ساركوزي: أولمرت شعر بأنه لا يملك دعماً للمضي بمشروع التسوية

ساركوزي: أولمرت شعر بأنه لا يملك دعماً للمضي بمشروع التسوية

29 يوليو 2020
عقد ساركوزي في يوليو 2008 لقاءً مع أولمرت وعباس (Getty)
+ الخط -

قال الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي إن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت لم يحرص على المضي قدماً في تطبيق خطته لتسوية الصراع مع الفلسطينيين لأنه شعر بأنه سيخسر الانتخابات التي جرت في 2009، والتي أفضت نتائجها إلى تشكيل ائتلاف يميني بقيادة رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو.

ونقلت صحيفة "معاريف" عن ساركوزي قوله في كتاب مذكراته الصادر حديثاً بعنوان "زمن العواصف"، إن أولمرت أبلغه عندما زار تل أبيب في يونيو/حزيران 2012 أنه كان "مستعداً للذهاب بعيداً" باتجاه الفلسطينيين، مستدركاً بالقول "لكن هذا كان متأخراً جداً، حيث اقتربت الانتخابات التي كان من المتوقع أن تحقق فيها المعارضة انتصاراً كاسحاً، فلم يكن لديه الوقت والشرعية السياسية لمواصلة تسويق خطته"، على حدّ تعبير ساركوزي.

وأشار ساركوزي إلى أنه بادر إلى تنظيم لقاء ثلاثي جمعه بكلّ من أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس على هامش قمة "اتحاد البحر المتوسط" التي عقدت في يوليو/تموز 2008، حيث أعلن أولمرت بعد انتهاء اللقاء أن "إسرائيل والفلسطينيين لم يكونا أقرب للسلام أكثر مما هي عليه الأمور الآن". ولفت إلى أن القمة، التي شارك فيها رئيس النظام السوري بشار الأسد، اكتفت في ختام اجتماعها بإعلان "دعم عملية السلام".

وبحسب ساركوزي، فإن الإنجاز الذي نجم عن اللقاء الثلاثي تمثل في مجرد عقده، منتقداً خلفه فرانسوا هولاند لأنه لم يواصل الجهود التي بذلها في هذا الشأن.

وبحسب "معاريف"، فإن ساركوزي عبّر في كتابه عن إعجابه بالرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيريز، مبدياً أسفه لأن القائمين على مراسيم دفن بيريز لم يسمحوا لقادة أوروبا بإلقاء كلمات في الجنازة، على غرار الرئيسين الأميركيين السابقين بيل كلنتون وباراك أوباما.

وتنسف الرواية التي طرحها ساركوزي في كتابه مزاعم اليمين الإسرائيلي، وتحديداً رئيس الوزراء الحالي نتنياهو، بأن الفلسطينيين هم الذين أهدروا فرصة التوصل لتسوية الصراع برفضهم مشروع التسوية، الذي عرضه عليهم أولمرت.

ويشار إلى أن مشروع أولمرت للتسوية، الذي لم يكن يؤمن بأنه يحوز على دعم إسرائيلي داخلي، نصّ على تدشين دولة فلسطينية في مساحة تعادل مساحة الضفة الغربية "تقريباً"، من دون القدس الشرقية، إلى جانب تبادل أراضٍ تسمح لإسرائيل بضم 3-6% من مساحة الضفة الغربية، بحيث تشمل هذه المساحة الكتل الاستيطانية الكبرى، مقابل حصول الفلسطينيين على مساحة 327 كيلومتراً مربعاً من "الأراضي الإسرائيلية"، وهو ما يعادل 5.8% من مساحة الضفة.

المساهمون