روسيا تصفّي زهران علوش تمهيداً للقضاء على المعارضة السورية

روسيا تصفّي زهران علوش تمهيداً للقضاء على المعارضة السورية

26 ديسمبر 2015
علوش: القائد القوي لجبهة المعارضة السورية (فرانس برس)
+ الخط -
خطت روسيا أولى خطواتها باتجاه تصفية قيادات المعارضة السورية، أمس الجمعة، بعد اغتيالها قائد "جيش الإسلام"، زهران علوش مع عدد من قادة الفصائل الأخرى في منطقة المرج في الغوطة الشرقية.

بهذا الاغتيال الذي نفذّته الطائرات الروسية المقاتلة، تكون قد بدأت عملياً بتطبيق استراتيجية جديدة تقوم على تصفية قادة المعارضة السورية المسلحة، فضلاً عن قتل المدنيين في مناطق المعارضة، وذلك بخلاف ادعائها التدخل في سورية لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

أما عن مسيرة القائد العسكري الذي وُصف بالأقوى في جبهة المعارضة، والذي خرج من سجن النظام السوري، ليصبح مؤسس "جيش الإسلام"، أبرز فصيل سوري مسلح، يسعى لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، فنستعرض ما يلي:

ولد محمد زهران علوش، في مدينة دوما بالغوطة الشرقية عام 1971، والده هو الشيخ عبد الله علوش من مشايخ دوما والدعاة السلفيين المعروفين بتمسكهم بمنهج أهل السنة والجماعة (السلفية) والدعوة إليه.

درس الشريعة الإسلامية في جامعة دمشق وتخرج منها، وسافر بعدها إلى السعودية وأكمل الدراسة في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، وهناك درس على يد عدد من المشايخ السعوديين، منهم عبدالعزيز بن باز ومحمد بن صالح العثيمين.
اقرأ أيضاً: "جيش الإسلام": لنجاح العملية السياسية يجب تنحي الأسد

عاد بعدها إلى دوما لدراسة الماجستير في كلية الشريعة بجامعة دمشق، إلى جانب عمله في التعهدات.

غير أن النظام السوري بدأ بملاحقته عبر أفرعه الأمنية عام 1987، بسبب نشاطاته الدعوية السلفية.

وفي عام 2009 أوقِف بداية من قبل فرع فلسطين (أحد فروع المخابرات العسكرية السورية)، بتهمة حيازة أسلحة وجدها عناصر الأمن في سيارته، ثم أودع في سجن صيدنايا العسكري الأول، إلى أن أطلق سراحه في 22 يونيو/حزيران 2011، أي بعد بداية الثورة بثلاثة أشهر، وفق مرسوم عفو رئاسي عام صدر وقتها، وخرج على إثره ما يقارب 1500 معتقل إسلامي.

آمن علوش أن النظام لا يمكن إسقاطه إلا بالثورة المسلّحة، وانطلاقاً من ذلك أسس "سرية الإسلام" في مدينته دوما، ثم تغير اسمها ليصبح "لواء الإسلام"، وفي عام 2013 أسس "جيش الإسلام"، الذي يعتبر من أكبر فصائل المعارضة المسلحة في ريف دمشق، قبل أن ينضم الفصيل إلى "الجبهة الإسلامية".

كذلك، شنّ حرباً عنيفة على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في الغوطة الشرقية انتهت بطرد التنظيم من الغوطة بشكل كامل.

واعتمد "جيش الإسلام" على التربية العقائدية لمقاتليه، بالإضافة إلى تمارين اللياقة البدنية والتدريبات العسكرية، أمّا تكوينه الإداري فيتضمن مجلس قيادة، و26 مكتباً إدارياً و64 كتيبة عسكرية، وتنتشر كتائبه في العديد من المناطق السورية، من حلب شمالاً إلى درعا جنوباً.

"جيش الإسلام" شارك في كثير من العمليات العسكرية في مختلف المدن السورية، منها تحرير كتيبة الباتشورة للدفاع الجوي بالغوطة الشرقية، وتحرير الفوج 274 ثاني فوج عسكري للنظام، فضلاً عن تحرير رحبة إصلاح المركبات الثقيلة وقاعدة الجيش وكتيبة المستودعات وكتيبة البطاريات وكتيبة الإشارة والدفاع الجوي، إضافة إلى قتال تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، في الغوطة الشرقية وجنوب دمشق، والقلمون وحلب.

وعلى الصعيد السياسي، كان "جيش الإسلام" أحد التنظيمات المعارضة المشاركة في الوفد المقرر أن يتفاوض مع النظام السوري، وقد ساهم بإنجاح مؤتمر الرياض للمعارضة السورية بجناحيها السياسي والعسكري.

وفي 25 كانون الأول/ديسمبر 2015، استهدفت طائرات روسية مقراً كان يجتمع فيه علوش مع عدد من قادة الفصائل الأخرى في منطقة المرج في الغوطة الشرقية، ما أدى إلى مقتله مع عدد من قادة "جيش الإسلام".