روسيا وإيران

روسيا وإيران

24 أكتوبر 2015
المصلحة الإيرانية في سورية منفصلة عن المصلحة الروسية(صفا كراكان/الأناضول)
+ الخط -
يشير تصريح مسؤول العلاقات العامة في الحرس الثوري الإيراني رمضان شريف أول من أمس، عن أن بلاده زادت عدد جنودها الذين يقاتلون بجانب النظام في سورية، بما يتناسب مع مرحلة الحرب البرية الجديدة التي دخلت عليها، إلى رسالة يريد الإيرانيون توجيهها بالدرجة الأولى إلى الروس وبالدرجة الثانية إلى النظام السوري، وليس الهدف منها المعارضة السورية.

فبعد الفشل الإيراني في سورية ودخول روسيا بقوة إلى جانب النظام، والذي ترافق بمقتل عدد من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني في مناطق عمليات القوات الروسية، يضاف إليها زيارة بشار الأسد إلى موسكو وإعلانه من هناك أنه انتقل إلى الحضن الروسي، يبدو أن هذه التطورات قد استشعرت إيران بخطر التدخل الروسي الذي يؤدي إلى إقصائها من الساحة السورية على حساب تواجد أكثر فعالية للروس، وهيمنة أكثر لهم على قرارات النظام السوري، الأمر الذي ربما دفع إيران للتخلي عن ادعاءاتها السابقة بشأن تواجد قوات لها في سورية، إلى جانب قوات النظام بعد أن كانت تصر على أن دعمها البشري للنظام هو دعم بـ"الخبراء" حصراً، لتصرح علانية أنها كانت موجودة بقوات حرسها الثوري في سورية، وأنها ستزيد هذه القوات بحسب متطلبات الحرب البرية، بهدف توجيه رسالة للروس تلفت نظرهم من خلالها إلى أنها لا تزال موجودة وبقوة في سورية، وأنها لاعب أساسي في الملف السوري.

كما أن قرار إيران إرسال المزيد من القوات لسورية، فيه رسالة للنظام بأن إيران لن تتركه كي ينفذ ما يطلب منه من الروس فقط، وأنها شريك أساسي في قراره وفي قيادة عملياته، وأن المصلحة الإيرانية هي مصلحة منفصلة عن المصلحة الروسية، وأن إيران مستعدة للدفاع عن مشروعها في سورية حتى لو اقتضى الأمر إدخال قوات عسكرية بشكل علني. إلا أن الأهم في إعلان إيران، يكمن في إدراكها لأهمية التدخل العسكري العلني في فرض الشروط أثناء المفاوضات، وخاصة بعد أن انفرد الروس في التدخل وفي التفاوض الأمر الذي يبدو أثار مخاوف الإيرانيين من فقدان ما بنوا عليه من تدخلهم في سورية.