روضة عين الحلوة تعليمية وترفيهية

26 مارس 2015
لا تقتصر نشاطات الأطفال على الصف الدراسي (انتصار الدنان)
+ الخط -

في صفّه المنظم والمجهز بالأدوات المدرسية، بين الجدران المليئة بالرسوم والملصقات، يقول الطفل الفلسطيني محمد (4 أعوام): "آتي إلى الروضة من أجل الرسم واللعب". أما ليال التي تماثله عمراً فتحب الروضة من أجل لقاء أصدقائها واللعب والتلوين والرقص.

تأسست "روضة الشهيد معروف سعد" عام 1972 في منطقة تعمير مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا، جنوب لبنان. وتقول مديرتها مريم ديراني إنّ سعد (زعيم لبناني من صيدا اغتيل عام 1975)، كانت لديه رغبة من خلالها في استهداف الأشخاص الأكثر حاجة، خصوصاً الأطفال بعمر 3 إلى 4 أعوام، الذين لم يكونوا يذهبون إلى المدارس.

وتشير ديراني إلى أنّ الروضة اليوم تابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية اللبنانية. وتضيف: "الأقساط مقبولة، ومقسّمة على ثلاث دفعات. وهنا يمضي الأطفال وقتهم، ونقدم لهم وجبة غداء، بالإضافة إلى كوب حليب صباحاً".

وتوفر الروضة للأطفال مساحة للعب، والدرس. كما تهتم بهم صحياً، من خلال عرضهم على أطباء متخصصين، وتلقيحهم، خصوصاً مع قرب الروضة من المستوصف. كما تقدم للأهل دورات تثقيفية في كيفية التعامل مع الأطفال. بالإضافة إلى نشاطات خارج الفصل الدراسي. فتجري في الروضة العديد من الألعاب الرياضية، وتنظم المسرحيات. كذلك، تنظم أيام ترفيهية للأطفال، من خلال زيارة جمعيات أخرى يتعرفون فيها على أطفال آخرين. وزيارة مزارع وبساتين للتعرف على أنواع الفاكهة والحيوانات بما يتناسب مع الدروس.

كما يشارك الأطفال في عيد الجيش اللبناني (1 أغسطس/ آب)، فيزورون ثكنة عسكرية. وبالإضافة إلى خدماتها الداخلية، تقدم الروضة للأطفال التوصيل المجاني إلى منازلهم القريبة. وتشير ديراني إلى أنّ رئيس الروضة توفيق عسيران يصرّ على اعتماد هذه الخطط منذ تأسيسها.

مبنى الروضة صغير، يضم خمسة صفوف، فيها ما يقرب من مائة طفل، تتولى رعايتهم ست مربيات. وتشير ديراني إلى أنّ معظم الأطفال من مناطق تعمير عين الحلوة، والفيلات، وصيدا القديمة، أي من المناطق الأشد فقراً في المدينة.

وبخصوص الأطفال الفلسطينيين الذين تستقبلهم الروضة، تشير ديراني إلى أنّ الإدارة لا يمكنها استقبال أكثر من عدد محدد، وذلك بموجب تبعيتها لوزارة الشؤون الاجتماعية. وتتابع: "نستقبل الأطفال الفلسطينيين للتخفيف عن الأهل، فوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لا يستطيع الطفل الفلسطيني الانتساب إليها إلاّ بعد بلوغ عامه السادس، فيضطر أهله إلى تسجيله في مدرسة خاصة وهو ما يشكل عبئاً عليهم خصوصاً في الظروف الاقتصادية القاسية".