بعض المدارس تضررت جزئياً (Getty)
تضاربت الأرقام الرسمية وغير الرسمية في باكستان حول عدد المدارس التي دمرها الزلزال الذي ضرب البلاد الأسبوع الماضي. ومع ذلك، تبقى الأرقام كبيرة جداً وتنذر بكارثة تعليمية في أنحاء عديدة من المناطق الشمالية
تشير التوقعات الأخيرة إلى أنّ الزلزال الذي ضرب مناطق شاسعة في شمال شرق وشمال غرب باكستان، قد ألحق أضراراً كبيرة بمئات المدارس والمراكز التعليمية. وتضررت بالذات مدارس الأطفال في بعض المديريات الجبلية مثل مديرية سوات وشانكله ودير.
من جهتها تؤكد الأرقام الرسمية أنّ 155 مدرسة تضررت في شمال غرب البلاد، وبالتحديد في إقليم خيبر بختونخوا المجاور لأفغانستان. إلاّ أنّ الأرقام غير الرسمية تتوقع أنّ عدد المدارس والمراكز التعليمية التي تضررت بفعل الزلزال العنيف، الذي وقع في 26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي يتجاوز 800 مدرسة ومركز تعليمي بما في ذلك جامعات. وتؤكد الأرقام أنّ المباني التعليمية الأكثر تضرراً هي التابعة لمدارس نائية مصممة بطريقة بدائية وهي التي دمر بالكامل 100 مدرسة منها، فيما نال الدمار الجزئي بضع مئات أخرى.
من جهته، أكد المتحدث باسم هيئة مواجهة الكوارث والأزمات المحلية بإقليم خيبر بختونخوا لطيف رحمن أنّ 155 مدرسة تضررت بشكل كامل أو جزئي في خمس مديريات بإقليم خيبر بختونخوا، وهي المديريات التي تضررت أكثر مقارنة بالمديريات والمقاطعات الأخرى. ولمح رحمن إلى أنّ 53 مدرسة قد تضررت في مديرية تانك، و45 في مديرية دير العليا المجاورة لسوات، و35 في مديرية لكي مروت، و15 في مدينة بنو. وأشار رحمن إلى أنّ الأرقام غير نهائية، وأنّ عدد المدارس المتضررة قد يكون أكبر.
وهو بالفعل ما تلفت إليه مؤسسات تعليمية عديدة ومواطنون، فهؤلاء يتحدثون عن أكثر من 800 مدرسة متضررة. ويقول المدرس خان بهادر من شانكله لـ"العربي الجديد": "مدرستنا الحكومية الوحيدة في القرية يدرس فيها أكثر من 300 تلميذ وتلميذة. انهارت اليوم ولا مكان لدينا لمواصلة الدراسة، سوى فناء المدرسة، وها نحن ندرّس تحت السماء". ويضيف أنّ الكثير من التلاميذ لا يحضرون إلى المدرسة، لأنّ الجو بارد جداً، بالترافق مع عدم وجود ملابس لديهم بعدما طمرت بركام المنازل.
ويوضح بهادر أنّ المساعدة لم تصل حتى الآن إلى معظم المتضررين من جراء الزلزال، كما أنّ المدارس لم تتلق بدورها أي دعم حتى الآن. وما يثير العجب قوله: "أعتقد أن الجهات المعنية لا تعرف حتى الآن بشأن الكثير من المدارس التي انهارت، وهذا ما تشير إليه الأرقام التي تعلن عنها كلّ حين".
إلاّ أنّ وزير التعليم في الحكومة المحلية بإقليم خيبر بختونخوا عاطف الله يؤكد أنّ إعادة العمل الدراسي في المناطق المتضررة من أولويات الحكومة، وأنّ الوزارة تعمل على جمع المعلومات بشأن المراكز الدراسية والمدارس التي تضررت. كما يلفت إلى أنّ الحكومة تخطط لاستئجار مبان أخرى بالقرب من المدارس المتضررة لفترة موقتة، كي تستأنف عملية التعليم، وخلال أشهر ستعيد إعمار تلك المدارس، وترميم ما تضرر بشكل جزئي.
ومن بين المدارس التي تضررت الثانوية الحكومية الوحيدة في مديرية دير العليا حيث تصدع سقفها وجدرانها بشكل كبير. ولا يمكن للتلاميذ الجلوس داخل المبنى خوفاً من انهياره على رؤوسهم. وهو ما دفع إدارة المدرسة إلى متابعة الدراسة في ميدان اللعب من دون سقف يقي التلاميذ من برد الشتاء. ومن المعلوم أنّ معظم المناطق المتضررة بالزلزال في مناطق شمال غرب وشمال شرق باكستان قد شهدت قبله موجة شديدة من الأمطار والثلوج. كما أنّ مركز الأرصاد الجوية توقع هطول المزيد من الثلوج والأمطار في تلك المناطق خلال الأيام القليلة المقبلة. بالتالي يصعب على تلك المدارس مواصلة عملية التعليم إذا لم تتخذ الحكومة خطوات فاعلة وبصورة عاجلة.
وفي هذا الإطار، تقول المدرّسة ناهد خان من إحدى مدارس الإناث في كوهستان، شمال غرب البلاد، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد": "المدارس المنهارة يمكنها مواصلة العمل، لكن لفترة قصيرة فقط". ولا تراهن خان كثيراً على وعود الحكومة بإعادة إعمار هذه المدارس قريباً، فهي تذكّر بالمدارس التي دمرت بزلزال 2005، ولم يُعد إعمار بعضها حتى الآن.
كذلك انهارت عشرات المدارس في مدينة مدين وهي إحدى المصائف الشهيرة في شمال غرب باكستان. ومن بينها مدرسة للأشخاص المعوقين، هي الوحيدة في المنطقة التي توفر سكناً لهذه الفئة.
تبقى الإشارة إلى أنّ زلزال العام 2005 ضرب مناطق كبيرة في شمال غرب باكستان، ودمر نحو 3500 مدرسة ومركز تعليمي. ولم تتمكن الحكومة الباكستانية من إعادة إعمار أكثر من 1600 منها على مدى 10 أعوام، على الرغم من تلقيها دعماً مالياً كبيراً من المجتمع الدولي. وهو ما يجعل وعود الحكومة الحالية بإعادة إعمار المدارس التي تضررت بالزلزال الأخير واهية.
إقرأ أيضاً: الزلزال المدمّر.. باكستان وأفغانستان تحاولان النهوض
تشير التوقعات الأخيرة إلى أنّ الزلزال الذي ضرب مناطق شاسعة في شمال شرق وشمال غرب باكستان، قد ألحق أضراراً كبيرة بمئات المدارس والمراكز التعليمية. وتضررت بالذات مدارس الأطفال في بعض المديريات الجبلية مثل مديرية سوات وشانكله ودير.
من جهتها تؤكد الأرقام الرسمية أنّ 155 مدرسة تضررت في شمال غرب البلاد، وبالتحديد في إقليم خيبر بختونخوا المجاور لأفغانستان. إلاّ أنّ الأرقام غير الرسمية تتوقع أنّ عدد المدارس والمراكز التعليمية التي تضررت بفعل الزلزال العنيف، الذي وقع في 26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي يتجاوز 800 مدرسة ومركز تعليمي بما في ذلك جامعات. وتؤكد الأرقام أنّ المباني التعليمية الأكثر تضرراً هي التابعة لمدارس نائية مصممة بطريقة بدائية وهي التي دمر بالكامل 100 مدرسة منها، فيما نال الدمار الجزئي بضع مئات أخرى.
من جهته، أكد المتحدث باسم هيئة مواجهة الكوارث والأزمات المحلية بإقليم خيبر بختونخوا لطيف رحمن أنّ 155 مدرسة تضررت بشكل كامل أو جزئي في خمس مديريات بإقليم خيبر بختونخوا، وهي المديريات التي تضررت أكثر مقارنة بالمديريات والمقاطعات الأخرى. ولمح رحمن إلى أنّ 53 مدرسة قد تضررت في مديرية تانك، و45 في مديرية دير العليا المجاورة لسوات، و35 في مديرية لكي مروت، و15 في مدينة بنو. وأشار رحمن إلى أنّ الأرقام غير نهائية، وأنّ عدد المدارس المتضررة قد يكون أكبر.
وهو بالفعل ما تلفت إليه مؤسسات تعليمية عديدة ومواطنون، فهؤلاء يتحدثون عن أكثر من 800 مدرسة متضررة. ويقول المدرس خان بهادر من شانكله لـ"العربي الجديد": "مدرستنا الحكومية الوحيدة في القرية يدرس فيها أكثر من 300 تلميذ وتلميذة. انهارت اليوم ولا مكان لدينا لمواصلة الدراسة، سوى فناء المدرسة، وها نحن ندرّس تحت السماء". ويضيف أنّ الكثير من التلاميذ لا يحضرون إلى المدرسة، لأنّ الجو بارد جداً، بالترافق مع عدم وجود ملابس لديهم بعدما طمرت بركام المنازل.
ويوضح بهادر أنّ المساعدة لم تصل حتى الآن إلى معظم المتضررين من جراء الزلزال، كما أنّ المدارس لم تتلق بدورها أي دعم حتى الآن. وما يثير العجب قوله: "أعتقد أن الجهات المعنية لا تعرف حتى الآن بشأن الكثير من المدارس التي انهارت، وهذا ما تشير إليه الأرقام التي تعلن عنها كلّ حين".
إلاّ أنّ وزير التعليم في الحكومة المحلية بإقليم خيبر بختونخوا عاطف الله يؤكد أنّ إعادة العمل الدراسي في المناطق المتضررة من أولويات الحكومة، وأنّ الوزارة تعمل على جمع المعلومات بشأن المراكز الدراسية والمدارس التي تضررت. كما يلفت إلى أنّ الحكومة تخطط لاستئجار مبان أخرى بالقرب من المدارس المتضررة لفترة موقتة، كي تستأنف عملية التعليم، وخلال أشهر ستعيد إعمار تلك المدارس، وترميم ما تضرر بشكل جزئي.
ومن بين المدارس التي تضررت الثانوية الحكومية الوحيدة في مديرية دير العليا حيث تصدع سقفها وجدرانها بشكل كبير. ولا يمكن للتلاميذ الجلوس داخل المبنى خوفاً من انهياره على رؤوسهم. وهو ما دفع إدارة المدرسة إلى متابعة الدراسة في ميدان اللعب من دون سقف يقي التلاميذ من برد الشتاء. ومن المعلوم أنّ معظم المناطق المتضررة بالزلزال في مناطق شمال غرب وشمال شرق باكستان قد شهدت قبله موجة شديدة من الأمطار والثلوج. كما أنّ مركز الأرصاد الجوية توقع هطول المزيد من الثلوج والأمطار في تلك المناطق خلال الأيام القليلة المقبلة. بالتالي يصعب على تلك المدارس مواصلة عملية التعليم إذا لم تتخذ الحكومة خطوات فاعلة وبصورة عاجلة.
وفي هذا الإطار، تقول المدرّسة ناهد خان من إحدى مدارس الإناث في كوهستان، شمال غرب البلاد، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد": "المدارس المنهارة يمكنها مواصلة العمل، لكن لفترة قصيرة فقط". ولا تراهن خان كثيراً على وعود الحكومة بإعادة إعمار هذه المدارس قريباً، فهي تذكّر بالمدارس التي دمرت بزلزال 2005، ولم يُعد إعمار بعضها حتى الآن.
كذلك انهارت عشرات المدارس في مدينة مدين وهي إحدى المصائف الشهيرة في شمال غرب باكستان. ومن بينها مدرسة للأشخاص المعوقين، هي الوحيدة في المنطقة التي توفر سكناً لهذه الفئة.
تبقى الإشارة إلى أنّ زلزال العام 2005 ضرب مناطق كبيرة في شمال غرب باكستان، ودمر نحو 3500 مدرسة ومركز تعليمي. ولم تتمكن الحكومة الباكستانية من إعادة إعمار أكثر من 1600 منها على مدى 10 أعوام، على الرغم من تلقيها دعماً مالياً كبيراً من المجتمع الدولي. وهو ما يجعل وعود الحكومة الحالية بإعادة إعمار المدارس التي تضررت بالزلزال الأخير واهية.
إقرأ أيضاً: الزلزال المدمّر.. باكستان وأفغانستان تحاولان النهوض