحضر كمتفرج .

* هل فكرتم، ككتّاب، في تأريخ الثورة درامياً أو شعرياً أو روائياً، وما سبب غياب العمل الفني السوري خلال الثورة، أقصد من المعارضين؟
- أعترض على فكرة التأريخ داخل الفن بشكل مطلق، فالتأريخ له مواضع أخرى. أنا مع الارتطام بالحدث وتشكيل وجهة نظر فنية عنه وليس أكثر من ذلك. شعرياً أفعل ما تتفضل بالسؤال عنه من وجهة نظر ليست تاريخية، أما درامياً فقد دخلت وحل السعار السياسي وأحسست أن ما نالني يكفيني. وكل من سيدخل سيناله ما نلت وإن بدرجة أقل، لأنني تلقيت الصفعة أولاً، أما لماذا يغيب العمل الفني المعارض؟ فلا أتصور أن هذا الرأي دقيق، فالعمل الثوري لا يرى بعين واحدة كما يتصور البعض وكما يريد مستجدو العمل السياسي والنضالي، فلو راجعت السنوات الماضية وما أنتج فيها، ربما سيكون للمتفحص العارف رأي آخر.

المساهمون