روسيا: كوكب الزهرة لنا

روسيا: كوكب الزهرة لنا

17 سبتمبر 2020
تريد روسيا إرسال بعثة خاصة إلى الزهرة (Getty)
+ الخط -

بعد ساعات من إعلان فريق علمي من بريطانيا والولايات المتحدة عن احتمال وجود حياة على كوكب الزهرة، أكد المدير العام لوكالة الفضاء الروسية "روسكوسموس"، ديمتري راغوزين، أن بلاده تنظر إلى الزهرة على أنه "كوكب روسي"، مشدداً على أن موسكو لن تتخلف عن التنافس في الفضاء.

وأعلن راغوزين، في تصريحات صحافية، أن روسيا تنوي إرسال بعثة مستقلة خاصة إلى ثاني كواكب المجموعة الشمسية، إضافة إلى البعثة المشتركة مع الولايات المتحدة "فينيرا دي". وقال، على هامش معرض للطائرات في موسكو، يوم الثلاثاء الماضي، إن "موضوع استئناف البحوث في (فينيرا) موجود في برنامجنا. أولاً مشروع (فينيرا دي) بالمشاركة مع الأميركيين. ونحن أيضاً ننظر في بعثة مستقلة إلى الزهرة، ونعتبر الزهرة كوكباً روسياً ولذلك لن نتخلف"، مؤكدا أن "مشروعات البعثات إلى الزهرة مدرجة في المشروع الحكومي الموحد للنشاطات الفضائية الروسية 2021-2030".

أثارت تصريحات راغوزين تكهنات كثيرة خاصة حول مصير المشروعات المشتركة مع الولايات المتحدة عند إشارته إلى تفضيل بعثة مستقلة، وإعلانه أن الخبراء المختصين في صناعة الصواريخ الفضائية الروسية عرضوا عليه خيارات لنقل عينات التربة من كوكب الزهرة إلى كوكب الأرض.

وقال راغوزين إنه "لم يتضح بعد ما إذا كانت عودة التربة من كوكب الزهرة ستنجز كجزء من بعثة (فينيرا دي) أو إحدى البعثات التالية"، مؤكداً أنه شخصياً "يفضل أن تكون البعثة إلى كوكب الزهرة وطنية وليس بالاشتراك مع الولايات المتحدة الأميركية".

وفي وقت لاحق، أوضح رئيس الخدمة الصحافية في "روسكوسموس"، فلاديمير أوستيمنينكو، أن الحديث لا يدور بالمطلق عن إعادة النظر في التعاون مع الولايات المتحدة في مشروع "فينيرا دي"، أو باقي بلدان العالم، مؤكداً أن الوكالة ترحب بمشاركة دول مختلفة في هذه البعثة، وأعرب عن استعداد روسيا لتحمل الجزء الأساسي من القضايا العلمية والتنفيذ التقني في إطار هذا المشروع.

علوم وآثار
التحديثات الحية

وجاءت التصريحات الروسية بعد إعلان علماء من "جامعة كارديف" (بريطانيا) و"معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا" (الولايات المتحدة الأميركية) رصد "وجود ظاهري" داخل طبقات من السحب في كوكب الزهرة لغاز الفوسفين الذي ينبعث على كوكب الأرض من كائنات حيّة.

وقد سبق هذه التصريحات بيان لوكالة "روسكوسموس"، صباح الثلاثاء، يشكك في ضخامة الاكتشاف، أشارت فيه إلى أنّ "مصدر الفوسفين قد يكون صناعياً أو حيوياً". وأوضح المدير التنفيذي للبرامج المستقبلية في الوكالة، ألكسندر بلوشينكو، أن اكتشاف الفوسفين في الغلاف الجوي للزهرة باستخدام تلسكوبات لا يمكن اعتباره دليلاً موضوعياً على وجود كائنات حية على سطح الكوكب أو في غلافه الجوي، مشدداً على أن "الأدلة الموضوعية يمكن الحصول عليها عند دراسة الكوكب باستخدام مسبارات ومحطات علمية".

ونقلت وسائل إعلام روسية عن ناطق باسم "معهد علم الفلك التطبيقي" في "أكاديمية العلوم الروسية" أن اكتشاف غاز الفوسفين في الغلاف الجوي للزهرة ليس دليلاً مسلّماً به غير قابل للجدل عن وجود الحياة في الزهرة، وزاد أن "هناك عدداً من العوامل تمنع تطوير فرضية وجود الحياة في الزهرة. وبينها الرياح الشديدة والضغط بقوة 100 بار (وحدة قياس الضغط) ودرجة الحرارة 500 درجة مئوية، إضافة إلى تساقط الأمطار المشكلة من حامض الكبريتيك والكثافة العالية لغاز ثاني أكسيد الكربون".

وتأسست المجموعة العلمية الروسية الأميركية المشتركة لاستكشاف الزهرة في مارس/آذار عام 2017، وضمت خبراء من "روسكوسموس" و"ناسا" ومعاهد بحثية روسية، وهدفها إرسال بعثة للكوكب على أساس مشروع " فينيرا دي". وذكرت "نوفوستوي" في تقرير أن العلماء طالبوا بتخصيص 17 مليار روبل (قرابة 225 مليون دولار) في السنوات العشر المقبلة لتنفيذ التزامات روسيا ضمن المشروع، لكنهم لم يحصلوا بعد على هذا التمويل.

المساهمون