هل انتقلت روسيا إلى القوة الحاسمة الجامدة؟ (ساشا موردوفيتس/Getty)
حتى الأمس القريب، كانت روسيا تتغنى بالدفاع عن القانون الدولي وأسس العلاقات الدولية وعن دور المنظمة الأممية، وأهمية سيادة الدول على أراضيها وقراراتها، ومنع استخدام القوة لقلب أنظمتها بحجج الديمقراطية والحرية وسواها... فما الذي تغير بعد القرم؟
مع حل موسكو لمشكلة شبه جزيرة القرم بطريقة حاسمة وخاطفة وغير قابلة للمراجعة، وإعلان الكرملين نهجه السياسي الجديد الذي يتمثل بالنموذج الأميركي في تحقيق المصالح، بصرف النظر عن الأمم المتحدة وآراء الدول الأخرى وحتى مصالح هذه الدول.
لقد تغير أمر جوهري في سياسة روسيا الخارجية وفي علاقتها بالعالم عموماً، وأعقب ذلك تغير في سياساتها الداخلية من مختلف النواحي، وخصوصاً من زاوية انتعاش المؤسسة الأمنية وإعلانها عن نفسها بأشكال مختلفة، لم يكن أولها التضييق على مؤسسات المجتمع المدني وقطع قنوات التمويل عنها، ولن يكون آخرها تنظيم قوائم بـ"العملاء والجواسيس المحتملين"، عبر إلزام الجميع بالتصريح في دوائر الأمن عن الجنسيات التي يحملونها إلى جانب الروسية.
هل يعني انتقال روسيا من القوة الناعمة المرنة إلى القوة الحاسمة الجامدة، تخليها عن قواعد العلاقات الدولية وميثاق الأمم المتحدة، أم يعني تحديدات جديدة لعلاقتها بالغرب الأطلسي، وبحرصها حين لا يمس الأمر مصالحها المباشرة ويتهدد وجودها، على ما حرصت عليه في مجمل خطابها بخصوص "الربيع العربي" وملف إيران النووي؟
بتعبير آخر، تقول روسيا: أفعل في منطقة مصالحي الوطنية ما أريد، كما تفعلون في مناطق مصالحكم ما تريدون، وبالأسلوب ذاته، وأما باقي العالم فتعالوا نتفق على أسس إدارته بندية ومراعاة متبادلة للمصالح، اي بتقاسمه، تحت مسمى التوازن في العلاقات الدولية.
موسكو، بحسمها مسألة القرم بهذه الطريقة، لم تتخل عن ملفات أخرى، وأهمها الملف السوري. لم تفعل ذلك تعففاً عن الدخول في مساومة ومقايضات، إنما تأكيداً على أن موقفها من مصالحها في باقي العالم من طبيعة موقفها في القرم. والشيء نفسه بالنسبة إلى إيران، فهي فسخت عقد إس-300 من جهة، وسمحت لطهران بتصنيع هذه الصواريخ في إيران، تحت اسم "بافار-373"، من جهة أخرى.
مع حل موسكو لمشكلة شبه جزيرة القرم بطريقة حاسمة وخاطفة وغير قابلة للمراجعة، وإعلان الكرملين نهجه السياسي الجديد الذي يتمثل بالنموذج الأميركي في تحقيق المصالح، بصرف النظر عن الأمم المتحدة وآراء الدول الأخرى وحتى مصالح هذه الدول.
لقد تغير أمر جوهري في سياسة روسيا الخارجية وفي علاقتها بالعالم عموماً، وأعقب ذلك تغير في سياساتها الداخلية من مختلف النواحي، وخصوصاً من زاوية انتعاش المؤسسة الأمنية وإعلانها عن نفسها بأشكال مختلفة، لم يكن أولها التضييق على مؤسسات المجتمع المدني وقطع قنوات التمويل عنها، ولن يكون آخرها تنظيم قوائم بـ"العملاء والجواسيس المحتملين"، عبر إلزام الجميع بالتصريح في دوائر الأمن عن الجنسيات التي يحملونها إلى جانب الروسية.
هل يعني انتقال روسيا من القوة الناعمة المرنة إلى القوة الحاسمة الجامدة، تخليها عن قواعد العلاقات الدولية وميثاق الأمم المتحدة، أم يعني تحديدات جديدة لعلاقتها بالغرب الأطلسي، وبحرصها حين لا يمس الأمر مصالحها المباشرة ويتهدد وجودها، على ما حرصت عليه في مجمل خطابها بخصوص "الربيع العربي" وملف إيران النووي؟
بتعبير آخر، تقول روسيا: أفعل في منطقة مصالحي الوطنية ما أريد، كما تفعلون في مناطق مصالحكم ما تريدون، وبالأسلوب ذاته، وأما باقي العالم فتعالوا نتفق على أسس إدارته بندية ومراعاة متبادلة للمصالح، اي بتقاسمه، تحت مسمى التوازن في العلاقات الدولية.
موسكو، بحسمها مسألة القرم بهذه الطريقة، لم تتخل عن ملفات أخرى، وأهمها الملف السوري. لم تفعل ذلك تعففاً عن الدخول في مساومة ومقايضات، إنما تأكيداً على أن موقفها من مصالحها في باقي العالم من طبيعة موقفها في القرم. والشيء نفسه بالنسبة إلى إيران، فهي فسخت عقد إس-300 من جهة، وسمحت لطهران بتصنيع هذه الصواريخ في إيران، تحت اسم "بافار-373"، من جهة أخرى.