زها حديد.. وداعاً سيدة العمارة

زها حديد.. وداعاً سيدة العمارة

31 مارس 2016
(1950 - 2016) تصوير: ساندر بليدج
+ الخط -

رحلت الفنانة المعمارية العراقية البريطانية زها حديد، صباح اليوم الخميس، إثر نوبة قلبية في مستشفى ميامي، حيث كانت أُدخلت إليه منذ أيام لتلقّي العلاج من التهاب رئوي.

انتهت سيرة حديد اليوم (1950 - 2016)، بينما تواصل موجوداتها المعمارية حياتها في شمال العالم وشرقه وغربه، من روسيا إلى الصين وحتى نيويورك وبريطانيا، مبانٍ وأبراج وملاعب ومتاحف ويخوت وأعمال فنية. تشبه هذه العلامات أو المقولات البصرية شخصيتها؛ قوية وخارجة من واقع وعليه، عوالم مستقبلية الطابع وثائرة، تبدو في جفاء مع محيطها وأكثر انسجاماً مع الأفق، وقريبة من الرغبة في إحداث جرح بصري أنثوي في الجغرافيا.

تأثّرت حديد بأعمال الفنان الروسي مالييفتش، وانتمت في خطوطها إلى المدرسة التفكيكية في الفن، متأثّرة بالمدرسة السوبرماتية "التفوّقية" والبنائية الروسية في بداياتها في السبعينيات، حين كانت طالبة المعماري اليوناني إيليا زنغليس، والهولندي رم كولهاس، في "الجمعية المعمارية البريطانية" (1977)، قبل أن يصبحا شركاء لاحقاً. وتعمل في الوقت نفسه أستاذة في "الجمعية المعمارية البريطانية" لمدة 13 عاماً بعد تخرّجها، والتي وصفتها بالسنوات المؤثّرة.

لم تكن حديد ترى في ضرورة التفكير في المعمار على نحو مستطيل، بل كتكوين انفجاري، وحين كانت تقول لرفاقها "أريد فضاءً يثور من الأرض"، كانوا يعتقدون بشاعرية أفكارها وبعدها عن الواقع، لكن زها المرأة هي فقط التي كانت تفهم واقعية ولادة الفضاء من الأرض، وهي الوحيدة التي استطاعت أن تحوّل هذا إلى واقع ناجح وحقيقة على مدّ البصر.

حصلت حديد على أرفع الجوائز المعمارية التي ظلّت حكراً على الرجال، كان آخرها الميدالية الذهبية للعمارة لعام 2016 والتي قدّمها إليها "المعهد الملكي البريطاني للهندسة المعمارية"، وكانت أول امرأة تحصل عليها، ونالت كذلك جائزة "بريتزكر" في مجال الهندسة والتصميم المعماري، والتي تعادل في قيمتها المعنوية والتاريخية جائزة نوبل، وكانت أول امرأة وأصغر من يفوز بها عام 2004.

لها 33 مشروعاً منجزاً في أنحاء العالم، ومشاريع مفاهيمية فنية وأخرى إنشائية ضخمة لم تنتهِ بعد مثل "ستاد قطر لكأس العالم" في الدوحة، و"برج الدومنيون" في موسكو، و"متحف الفن المعاصر" في كاغيليري الإيطالية، ومن أبرز آثارها المعمارية: "متحف فن القرن الواحد والعشرين" في روما، و"غوانغزو أوبرا هاوس" في الصين، و"جسر أبو ظبي" في الإمارات، وبرج "سيتي لايف" في ميلانو، و"مركز الرياضات المائية الأولمبية" في لندن، و"مركز حيدر عليف" في أذربيجان، و"مركز العلوم في ولسبورج"، ومحطّة قطار "ستراسبورج" في ألمانيا، و"مركز روزنثال للفن المعاصر" في سينسيناتي الأميركية.

بالتقليب في تاريخ الفن والعمارة، لن تجد الكثير من النساء اللواتي جعلن من أفكارهن ناطحات سحاب معلنة وصلبة وجارحة في الفضاء، زها حديد من هذه القلة القليلة التي لا تُنسى ولن..



دلالات

المساهمون