أصبح اسم "محمد" أكثر تداولاً وانتشاراً بشكل إيجابي في أوساط كرة القدم الإسبانية بين المشجعين ووسائل الإعلام هذا الموسم، واكتسب شعبية كبيرة وخاصة في مدينة "فيغو"، وهو ما يصب في مصلحة الجاليات المسلمة ببلاد الأندلس.
ويرجع السبب إلى تواصل نجاحات المدرب "أنطونيو محمد" مدرب سيلتا فيغو المحبوب، الذي حقق انطلاقة رائعة في موسمه الأول مع الفريق، بتحقيق فوزين وتعادل في أول ثلاث جولات في الليغا.
وينادي الصحافيون والمشجعون هذا المدرب المعروف بحماسته الشديدة بـ "محمد" ولقبه "التركي"، فهو في الواقع يحمل الجنسية الأرجنتينية وولد في بوينوس آيرس عام 1970، لكنه ينحدر من أسرة عربية هاجرت قديماً إلى البلد اللاتيني.
وأصر محمد على الاحتفاظ باسمه رغم تغير نطقه في اللهجة الإسبانية إلى "ماوماد" أو "مخمد" ويصحح نطق اسمه دائما للصحافة، رغم أن هذا الاسم يسبب له مشاكل وخاصة حين السفر إلى الولايات المتحدة كما اعترف بنفسه، إذ يخضع لتحقيقات شديدة بسبب هويته الإسلامية.
وعرف محمد بشخصيته المرحة حين كان لاعباً في فريق توروس نيزا المكسيكي، وكان يلجأ لحيل مبتكرة وطريفة قبل المباريات عند التقاط الصور التذكارية، مثل وضع شعر مستعار على رأسه أو ارتداء أقنعة، أو صبغ شعره بلون غريب أو ارتداء قبعة، وكان أول لاعب في المكسيك يرتدي حذاءً ملوناً بغير اللون الأسود.
وبفضل شخصيته القيادية وشعبيته الجارفة في الفريق، كان الجمهور يرفع لافتة "كلنا محمد" في المدرجات. واحتفظ بهذه الشخصية مع اتجاهه للعمل بالتدريب، كما أنه صديق شخصي مقرب من دييغو سيميوني، مدرب أتلتيكو مدريد الحالي، ونجح في التفوق على صديقه في مباراة هذا الموسم.
ورغم حماسته وعصبيته أحياناً في الملعب، يمتاز محمد بشخصية حساسة وعاطفية وخاصة أنه تأثر بعد وفاة نجله "فريد"، وعادة ما يطلب من اللاعبين تذكر ابنه الراحل والصلاة لأجله، ولا سيما بعد الانتصارات.
واكتسب محمد الاحترام سريعاً في إسبانيا، بعدما حقق أفضل انطلاقة للدوري مع سيلتا منذ 15 عاماً، وألحق بأتلتيكو سيميوني أول هزيمة له هذا الموسم. ويأمل المشجعون أن يقودهم لتحقيق حلم التأهل لدوري أبطال أوروبا.
— Causerie (@causeriemag) September 14, 2018
|