زيارة قائد الجيش الأميركي إلى تل أبيب: مشاورات لمواجهة التهديدات الإيرانية
قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية الناطقة بالإنكليزية، أمس الأحد، إن الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية مارك ميلي إلى تل أبيب الجمعة الماضي جاءت في إطار المشاورات الأميركية الإسرائيلية لمواجهة التهديدات الإيرانية.
وقارنت الصحيفة في تقرير أعدته مراسلتها للشؤون العسكرية آنا أهرون حاييم، بين الزيارة التي قام بها ميلي، والتي تُعدّ نادرة في ظل حدوث جائحة عالمية، وبين الزيارة التي قام بها سلفه مارتن ديمبسي إلى تل أبيب في عام 2012، والتي جاءت حينها في إطار تحركات مكثفة قامت بها إدارة الرئيس السابق باراك أوباما لثني إسرائيل عن توجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية. ولفتت إلى أن الزيارة التي قام بها ميلي، جاءت في ظل التفجيرات الغامضة التي تستهدف مرافق نووية وبنى تحتية حيوية داخل إيران، مشيرة إلى أن الزيارة تُعدّ نادرة، على اعتبار أن رؤساء أركان الجيش الأميركي يزورون إسرائيل في أوقات متباعدة، منوهة إلى أن جولة ميلي اقتصرت على إسرائيل فقط.
جاءت الزيارة التي قام بها ميلي في ظل التفجيرات الغامضة التي تستهدف مرافق نووية وبنى تحتية حيوية داخل إيران
وأشارت إلى أن زيارة ميلي جاءت في ظل حملة الاحتجاجات الجماهيرية في إسرائيل على سياسات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وفشل حكومته في مواجهة انتشار كورونا، وما أعقبه من تدهور في الأوضاع الاقتصادية، وهو ما قد يقلص من فرصه بالفوز في الانتخابات المقبلة. وتساءلت الصحيفة: "هل نتنياهو معني باستغلال الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها إيران، والتي تفاقمت بسبب تداعيات كورونا؟ وهل جاءت زيارة ميلي لمناقشة الهجمات الغامضة التي تتواصل، سواء كانت سيبرانية أو غير سيبرانية؟".
وأشارت إلى أن ميلي لم يكتف بلقاء نظيره الإسرائيلي أفيف كوخافي ووزير الأمن بني غانتس ورئيس "الموساد" يوسي كوهين، بل حرص على عقد لقاء مع نتنياهو عبر تقنية "الفيديو كونفرنس"، وقيل إن هذه اللقاءات جاءت لبحث سبل مواجهة التهديدات التي تمثلها إيران وعدد من التحديات الأمنية التي تواجه الإقليم.
وتساءلت الصحيفة عما إذا كانت الولايات المتحدة، وليس إسرائيل فقط، ترى أن الأوضاع التي تشهدها إيران تمثل فرصة للعمل ضدها يتوجب عدم تفويتها. وخلصت إلى أن الصيف سيحمل في طياته الإجابات عن الأسئلة المتعلقة بزيارة ميلي، مضيفة أن هذا الصيف الساخن يمكن أن يصبح أكثر سخونة.
وأعادت للأذهان حقيقة أن المشروعين النووي والصاروخي لإيران يقعان على رأس أولويات إسرائيل، وهو ما جعلها هدفاً لعدد كبير من العمليات التي نفذها جهاز "الموساد"، مشيرة إلى أن كلاً من واشنطن وتل أبيب تعاونتا لضرب إيران، لا سيما عبر هجمات سيبرانية.
وأشارت إلى أن الهجوم السيبراني الذي شنته إسرائيل والولايات المتحدة على المنشآت النووية الإيرانية في 2010 باستخدام فيروس "ستكسنت" أدى إلى اتلاف 1000 جهاز طرد مركزي تستخدم في تخصيب اليورانيوم.